-A +A
علي محمد الحازمي
تسببت أزمة فايروس كورونا المستمرة في اضطرابات كبيرة هزت النظام المالي العالمي. يواجه المستثمرون مخاطر اقتصادية وصحية عالمية غير مسبوقة في الأسواق العالمية، مما يزيد من احتياجاتهم المتزايدة لإيجاد ملاذات آمنة جيدة لاستثماراتهم.

عندما ينهار العالم من حولك، من المهم أن يكون لديك مكان آمن لوضع أموالك فيه، لذلك يتساءل المستثمرون العالميون عن أماكن الملاذات الآمنة لتخزين أصولهم، من أجل تنويع محافظهم الاستثمارية ببدائل لتخفيف المخاطر وسط الفوضى التي أحدثها COVID-19، لهذا تعدّ الاستثمارات أو الأصول ذات ملاذات آمنة عندما يُتوقع أن تزداد قيمتها أو تحتفظ بقيمتها في أوقات الاضطرابات الاقتصادية، لذا نجد أن دور الاستثمار في الملاذ الآمن يتمثل في تنويع المحفظة الاستثمارية وتوفير الحماية في أوقات تقلبات السوق المتزايدة.


وهنا يخرج لنا تساؤل: إذا كان الذهب هو التميمة للنظام المالي للاحتياطيات العالمية، فهل تعد عملة البيتكوين التميمة لصعود النقد الرقمي؟

زاد الاهتمام بعملة البيتكوين خلال هذه الجائحة التي شلت أسواق الأسهم، وأدت إلى عمليات إغلاق تسببت في بطالة هائلة، لذا شقت هذه العملة طريقها محققة ارتفاعات كبيرة وخاصة منذ بداية الربع الرابع من هذا العالم متجاوزة مستويات الثلاثة والثلاثين ألف دولار في ارتفاعات غير مسبوقة بل إنها تفوقت على أصول أخرى مثل النفط والأسهم وسندات الخزانة الأمريكية والعقارات والفضة والذهب في الأزمة الاقتصادية الحالية.

حتى نستطيع أن نقول إن هذا الأصل يُعَدّ ملاذاً آمناً لا بد على الأقل من توفر 4 خصائص تتمثل في ضرورة أن يكون الأصل تقليدياً ومألوفاً، إضافة إلى ذلك يجب أن يكون معترفاً به من قبل جميع المنظمين في العالم ويتمتع بسيولة عالية، كما يجب أن يكون قليل المخاطر من حيث التذبذب (fluctuation)، وكل هذه الخصائص لا تتمتع بها العملات الرقمية.

تعد هذه أول صدمة اقتصادية تحدث بعد اختراع عملة البتكوين منذ أكثر من عقد تقريباً، لذلك من الصعب الحكم عليها ما إذا كانت ملاذاً آمناً خلال الصدمات والأزمات الاقتصادية، ولا يمكن أن تحل محل الذهب كملاذ آمن على الأقل في المنظور القريب والمتوسط.

كاتب سعودي

Alhazmi_A@