حسب دراسة للأمم المتحدة تحت إشراف «إلزبييتا كارسكا» التي تترأس الهيئة الأممية المختصة بالمرتزقة ومن في حكمهم «10/ يوليو/2015» فالتونسيون مثلوا النسبة الأكبر من المنضمين للجماعات الإرهابية الإسلاموية، وبالمثل توصلت دراسة لمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى «ديسمبر/2018» لذات النتيجة وأن التونسيين مثلوا النسبة الأكبر من المنضمين للجماعات الإرهابية، وبدت النتيجة محيرة للباحثين لأن تونس طوال تاريخها الحديث عاشت تحت إقصاء للتعليم الديني بشكل كامل أو شبه كامل، وأيضا الدراسات التي جرت على من يلقبون بـ«الذئاب المنفردة»، أي الأفراد الذين قاموا بعمليات إرهابية بالغرب بدون انتماء للجماعات الإرهابية، توصلت إلى أن غالبيتهم لم يكونوا متدينين ولا يؤدون الفرائض الدينية الأساسية ولهم تاريخ بجرائم السرقة وتجارة المخدرات وما شابه وبعضهم كان يعيش مع عشيقة حتى يوم قيامه بالعملية الإرهابية ويتعاطى المخدرات والمسكرات. وهذه الدراسات أظهرت أن ظاهرة الإرهاب لها رافدان أساسيان متضادان؛ الأول: هو التعليم الديني المتطرف، والثاني: الجهل بالإسلام الحقيقي مما جعل الشباب عرضة للتأثر بالمواد الدعائية المكثفة للجماعات الإرهابية، وبخاصة القاعدة وداعش، التي يتم إنتاجها بشكل احترافي وبكاميرات سينمائية وتصديق أن هذا هو الإسلام الحقيقي، وهذا جعل التوصيات في إستراتيجيات مكافحة الأسباب الجذرية المولدة للإرهاب تصب في اتجاهين؛ الأول: إصلاح التعليم الديني المتطرف الصدامي والمحرض على العنف، والثاني: جذب الشباب المسلم إلى نموذج بديل للتدين يحميهم من الانسياق وراء دعاية الجماعات الإرهابية الدينية، لأن افتقارهم الكامل للتعليم الديني تسبب في زيادة التحاقهم بالجماعات الإرهابية لأن جهلهم الديني يفقدهم القدرة على تمييز ما يمثل الإسلام الحقيقي وما لا يمثله، لكن الحلقة المفقودة التي لو تم الاهتمام بها فسيمكن إنهاء طوفان الإرهاب الذي دمر الدول العربية والإسلامية وتسبب في اضطهاد المسلمين في الدول التي هم فيها أقلية بجعلهم متهمين حتى تثبت براءتهم واستجلب عليهم ردات الأفعال الانتقامية على العمليات الإرهابية والتضييق على الإسلام، وهذه الحلقة المفقودة هي الدعاية الموجهة المكثفة والمحترفة التي توازي تلك التي للجماعات الإرهابية والتي تطرح النموذج البديل المعتدل الرشيد المستنير للتدين، على أن يتم تصميمها بناء على دراسات المختصين وليس بشكل عشوائي يجعلها غير مؤثرة، ويمكن أيضا أن تتضمن الحملة الدعائية المكثفة مسلسلات وأفلاما لا تتمحور كما هو حاصل حول الإرهاب ونقده، إنما تطرح نموذجا مثاليا للهوية والسلوك الإسلامي المعتدل، فالناس يحتاجون لرؤية «واقع افتراضي» مثالي للإسلام الحقيقي، بينما فقط نقد الإرهاب لا يمنحهم البديل عن النسخة الإرهابية للتدين.
كاتبة سعودية
bushra.sbe@gmail.com
كاتبة سعودية
bushra.sbe@gmail.com