أحبط جهاز أمن الدولة الكويتي، قبل يومين، عملية إرهابية لستة من المتطرفين الصغار، وهؤلاء القصرالكويتيون كانوا يخططون لاستهداف مجمعات ودورعبادة، وحددوا ليلة رأس السنة الميلادية موعداً لتنفيذ مخططهم، وقد وجدوا معهم أسلحة من نوع كلاشنكوف، بالإضافة لأجهزة كمبيوتر فيها مراسلات وتنسيق مع داعش، واتضح أن قائد العملية مراهق عمره 16 سنة ووالده نائب سابق في مجلس الأمة، وأنه جند بمعرفة داعشي تعرف عليه في لعبة إلكترونية مشهورة على الإنترنت.
الكويت لم تسلم من عمليات داعش الإرهابية، فالتنظيم نفذ عملية سابقة في مسجد الصادق الكويتي سنة 2015، وأدين فيها عشرة أجانب، والتجنيد الإلكتروني الداعشي ليس جديداً، فقد أكد الخبير الدولي جورجيو كافييري في سنة 2016، أن التنظيم استخدم غرف الدردشة على الإنترنت لتجنيد الشباب، وأنه عدل في محتوى ألعاب الفيديو حتى يضمنها معارك بين كوادر التنظيم وجنود أمريكيين، أو بينه وجنود عراقيين من نوعية الحشد الشعبي.
تنظيم الدولة اعتمد منذ 2013 على المنصات الاجتماعية واستثمرها في الترويج لايديولوجيته وأفكاره المتطرفة، وفي صناعة البطولات الوهمية لاستقطاب الأتباع وتجنيدهم، واستغل الفراغ والرغبة في تحقيق الذات وعدم النضوج الانفعالي عند القصر، أو عدم فهم المجندين للدين الصحيح، وأظهرت الإحصاءات أن 70% من المقاتلين الأجانب، وتحديداً من التحقوا بداعش في سنة 2014، كانت معرفتهم بالشريعة الإسلامية محدودة جداً.
داعش أصدر في سنة 2017 دليلاً للذئاب المنفـردة، وفيه توضيح لطريقة تنفيذ عمليات إرهابية مؤثرة خلال أعياد الميلاد، والدليل اهتم بطرق مهاجمة دور العبادة والمجمعات، ولعلها تطابقت مع ما تم ضبطه في الكويت، ورغم الاتفاقات الدولية كنداء كرايستشيرش، والعمل المؤسسي لوكالة يووربول بالشراكة مع المنصات الاجتماعية، لمواجهة تطرف الدعاية الداعشية على الإنترنت، فلا زالت هناك تركة من أطفال داعش موجودة في المعتقلات والمعسكرات، وهم يخضعون لتدريب وتنشئة متطرفة، ولا توجد محاولة لتأهيلهم وإدماجهم في مجتمعاتهم، ويشكلون جيلاً متفجراً من داعش، ولا زال المحتوى العربي المتطرف والعنيف في المنصات الاجتماعية والترفيهية، بعيـداً عن دائرة المراقبة القانونية والأخلاقية من قبل مسؤولي هذه المنصات، ومن بينها الألعاب الإلكترونية، وما يترتب عليها من تأثيرات سيكولوجية وعاطفية يصعب تغييرها.
إستراتيجية الذئاب المنفردة كما في الحالة الكويتية، أصبحت ممارسة معتادة لداعش، وخصوصاً بعد انتقالها من نموذج الخلافة الواقعية إلى نموذج الخلافة الافتراضية، وفي رأيي، مواجهة التجنيد الرقمي لا تكون إلا بالتعاون ما بين الدول وشركات التواصل الاجتماعي، وبما يحقق التركيز على أسباب وشروط وسياقات الفكر الإرهابي، ولا ينظر إلى نتائجه وحدها، لأن هذا النمط من المعالجة يترك بيئة خصبة للتجنيد والدعاية، ويسهل بناء حواضن اجتماعية للأفكار المتطرفة في دول الخليج وفي غيرها.
BaderbinSaud@
الكويت لم تسلم من عمليات داعش الإرهابية، فالتنظيم نفذ عملية سابقة في مسجد الصادق الكويتي سنة 2015، وأدين فيها عشرة أجانب، والتجنيد الإلكتروني الداعشي ليس جديداً، فقد أكد الخبير الدولي جورجيو كافييري في سنة 2016، أن التنظيم استخدم غرف الدردشة على الإنترنت لتجنيد الشباب، وأنه عدل في محتوى ألعاب الفيديو حتى يضمنها معارك بين كوادر التنظيم وجنود أمريكيين، أو بينه وجنود عراقيين من نوعية الحشد الشعبي.
تنظيم الدولة اعتمد منذ 2013 على المنصات الاجتماعية واستثمرها في الترويج لايديولوجيته وأفكاره المتطرفة، وفي صناعة البطولات الوهمية لاستقطاب الأتباع وتجنيدهم، واستغل الفراغ والرغبة في تحقيق الذات وعدم النضوج الانفعالي عند القصر، أو عدم فهم المجندين للدين الصحيح، وأظهرت الإحصاءات أن 70% من المقاتلين الأجانب، وتحديداً من التحقوا بداعش في سنة 2014، كانت معرفتهم بالشريعة الإسلامية محدودة جداً.
داعش أصدر في سنة 2017 دليلاً للذئاب المنفـردة، وفيه توضيح لطريقة تنفيذ عمليات إرهابية مؤثرة خلال أعياد الميلاد، والدليل اهتم بطرق مهاجمة دور العبادة والمجمعات، ولعلها تطابقت مع ما تم ضبطه في الكويت، ورغم الاتفاقات الدولية كنداء كرايستشيرش، والعمل المؤسسي لوكالة يووربول بالشراكة مع المنصات الاجتماعية، لمواجهة تطرف الدعاية الداعشية على الإنترنت، فلا زالت هناك تركة من أطفال داعش موجودة في المعتقلات والمعسكرات، وهم يخضعون لتدريب وتنشئة متطرفة، ولا توجد محاولة لتأهيلهم وإدماجهم في مجتمعاتهم، ويشكلون جيلاً متفجراً من داعش، ولا زال المحتوى العربي المتطرف والعنيف في المنصات الاجتماعية والترفيهية، بعيـداً عن دائرة المراقبة القانونية والأخلاقية من قبل مسؤولي هذه المنصات، ومن بينها الألعاب الإلكترونية، وما يترتب عليها من تأثيرات سيكولوجية وعاطفية يصعب تغييرها.
إستراتيجية الذئاب المنفردة كما في الحالة الكويتية، أصبحت ممارسة معتادة لداعش، وخصوصاً بعد انتقالها من نموذج الخلافة الواقعية إلى نموذج الخلافة الافتراضية، وفي رأيي، مواجهة التجنيد الرقمي لا تكون إلا بالتعاون ما بين الدول وشركات التواصل الاجتماعي، وبما يحقق التركيز على أسباب وشروط وسياقات الفكر الإرهابي، ولا ينظر إلى نتائجه وحدها، لأن هذا النمط من المعالجة يترك بيئة خصبة للتجنيد والدعاية، ويسهل بناء حواضن اجتماعية للأفكار المتطرفة في دول الخليج وفي غيرها.
BaderbinSaud@