تسعة أيام متبقية على الفترة الرئاسية لدونالد ترمب، ولولا الاعتداء على الكونغرس في يوم المصادقة على نتائج الانتخابات الرئاسية، لما دخل العالم كله في طرح الأسئلة الصعبة عن الديموقراطية الغربية، ولما انشغل المشرعون وعلى رأسهم نانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب، بمناقشة أهلية الرئيس الأمريكي في إدارة الدولة، ولائحة الاتهام التي ستطرح، اليوم الإثنين، تتضمن التحريض على العنف، وتعريض جزء من الحكومة للخطر، ومن وجهة نظر القانون الأمريكي، لا يمكن إثبات التورط المباشر في التحريض إلا بأدلة تؤيده.
انتقال لائحة الاتهام من مجلس النواب إلى مجلس الشيوخ قد لا يأخذ وقتاً، ولكنه سيستمر لأسابيع في مجلس الشيوخ الذي سيبدأ عمله في 19 يناير، والمرجح أن ما يقوم به الديموقراطيون يأتي، في المقام الأول، لحرمان ترمب من الترشح لفترة رئاسية ثانية في 2024، وبلغة الأرقام فهم يحتاجون إلى موافقـة ثلثي أعضاء مجلس الشيوخ، أو كل أصوات الديموقراطيين و17 صوتاً من الجمهوريين، والمسألة تبدو صعبة نسبياً. بايدن سياسي خبير وحكمته تغلب طيشه، ولا أتصور أنه سيبدأ عهده الرئاسي بمحاكمة عزل لمن سبقه، فقد قال في أكثر من مناسبة بأنه سيعمـل على توحيد الأمريكييـن، وترمب وصل إلى رئاسة أمريكا رغم أنه من خارج المؤسسة السياسية، لأنه استثمر في حالة الإحبـاط الجماهيري من سياسيي واشنطن، واستخدام خطاب شعبوي يحاكي تطلعـات الطبقة الوسطى، والتي تمثل بحسب كلام بـايدن الأساس الأول لنهضة الولايات المتحدة، وكان ترمب طوال فترته الرئاسية في صدام متواصل مع الحزب الديموقراطي، ومع الإعلام ومؤسسات المجتمع المدني.
سياسة ترمب في الداخل الأمريكي ناسبت توجهات اليمين المتطرف، وتكراره لنظرية المؤامرة وجد قبولاً عند من يعتقدون بها وتحديداً ما يعرف بجماعة كيوأنون، ويعتقد المراقبون بأن المصوتين لترمب في انتخابات 2020 وعددهم 75 مليوناً لم يصوتوا لشخصه، وإنما لأفكار وأولويات الحزب الجمهوري، ومن صوت له من هؤلاء لا يتجاوز ما نسبته 15%، وهذا لا يعني أنه يمثـل تياراً موجـوداً في أمريكا، والأوجب معرفة أسبـاب انتشار الظاهرة الترامبية في المجتمع الأمريكي، والوقوف على حلول لمعالجتها واقتلاعها من الجذور.
الدستور الأمريكي أقر في أواخر القرن الثامن عشر الميلادي، ونجاحات النظام السياسي والاقتصادي في أمريكا لم تتوقف منذ إقراره، وكان الانتقال السلس للسلطة هو الملمح الأبرز في مشهد الديموقراطية الأمريكية منذ 230 سنة تقريباً، واستلم ترمب السلطة ليؤكد في كل تصرفاته بأنه لا يثق في النظام الذي أوصله لرئاسة أمريكا، ولا في المؤسسات التي يديرها أو يشرف عليها، وأيده في شكوك تزوير الانتخابات أكثر من 100 جمهوري، ويقول المثل إذا عطست أمريكا أصيب العالم بالزكام ولا نريدها أن تعطس مرتين.
BaderbinSaud@
انتقال لائحة الاتهام من مجلس النواب إلى مجلس الشيوخ قد لا يأخذ وقتاً، ولكنه سيستمر لأسابيع في مجلس الشيوخ الذي سيبدأ عمله في 19 يناير، والمرجح أن ما يقوم به الديموقراطيون يأتي، في المقام الأول، لحرمان ترمب من الترشح لفترة رئاسية ثانية في 2024، وبلغة الأرقام فهم يحتاجون إلى موافقـة ثلثي أعضاء مجلس الشيوخ، أو كل أصوات الديموقراطيين و17 صوتاً من الجمهوريين، والمسألة تبدو صعبة نسبياً. بايدن سياسي خبير وحكمته تغلب طيشه، ولا أتصور أنه سيبدأ عهده الرئاسي بمحاكمة عزل لمن سبقه، فقد قال في أكثر من مناسبة بأنه سيعمـل على توحيد الأمريكييـن، وترمب وصل إلى رئاسة أمريكا رغم أنه من خارج المؤسسة السياسية، لأنه استثمر في حالة الإحبـاط الجماهيري من سياسيي واشنطن، واستخدام خطاب شعبوي يحاكي تطلعـات الطبقة الوسطى، والتي تمثل بحسب كلام بـايدن الأساس الأول لنهضة الولايات المتحدة، وكان ترمب طوال فترته الرئاسية في صدام متواصل مع الحزب الديموقراطي، ومع الإعلام ومؤسسات المجتمع المدني.
سياسة ترمب في الداخل الأمريكي ناسبت توجهات اليمين المتطرف، وتكراره لنظرية المؤامرة وجد قبولاً عند من يعتقدون بها وتحديداً ما يعرف بجماعة كيوأنون، ويعتقد المراقبون بأن المصوتين لترمب في انتخابات 2020 وعددهم 75 مليوناً لم يصوتوا لشخصه، وإنما لأفكار وأولويات الحزب الجمهوري، ومن صوت له من هؤلاء لا يتجاوز ما نسبته 15%، وهذا لا يعني أنه يمثـل تياراً موجـوداً في أمريكا، والأوجب معرفة أسبـاب انتشار الظاهرة الترامبية في المجتمع الأمريكي، والوقوف على حلول لمعالجتها واقتلاعها من الجذور.
الدستور الأمريكي أقر في أواخر القرن الثامن عشر الميلادي، ونجاحات النظام السياسي والاقتصادي في أمريكا لم تتوقف منذ إقراره، وكان الانتقال السلس للسلطة هو الملمح الأبرز في مشهد الديموقراطية الأمريكية منذ 230 سنة تقريباً، واستلم ترمب السلطة ليؤكد في كل تصرفاته بأنه لا يثق في النظام الذي أوصله لرئاسة أمريكا، ولا في المؤسسات التي يديرها أو يشرف عليها، وأيده في شكوك تزوير الانتخابات أكثر من 100 جمهوري، ويقول المثل إذا عطست أمريكا أصيب العالم بالزكام ولا نريدها أن تعطس مرتين.
BaderbinSaud@