-A +A
حمود أبو طالب
فتح الإعلامي الصديق خالد مدخلي في نشرة الرابعة بقناة العربية ملفاً مزمناً ما زال مؤرقاً للجميع هو ملف البطالة، وجاء ذلك في سياق الحديث عن تزوير شهادات المهندسين الأجانب وخبراتهم واحتلالهم مواقع السعوديين في وطنهم رغم كفاءة السعودي وجودة تعليمه وأحقيته بأولوية التوظيف، وكانت إجابة المتحدث باسم هيئة المهندسين هلامية فيها تهرّب من مواجهة الحقيقة، كالكثير من المتحدثين عندما يواجههم الإعلام بالحقيقة مجردة من مساحيق التجميل.

منذ زمن طويل ونحن نتحدث بأعلى صوت انتبهوا انتبهوا انتبهوا لمشكلة البطالة، أوجدوا حلولاً جذرية لها، ولكن ما زالت المشكلة عملياً تتفاقم لأنه لم يتم التصدي لهذه المشكلة الخطيرة كقضية وطنية، اقتصادياً واجتماعياً وأمنياً، بل كملف إداري في كل جهة يتم تزيينه كل عام بمؤشرات إيجابية لإرضاء المسؤولين الأعلى ونشرها في التقارير، بينما الواقع يؤكد أن المشكلة تتسع وتتعقد.


لا يمكن لأي مسؤول بأي حال من الأحوال أن يقنع أي أحد بوجود أي مبرر لبطالة مهندس أو طبيب أو فني في أي مجال أو خريج جامعي في أي تخصص علمي أو إداري أو اقتصادي أو مالي أو قانوني أو غيره في هذا الوقت الذي التزمنا فيه برؤية وطنية تعتمد على أبناء وبنات الوطن، والزحف البطيء في مسار السعودة سواءً في القطاع العام أو الخاص هو درب مليء بالمخاطر. القطاع الخاص ليس دولة تفرض إرادتها وقوانينها من أجل الكسب فقط بتوظيف الأجانب على حساب أبناء الوطن، بل هو قطاع تدعمه الدولة وتحميه وتشجعه ويجب أن تفرض عليه ما يحقق المصلحة الوطنية في النهاية وليس مصلحته فقط.

لدينا عشرات الآلاف من الشباب تخرجوا من أفضل الجامعات والمعاهد وفي كل التخصصات يعلقون شهاداتهم على جدران منازلهم وينتظرون الوظيفة التي يختطفها أجانب بشهادات متدنية المستوى وبعضها أو كثير منها «مضروب» في شكل من أسوأ أشكال الاستفزاز لشباب الوطن، ونأمل أن نرى في الأفق بوادر مبشرة للقضاء على مشكلة البطالة المزمنة.

للمرة المليون نقول انتبهوا أيها المسؤولون لهذا الملف الوطني الخطير.

habutalib@hotmail.com