لقد أرادها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب ثورة على واشنطن، نخباً ومؤسساتٍ وقيماً. ثورة ترمب لم تبدأ بالعنف، وإن انتهت به. الرئيس ترمب، جاء بالديمقراطية، وفي آخر أيام عهده لجأ إلى العنف. اقتحم أنصاره مبنى الكابيتول، من أجلِ وقف إجراءات تنصيب خليفته المنتخب، ليحكم لأربع سنوات أخرى، وربما أكثر.
يمكن وصف عهد الرئيس ترمب بأنه لا يرقى إلى مستوى الثورة ولا حتى الانقلاب، بل يُعدُ انتفاضة، هزت أركان الممارسة الديمقراطية بعنف. وقد يُجَادَلُ: بأنها كانت ضرورية لتدارك الكثير من النواقص والسلبيات، الدستورية والسياسية، التي صاحبت التجربة الديمقراطية الأمريكية منذ بدايتها. لم يفطن واضعو الدستور الأمريكي، لتلك السلبيات، ربما لم يكونوا يتوقعونها. من ثَمّ: كان لزاماً حدوث تطور عنيفٍ وغير تقليدي، يوماً ما، لتدارك ما فات الرواد الأوائل، عند كتابة الدستور، مواكبةً لمستجداتِ العصر.. واتساقاً مع مكانةِ الولايات المتحدة الكونية.
ليس صدفةً أن تعودَ النخبُ، التي عمل الرئيس ترمب على الإطاحة بها في عهده، رموزاً وقيماً وسياسات وقضايا وأولويات. وإن صرح الرئيس بايدن بأن إدارته لن تكون امتداداً للرئيس الديمقراطي الأسبق أوباما، إلا أن كل الدلائل تشير إلى أن بايدن، عمل على تفجير ثورة واشنطن المضادة، لعودة الأمور إلى ما كانت عليه قبل العشرين من يناير 2016، انقضاضاً على ثورة الرئيس السابق (دونالد ترمب).
نظرة لتعيينات إدارة الرئيس بايدن الجديدة، تقول الكثير عن ثورةِ واشنطن المضادة. بالإضافة إلى القضايا التي تحدد أجندة إدارة الرئيس بايدن، من الهجرة.. والجدار العازل.. والمناخ.. والبيئة.. ومنظمة الصحة العالمية.. والعودة لحلفاء الولايات المتحدة التقليديين.. ورؤية التسوية في الشرق الأوسط، والكلام عن العودة للاتفاق مع إيران.
الرئيس بايدن، وإن تَرَفّعَ عن الخوضِ في جدلِ مزاعمِ الرئيس ترمب عن نتيجة الانتخابات الرئاسية الأخيرة، إلا أنه لا يخفى دفعه الديمقراطيين في الكونجرس محاكمةَ سلفه في مجلس الشيوخ، لحرمانه من الترشح لخوض انتخابات 2024 القادمة، استكمالاً لثورة واشنطن المضادة.
الثورة المضادة، التي أخرجت الرئيس ترمب من البيت الأبيض وعملت من أول يوم لها في السلطة على محو سياساته المثيرة للجدل، ستمكث وقتاً طويلاً لتطهير واشنطن ومؤسسات الحكومة الفيدرالية من أعوان الرئيس ترمب. ثورة واشنطن المضادة هذه لا تختلف كثيراً عن الثورات المضادة، التي حدثت بدولٍ عديدةٍ في العالم، في العقد الأخير.
كل الحالات الثورية تلك لا يمكن فهمها إلا من خلال حركة مسيرة التاريخ التقدمية تجاه التوازن والسلام.
كاتب سعودي
talalbannan@icloud.com
يمكن وصف عهد الرئيس ترمب بأنه لا يرقى إلى مستوى الثورة ولا حتى الانقلاب، بل يُعدُ انتفاضة، هزت أركان الممارسة الديمقراطية بعنف. وقد يُجَادَلُ: بأنها كانت ضرورية لتدارك الكثير من النواقص والسلبيات، الدستورية والسياسية، التي صاحبت التجربة الديمقراطية الأمريكية منذ بدايتها. لم يفطن واضعو الدستور الأمريكي، لتلك السلبيات، ربما لم يكونوا يتوقعونها. من ثَمّ: كان لزاماً حدوث تطور عنيفٍ وغير تقليدي، يوماً ما، لتدارك ما فات الرواد الأوائل، عند كتابة الدستور، مواكبةً لمستجداتِ العصر.. واتساقاً مع مكانةِ الولايات المتحدة الكونية.
ليس صدفةً أن تعودَ النخبُ، التي عمل الرئيس ترمب على الإطاحة بها في عهده، رموزاً وقيماً وسياسات وقضايا وأولويات. وإن صرح الرئيس بايدن بأن إدارته لن تكون امتداداً للرئيس الديمقراطي الأسبق أوباما، إلا أن كل الدلائل تشير إلى أن بايدن، عمل على تفجير ثورة واشنطن المضادة، لعودة الأمور إلى ما كانت عليه قبل العشرين من يناير 2016، انقضاضاً على ثورة الرئيس السابق (دونالد ترمب).
نظرة لتعيينات إدارة الرئيس بايدن الجديدة، تقول الكثير عن ثورةِ واشنطن المضادة. بالإضافة إلى القضايا التي تحدد أجندة إدارة الرئيس بايدن، من الهجرة.. والجدار العازل.. والمناخ.. والبيئة.. ومنظمة الصحة العالمية.. والعودة لحلفاء الولايات المتحدة التقليديين.. ورؤية التسوية في الشرق الأوسط، والكلام عن العودة للاتفاق مع إيران.
الرئيس بايدن، وإن تَرَفّعَ عن الخوضِ في جدلِ مزاعمِ الرئيس ترمب عن نتيجة الانتخابات الرئاسية الأخيرة، إلا أنه لا يخفى دفعه الديمقراطيين في الكونجرس محاكمةَ سلفه في مجلس الشيوخ، لحرمانه من الترشح لخوض انتخابات 2024 القادمة، استكمالاً لثورة واشنطن المضادة.
الثورة المضادة، التي أخرجت الرئيس ترمب من البيت الأبيض وعملت من أول يوم لها في السلطة على محو سياساته المثيرة للجدل، ستمكث وقتاً طويلاً لتطهير واشنطن ومؤسسات الحكومة الفيدرالية من أعوان الرئيس ترمب. ثورة واشنطن المضادة هذه لا تختلف كثيراً عن الثورات المضادة، التي حدثت بدولٍ عديدةٍ في العالم، في العقد الأخير.
كل الحالات الثورية تلك لا يمكن فهمها إلا من خلال حركة مسيرة التاريخ التقدمية تجاه التوازن والسلام.
كاتب سعودي
talalbannan@icloud.com