-A +A
حمود أبو طالب
كانت بشارات القمة الخليجية قد بدأت بتصريح وزير الخارجية الكويتي بصفته ممثلاً للدولة الوسيط في الخلاف مع قطر، ثم جاء الإعلان عن فتح الأجواء والحدود السعودية معها عشية انعقاد القمة، ثم إعلان قطر عن مشاركة أميرها، ثم إصدار بيان العلا المصاحب للبيان الختامي للقمة، الذي لم تعلن تفاصيله رسمياً إلى لحظة كتابة هذا المقال، ولكننا نستطيع توقع مجمل ما يتضمنه بالاستنتاج من كلمة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في الجلسة الافتتاحية، وتصريحاته قبل يوم من انعقاد القمة التي أكد على أنها ستكون قمة تكريس العمل المشترك والتضامن ووحدة الصف والكلمة.

ما حدث شيء جميل كنا نتمنى حدوثه، ونعني به بداية تذويب الخلاف مع قطر ببادرة حسن نية كبيرة من المملكة بالأصالة عن نفسها وبالنيابة عن بقية دول المقاطعة، ولا شك أن الخطوات ستتوالى فقد حذت مصر حذو المملكة في فتح أجوائها للطيران القطري، وطبيعي أن تفعل ذلك البحرين والإمارات، ولكن كيف ستمضي الأمور بعد احتفالية البهجة بالخطوة الأولى في المصالحة.


لا نريد أن نستبق المعلومات التي قد تظهر عن تفاصيل اتفاق أو بيان العلا، ولكن على وجه العموم لا يجب أبداً أن يتكرر الشرخ الذي حدث، ويجب أن تتعلم بقية دول المجلس مما حدث خلال الفترة الماضية عندما أصبح جزء من الخليج ساحة لتهافت القوى الاقليمية للتدخل في الشأن الخليجي وخلط الأوراق وخلق مزيد من الاحتقان وتهديد أمن المنظومة الخليجية بأكملها.

المسألة ليست أمزجة شخصية ومناكفات بل مصير شعوب وأوطان في مرحلة شديدة الحساسية وبالغة الخطورة، يتحمل مسؤوليتها قادة تسلموها من المؤسسين الحكماء لمجلس التعاون الخليجي الذين استشعروا المسؤولية مبكراً وأسسوا أهم وأنجح منظومة تعاون في التأريخ العربي، يجب أن تستمر قوية منسجمة متناغمة، ومتصفة بالاتزان والوعي والحكمة.

كاتب سعودي

habutalib@hotmail.com