-A +A
حمود أبوطالب
ما زلت أجزم أن تعامل المملكة مع جائحة كورونا هو الأفضل بين كل التجارب العالمية من الناحية المهنية والإنسانية، وهذا الجزم ليس شعوراً وطنياً عاطفياً فقط وإنما استناداً إلى المعايير التي تقاس بها الممارسات الطبية في التعامل مع الأوبئة والجوائح، ولكن في ذات الوقت أجزم أيضاً بأننا لم نظهر للعالم هذا النجاح الاستثنائي بالشكل المطلوب، وكما يستحق الوطن الذي أحرز هذا النجاح.

كان هذا العام اختباراً للأنظمة والممارسات الصحية في كل دول العالم، وسرعة اتخاذ القرارات الصائبة المبنية على أسس علمية وتحليلات دقيقة والتعامل الناجح مع ما يترتب عليها من تبعات والاستعداد لكل الاحتمالات بكل ما تتطلبه من إجراءات، والمتتبع لكل أوجه تعامل المملكة مع متغيرات الجائحة ومفاجآتها لا بد أن يتملكه الإعجاب من هذا الأداء المتفوق، منذ اليوم الأول للإعلان الرسمي عن الجائحة إلى هذه الأيام التي تنتشر فيها مراكز تقديم اللقاح لكل مواطن ومقيم بحسب تنظيم وزارة الصحة.


ترأست المملكة مجموعة العشرين في عام الجائحة وقدمت مبادرات لاحتوائها نالت استحسان وتقدير دول المجموعة والعالم أجمع. قدمت دعماً هائلاً للمنظمات الصحية من أجل ضمان حصول الدول الفقيرة على اللقاح بعد أن دعمت أبحاثه، وعلى الصعيد الإنساني فقد قدمت المملكة ما لم تقدمه دولة أخرى لكل مواطن ومقيم فيها من وقاية وعلاج مجاني وانتهاء باللقاح الذي وفرته بسرعة مذهلة بغض النظر عن تكاليفه.

هذه القصة التي لم تحدث في أي مكان آخر لم نستثمرها إلى الآن بالشكل اللائق بها لنقلها إلى العالم كتجربة غير مسبوقة في مهنيتها وإنسانيتها، فمن حقنا التباهي بها لأنها قصة فريدة يجب على العالم معرفة تفاصيلها. ليس كافياً أن يتحدث عنها السفراء والجاليات الأجنبية في وسائل إعلامنا لأننا نعرفها، وليس كافياً أن تشيد بها المرجعيات الصحية العالمية فقط، لأنها قصة إنسانية توضح قيمة المواطن والإنسان عموماً في ضمير هذا الوطن، فأين هي الجهات التي يجب عليها استثمار هذا الإنجاز التأريخي وتعريف العالم به كما يجب.

إنها قصة تميز كتبها الوطن تحتاج إلى ناشر محترف ينقلها بكل اللغات ليقرأها كل البشر.