في ظل الأخبار المُتضاربة حول العالم ما بين قُرب انتهاء جائحة كورونا (والحمد لله) وقدوم أخرى من سُلالتها (ولا حول ولا قوة إلا بالله)، جميعنا يبحث (بشمعة) عن الأخبار السارة والمبهجة التي تبعث على الأمل والتفاؤل بغدٍ مُشرق بعيد كل البُعد عن جميع الوباءات والأمراض والفايروسات (الرزيلة) التي تُشبه الضيف (ثقيل الطينة) غير المُرحب به على الإطلاق.
ورغم أن الجائحة «الكورونية» قد عطلت بعض الخُطط والمشاريع والإنجازات في جميع القطاعات والمؤسسات بلا استثناء إلا أن هناك جانباً مضيئاً لم يُصب بلعنة الفايروس ويتعطل عن سيره كما خُطط له.
ومثالاً على ذلك؛ حينما كنت أطالع الأخبار والصُحف من هنا وهناك كعادتي، قرأت خبراً استوقفني ورفع مستوى هرمون السعادة في (دماغي).
وحتى أسعدكم معي يقول الخبر: (احتفلت المؤسسة العامة للخطوط الجوية العربية السعودية بإكمال نسبة توطين وظيفة «مساعد قائد الطائرة» التي بلغت 100 %، في إنجاز جديد للمؤسسة).
ومن لا يُسعده خبرٌ كهذا ويشرح أسارير قلبه وقلمه كذلك، فتوفير الوظائف وتخصيصها (للسعوديين) أولاً حق مشروع لكل مواطن ومواطنة يستحقون العمل في وطنهم، وهو ما يحقق أهداف الرؤية السعودية 2030، التي تسعى لتقليص أعداد العمالة الأجنبية في جميع القطاعات وفرض التوطين على الكثير من المهن.
وفي تفاصيل الخبر، قال مدير عام المؤسسة العامة للخطوط الجوية العربية السعودية إبراهيم العمر من قُمرة إحدى الطائرات:
«اليوم ولله الحمد احتفلنا بيوم تاريخي في مسيرة المؤسسة التي تمتد لأكثر من 75 عاماً، وهو وعد والتزام تم من قِبل قيادات المؤسسة قبل عامين وتحقق اليوم ولله الحمد». انتهى.
وهذا الوعد كان قد قطعه بالتزام ووفى به المدير العام الأسبق للمؤسسة ووزير النقل السعودي الحالي صالح الجاسر بتوطين وظيفة «مساعد طيار» قبل نهاية عام 2020، وأكمل مسيرته والعمل على تنفيذه وتحقيقه المدير الحالي للمؤسسة الأستاذ/ إبراهيم العمر، الذي أكد أن المؤسسة تستهدف أيضاً توطين كل وظائف الطيارين في القريب العاجل، وهذا ما نأمله ويُسعدنا حين يطير بنا إلى عنان السماء أبناء هذا الوطن العظيم.
لا يسعني إلا أن أقول إننا فخورون بكم وبهذا الإنجاز الذي يستحق الإشادة، ونتمنى أن تسير جميع القطاعات على نفس الخُطى، وأن يتم توطين جميع الوظائف؛ لأن المملكة لا تعاني من أزمة البطالة بقدر ما تعاني من عدم توطين وسعودة الوظائف وإتاحة الفرص لأبناء وبنات هذا البلد.
وحين ميسرة؛ لا أخفيكم يا شباب الخطوط السعودية وقياداتها، منظر العشرات من الطائرات الساكنات بلا حراك قد أحزنني، وجعلني أكرر الدعاء بالخلاص من هذا الشلل الذي أصاب مطارات العالم.
وحتى أدعو لكم بالخير؛ لو تكرمتم (خذوني لفة) جوية في نهاية العُطلة الأسبوعية حتى أكتشف بنفسي هل الطيارة فيها (بُوري) يا تُرى أو لا؟!
كاتبة سعودية
Twitter: @rzamka
Rehamzamkah@yahoo.com