-A +A
منى العتيبي
إن الجدل الكبير الذي يحدث الآن حول الصحف الورقية ومصيرها وحاجتها للدعم من الدولة هو أمر صحي يحرك المياه الراكدة بخصوص مصير الإعلام الأقوى المتمثل في الصحف الورقية.

ووسط هذا الجدل أراني مع الموقف الذي يطالب بالدعم الحكومي للصحف الورقية ولكن ليس بالشكل المطروح حاليا.


في الواقع هذا الجدل لا أراه يسير في التوجه السليم؛ فبقاء المؤسسات الصحفية واستمراريتها سواء بالشكل الورقي أم الإلكتروني لم يعد مهما قدر ما يهمنا في الوقت الحالي صناعة الصحافي المحترف الذي تفتقده أغلب المؤسسات الصحفية؛ ذلك الصحافي الإعلامي صانع الأحداث والأصوات والقادر على كسب المعارك وتطويعها لصالح قضيته المطروحة؛ لذلك إن كان هناك ثمة حاجة للدعم الحكومي والوزاري للمؤسسات ينبغي أن يتوجه إلى صناعة الإعلامي الصحفي الذي سيصنع بدوره المؤسسات الصحفية ويراهن على بقائها واستمراريتها دون ربكة الموت.

كما أجد أنه من الضروري على المؤسسات الصحافية التوجه إلى طريق الاستثمار والاستقلال الذاتي وصناعة اقتصاد خاص بها تدعم فيه ذاتها دون الحاجة إلى دعم من الدولة.

أما بالنسبة إلى الصوت الذي ينادي بإغلاق المؤسسات الصحفية فهو ينادي دون أن يشعر إلى نزع عصب الإعلام؛ المؤسسات الصحفية هي العمود الفقري الذي يقوم عليه جسد الإعلام كله وهي الواجهة الوطنية لأي دولة وهي المتحكم الأول في سير الأوراق والأحداث والأفكار والاعتماد على وسائل الإعلام الأخرى دون المؤسسات الصحفية سيضعنا في بحر لا نملك فيه مجدافا!

فالتقارير الصحفية والمقالة والتحقيقات تبقى الأقوى حضورا في الإعلام والأكثر درعا للوطن حين تكون المعارك عالمية على ساحة الإعلام.

ولا أخفيكم بأنني أتمنى أن لا يقف الدعم للصحافة عند حدود المادة فقط إنما يكون معنويا؛ فكم كنت أتشوق أن يعود مشهد حضور رؤساء التحرير ونخبة الصحفيين في كل المناسبات والفعاليات الحكومية داخليا وخارجيا؛ تعزيزا لدورهم الإعلامي وتمكينا لهم في إدارة الأحداث بما يخدم الوطن وأدواره الثقافية والفكرية والسياسية.

كاتبة سعودية

monaotib@

Mona.Mz.Al@Gmail.Com