يعيد الروائي المغربي بنسالم حمّيش للهوامش التاريخية اعتبارها بُحكمها جزءا لا يتجزأ من التاريخ، وكي يعادل بينها وبين صُلب التاريخ معتمداً بذلك على المراجع التاريخية، إذ يبرعُ حمّيش في كتابة التخيّل التاريخي كون الاعتناء بالهوامش التاريخية ضرورة فكرية وبحثية لا يمكن إغفالها. وحول مفهوم التخيل التاريخي، يقول الدكتور والباحث العراقي عبدالله إبراهيم «إن التخيّل التاريخي هو المادّة التاريخيّة المتشكّلة بواسطة السرد، وقد انقطعت عن وظيفتها التوثيقيّة والوصفيّة، وأصبحت تؤدّي وظيفة جماليّة ورمزيّة، التخيّل التاريخي لا يحيل على حقائق الماضي، ولا يقرّرها، ولا يروج لها، إنما يستوحيها بوصفها ركائز مفسّرة لأحداثه، وهو من نتاج العلاقة المتفاعلة بين السرد المُعزّز بالخيال، والتاريخ المُدعّم بالوقائع». عمل حميش في روايته «هذا الأندلسي» على معالجة قضايا عديدة، من أهمها المثقف القائل بالحقيقة والفرق الجوهري بين زهد المعرفة وجشع السلطة منطلقاً من قراءة الهامش، بالإضافة لاشتغاله على رواية «مجنون الحكم» والتي حظيت باهتمام بالغ، حيث تناول فيها سيرة الحاكم بأمر الله بشكل ذكي وملفت، تناول الهوامش التاريخية من وجهة نظر حميش هو كتابة مضادة للتاريخ بشكل أو بآخر.
اهتم الروائي النرويجي بير بيترسون اهتماماً كبيراً في كتابة الرواية التي تدور حول الهوامش، يقول «قد خلصت إلى أنني إذا لم أستطع أن أكون كاتباً فإن حياتي ستصبح بائسة، فلدي غرفة الإحالات تلك لكل الكتب التي قرأتها، وهي بمثابة نوع من الفقاعة التي عشت فيها، ولقد كشف لي أحد المدرسين عن الكيفية التي يعمل بها الأدب، فأنت لا تحكي قصة فحسب، وإنما بمقدورك أن تستخدم تكنيكا، أسلوبا، لجعل الأشياء تحدث ولجعل القارئ يحس بشعور معين، وقد كان ذلك اكتشافاً عظيماً». كما هو الحال مع الروائي المصري مصطفى عبيد وروايته «هوامش التاريخ» وفيها يقول: «المنسيون والغرباء، الطيبون والقتلة، وطنيون وخونة، ومنافقون، سفلة وأنقياء؛ مروا على مصر، وكان لهم تاريخ لم يُكتب، وحكايات لم ترو، حتى غلبت جهالات وسادت أباطيل قلبت كثيرًا من الحقائق، وبدّلت كثيرًا من الناس مجرمين إلى أبطال، وحولّت كثيرًا من الأشرار إلى أخيار، والعكس».
إذاً كم من الحكايات والشخصيات التي أُسقطت من الحدث التاريخي، وكم من الأبطال الذين حُكم عليهم أن يبقوا في الظل، وكم من القصص التي لو تم تشكيلها بجنس أدبي معين لذاع صيتها أسوة بكل ما يُنشر ويُحتفى به، الاستهلاكية السردية بتركيزها على أسماء أخذت حقها في الأعمال الروائية دون غيرها أمر مضجر مع أهمية الشخصية تاريخياً كما هو الحال مع شخصية محيي الدين العربي، شخصية جلال الدين الرومي، شمس الدين التبريزي (نموذج) والقائمة تطول!
arwa_almohanna@
اهتم الروائي النرويجي بير بيترسون اهتماماً كبيراً في كتابة الرواية التي تدور حول الهوامش، يقول «قد خلصت إلى أنني إذا لم أستطع أن أكون كاتباً فإن حياتي ستصبح بائسة، فلدي غرفة الإحالات تلك لكل الكتب التي قرأتها، وهي بمثابة نوع من الفقاعة التي عشت فيها، ولقد كشف لي أحد المدرسين عن الكيفية التي يعمل بها الأدب، فأنت لا تحكي قصة فحسب، وإنما بمقدورك أن تستخدم تكنيكا، أسلوبا، لجعل الأشياء تحدث ولجعل القارئ يحس بشعور معين، وقد كان ذلك اكتشافاً عظيماً». كما هو الحال مع الروائي المصري مصطفى عبيد وروايته «هوامش التاريخ» وفيها يقول: «المنسيون والغرباء، الطيبون والقتلة، وطنيون وخونة، ومنافقون، سفلة وأنقياء؛ مروا على مصر، وكان لهم تاريخ لم يُكتب، وحكايات لم ترو، حتى غلبت جهالات وسادت أباطيل قلبت كثيرًا من الحقائق، وبدّلت كثيرًا من الناس مجرمين إلى أبطال، وحولّت كثيرًا من الأشرار إلى أخيار، والعكس».
إذاً كم من الحكايات والشخصيات التي أُسقطت من الحدث التاريخي، وكم من الأبطال الذين حُكم عليهم أن يبقوا في الظل، وكم من القصص التي لو تم تشكيلها بجنس أدبي معين لذاع صيتها أسوة بكل ما يُنشر ويُحتفى به، الاستهلاكية السردية بتركيزها على أسماء أخذت حقها في الأعمال الروائية دون غيرها أمر مضجر مع أهمية الشخصية تاريخياً كما هو الحال مع شخصية محيي الدين العربي، شخصية جلال الدين الرومي، شمس الدين التبريزي (نموذج) والقائمة تطول!
arwa_almohanna@