«كنت أظن وكنت أظن وخاب ظني»، نعم خاب ظني وسعيد بذلك.. لماذا يا ترى؟ رن جرس جوالي وظهر رقم غريب، كنت وقتها في معمعة العمل ولم أتمكن من الرد، بعدها بدقائق عاودت أنا الاتصال بنفس الرقم، لربما يكون اتصال عمل كما يحدث في أغلب الاتصالات التي استقبلها، أجابني شاب سعودي مُرحّبا وكأنني أرى الابتسامة تعلو محياه، عرفني بنفسه، من هيئة السياحة السعودية، ويدعوني إلى جولة سياحية على جدة ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية، من خلال موسم «شتاء السعودية» يومي الخميس والجمعة (محفول مكفول).
حقيقة.. ترددت قليلا، وكنت وقتها أسأل نفسي وأخاطبها: "أنا من سكان جدة منذ 40 عاما، ولا توجد حارة أو زقاق ما مريت عليه، ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية زرناها مرارا وتكرارا، إلى أن حفظت البوابات بصمة وجهي.
حديثي مع نفسي لم يستمر ثواني معدودة، حتى استدركت حديث الشاب وهو يقول «يشرفنا أن تكون معنا في (روح السعودية) مع شتاء جدة يا أستاذ خالد»، وافقت لأن هيئة السياحة أجادت اختيار من يخاطب الضيوف.
تلقيت بعدها عدة اتصالات من شباب سعوديين منسقين ومنظمين، أشعروني باهتمام غير عادي يعكس مدى العمل الكبير الذي تقوم به هيئة السياحة وشركاؤها لإنجاح دورهم وترك انطباع ممتاز عن المملكة وسياحتها، حتى لو كان الضيف سعودياً ومن أهل الدار.
انبهرت كثيرا وكنت فخورا جدا بأبناء وبنات بلدي الذين يعملون في القطاع السياحي، منذ أن حضرت السيارة، التي أقلتني من منزلي في جدة إلى مدينة الملك عبدالله الاقتصادية ويقودها شاب سعودي مثقف، قضى على مسافة الطريق بأحاديثه الرائعة عن السياحة في السعودي، حتى الوصول.
فعلا لاحظت الشباب السعودي في كل مكان، عند استقبالنا من السيارة وفي الفندق وفي المواقع السياحية والمطاعم وفي كل مكان.
حتى المرشدة السياحية الشابة (سارة) التي رافقتنا خلال الجولة، والتي لولا ثقتها بنفسها وتمكنها من مهنتها الصعبة، لكانت «توهقت» مع مجموعة سياح إعلاميين لا يعرفون المجاملة، ويجيدون «الجلد» والانتقاد البناء.
أريد أن أصارحكم أنني تعرفت على أماكن جديدة لم أكن أعرفها في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية من السفاري وركوب الخيل والاستمتاع بالشاطئ بخلاف النشاطات الداخلية الكثيرة، حتى في جدة وزيارتنا لجدة التاريخية كانت مختلفة تماما بوجود مرشد سياحي يحكي التاريخ صوتا وصورة.
فعليا «كنت أظن» أن تكون هذه الرحلة عادية وروتينية ولن تضيف لي شيئا، لاسيما أنني شخصيا من أهل المنطقة، لذلك أنا سعيد جدا وفخور بأنني «كنت أظن وكنت أظن وخاب ظني».. شكرا هيئة السياحية والشكر موصول لشركائكم من شركات سياحية وقطاعات أخرى تساعدكم في نقل الصورة السياحية الجميلة والحقيقية للمملكة.
أخيرا.. لدينا أكثر من 60 موقعا أثريا وتراثيا في مناطق المملكة جاهزة لاستقبال سياح الداخل والخارج. والسياحة في السعودية هي أحد القطاعات الناشئة ذات النمو السريع، وتمثل محورا مهما لرؤية السعودية 2030. وتشكل مصدرا للدخل الوطني والتوظيف في قطاعات الاقتصاد المختلفة، وتقع على عاتقنا مسؤولية كبيرة في دعم هذا القطاع لاستمرار نجاحه.