شهد التاريخ أوبئة عدة (الجدري، الكوليرا، الطاعون، شلل الأطفال، وغيرها من سلالات متعددة من الإنفلونزا الفيروسية القاتلة)، وتزامن مع كل جائحة إشاعات وهلع حول العالم عند انفراج الوباء باكتشاف اللقاح وأشهرها لقاح الجدري الذي عكف الطبيب الإنكليزي ادوارد جينير أعواماً على أبحاثه لينقذ البشرية بفكرة لقاحه التي استمدها من روح الوباء نفسه وأمصال يتم تصنيعها من قشور الجدري، مما شكك حتى العلماء والباحثين، فما توصل إليه أفضى إلى شن حملات مضادة شديدة ضد اختراعه الذي أنهى حقبة من الرعب المصاحب لوباء شرس فتك بحوالى نصف مليار من البشر وشوه ملايين أخرى.
ما يحدث اليوم من بث الذعر والإشاعات والتشكيك في لقاحات كورونا هو امتداد لذلك التاريخ المليء بالأحداث المشابهة، وممانعة البعض حول تلقي اللقاح لا يعدو كونه ممانعة وقتية لن تطول، فهم أقرب للرضوخ إذا تعلق الأمر بالعودة إلى حياتهم الطبيعية والاستمتاع بها دون خوف ووقاية أنفسهم من الفايروس الذي قضى على أكثر من مليون شخص حول العالم ولكن تأخير ذلك هو ما يجب التعامل معه في الوقت الراهن!
تُعد المملكة العربية السعودية من الدول القلائل التي نجحت في إدارة أزمة كورونا وخرجت منها بأقل الخسائر على المستوى البشري ولله الحمد بفضل إجراءاتها المشددة في الاحترازات الطبية للوباء ورصد الميزانيات الهائلة لاحتواء الجائحة، ونحن أيضاً من أوائل الدول التي بادرت بشراء لقاحي (فايزر وموديرنا) وتوفيرها مجاناً انطلاقاً من الحرص الذي توليه قيادتنا للمواطن والمقيم واهتمامها ببذل الجهود للقضاء على الفايروس كلياً في غضون فترة قياسية بإخضاع الجميع لهذا الإجراء المهم، وبالتالي تأمين دخول الزائرين وإلزامهم باللقاح كما هو الحال مع إجراءات السفر دخولاً وخروجاً مروراً باللقاح.
في الواقع أن كل ما نحتاجه خلال هذه الفترة تحديداً هو تطمينات أصحاب الاختصاص من الباحثين في الأوبئة والخبراء في اللقاحات لنشر الوعية بأهمية المبادرة بأخذ جرعتي اللقاح دون تردد أو قلق ودون الاستسلام للمرجفين وناشري التهويل ونظريات المؤامرة والحرب البيولوجية والتجارية حول اللقاحات، فضلاً عن دورهم في إيضاحات مستفيضة بشأن احتمالية ظهور طفرات وسلالات جديدة للفايروس وليست سلالة واحدة فقط كما يحدث الآن من (تحوّر) في سلالة (covid19) وهذا من شأنه وقف اللغط الذي يثار حول الاحترازات الجديدة في المملكة خصوصاً وحول العالم المتقدم بشكل عام، وهذا هو الواجب الوطني والاجتماعي والمهني الذي يتحتم أن يضطلعه الأطباء والباحثون وأصحاب التخصصات الطبية المرتبطة بالأمراض المعدية واللقاحات على وسائل الإعلام المرئية ووسائل التواصل الاجتماعي ... فهذا فعلاً وقتهم وواجبهم.
كاتبة سعودية
hailahabdulah20@
ما يحدث اليوم من بث الذعر والإشاعات والتشكيك في لقاحات كورونا هو امتداد لذلك التاريخ المليء بالأحداث المشابهة، وممانعة البعض حول تلقي اللقاح لا يعدو كونه ممانعة وقتية لن تطول، فهم أقرب للرضوخ إذا تعلق الأمر بالعودة إلى حياتهم الطبيعية والاستمتاع بها دون خوف ووقاية أنفسهم من الفايروس الذي قضى على أكثر من مليون شخص حول العالم ولكن تأخير ذلك هو ما يجب التعامل معه في الوقت الراهن!
تُعد المملكة العربية السعودية من الدول القلائل التي نجحت في إدارة أزمة كورونا وخرجت منها بأقل الخسائر على المستوى البشري ولله الحمد بفضل إجراءاتها المشددة في الاحترازات الطبية للوباء ورصد الميزانيات الهائلة لاحتواء الجائحة، ونحن أيضاً من أوائل الدول التي بادرت بشراء لقاحي (فايزر وموديرنا) وتوفيرها مجاناً انطلاقاً من الحرص الذي توليه قيادتنا للمواطن والمقيم واهتمامها ببذل الجهود للقضاء على الفايروس كلياً في غضون فترة قياسية بإخضاع الجميع لهذا الإجراء المهم، وبالتالي تأمين دخول الزائرين وإلزامهم باللقاح كما هو الحال مع إجراءات السفر دخولاً وخروجاً مروراً باللقاح.
في الواقع أن كل ما نحتاجه خلال هذه الفترة تحديداً هو تطمينات أصحاب الاختصاص من الباحثين في الأوبئة والخبراء في اللقاحات لنشر الوعية بأهمية المبادرة بأخذ جرعتي اللقاح دون تردد أو قلق ودون الاستسلام للمرجفين وناشري التهويل ونظريات المؤامرة والحرب البيولوجية والتجارية حول اللقاحات، فضلاً عن دورهم في إيضاحات مستفيضة بشأن احتمالية ظهور طفرات وسلالات جديدة للفايروس وليست سلالة واحدة فقط كما يحدث الآن من (تحوّر) في سلالة (covid19) وهذا من شأنه وقف اللغط الذي يثار حول الاحترازات الجديدة في المملكة خصوصاً وحول العالم المتقدم بشكل عام، وهذا هو الواجب الوطني والاجتماعي والمهني الذي يتحتم أن يضطلعه الأطباء والباحثون وأصحاب التخصصات الطبية المرتبطة بالأمراض المعدية واللقاحات على وسائل الإعلام المرئية ووسائل التواصل الاجتماعي ... فهذا فعلاً وقتهم وواجبهم.
كاتبة سعودية
hailahabdulah20@