-A +A
خالد السليمان
يفقد أحيانا صاحب القضية عدالة قضيته وتعاطف الآخرين معه بسبب سوء تصرفه أو تجاوز ردة فعله للقانون، فيتحول من مدع إلى مدعى عليه!

على سبيل المثال تتعرض امرأة للتحرش في مكان عام، فتنهال على المتحرش بالشتائم التي لا تخلو من القذف الذي يعاقب عليه القانون، فتصبح هي الأخرى تحت طائلة المساءلة وقد تجد نفسها مع خصمها خلف نفس القضبان!


وفي مقطع تم تداوله مؤخرا وأعلنت شرطة مكة المكرمة ضبط جميع أطرافه تظهر إحدى السيدات وكأنها ضحية تحرش من بعض الشباب، لكن كمية الألفاظ البذيئة والفاحشة التي صدرت منها في التعبير عن غضبها جعلت من يشاهد المقطع يشعر وكأن خصمها هو الضحية، كما أن القانون لا يمنح الضحية حق مخالفة القانون بالقذف والتعرض للأعراض بالشتائم البذيئة أو حتى الاعتداء الجسدي!

والحصيف هو من ضبط نفسه وسيطر على أعصابه وتحكم بمفردات كلماته حتى يكون صاحب الكلمة العليا في أي مساءلة قانونية ضد خصومه !

وأتذكر قصة شاب تعرضت سيارته لإتلاف بسيط من أحد الأشخاص، وبدلا من أن يذهب إلى الشرطة لينال حقه قام بإحراق سيارة خصمه، وبدلا من أن يخرج كاسبا في هذه الخصومة تعرض للتوقيف وغرم مبلغا كبيرا من المال، وعندما قيل له لماذا تصرفت بهذه الرعونة كان جوابه: انتصرت لكرامتي، طبعا كرامته هنا ضحيه لحماقته، ولو كان ذكيا لحفظها من الوقوف خلف قضبان السجن !

باختصار.. يضيع حقك أحيانا عندما تكون الحماقة محاميك !

K_Alsuliman@

jehat5@yahoo.com