على امتداد نصف قرن توالت الهجرات إلى القارة العجوز من قبل شرائح اجتماعية مختلفة في العالم العربي طلبا للرزق أو للعلم أو للبحث عن حياة أفضل. وخلال كل تلك العقود لم تمثل الجالية العربية والإسلامية أي مشكلة بالنسبة للغرب عموما، لا بالنسبة للأنظمة السياسية ولا بالنسبة للمجتمعات. فقد بقيت العلاقة واضحة بين الطرفين، حيث أرادت الجاليات شروط عمل مقبولة بينما أرادت المجتمعات الغربية بشركاتها وقطاعاتها الاقتصادية أيدي عاملة مدربة وماهرة. وهذا ما كان متحققا بالرغم من كل الأزمات التي مرت بها العلاقات السياسية بين هذه الدول الغربية والدول العربية وخصوصا في ظل الحرب الباردة. إلا أن هذا الأمر بدأ يتغير منذ بداية السبعينات عندما هربت مجموعة من القيادات والكوادر التابعة لجماعة الإخوان المسلمين وفروعها في العالم العربي. واستطاعت هذه الكوادر تحويل الغرب إلى قاعدة عمل لها للتأثير والإشراف على المجموعات التابعة للجماعة التي ما زالت تعمل في الداخل العربي. وتم ذلك عبر آليات العمل السياسي السري وعبر الخلايا النائمة. حدث تطوران ساهما بشكل كبير في دعم الجماعة، الأول أن الرئيس المصري السابق أنور السادات توهم أن الإخوان يمكن أن يكونوا حلفاء له في مواجهة الشيوعية والجماعات اليسارية التي كانت معارضة له، فأعطاهم حرية أدت لنشاط سياسي واجتماعي واقتصادي غير مسبوق مما أدى بدوره إلى تجذر الجماعة في المجتمع المصري. أما التطور الآخر فهو دخول جماعات الإسلام السياسي ضمن معادلات الحرب الباردة وخصوصا في الحرب الأفغانية، حيث تم تدريب الجماعة على العمل العسكري فتم تسليحها غربيا كما تم تكريس التحالف مع الغرب، مما سمح بنمو الجمعيات والمراكز الثقافية والمنظمات الحقوقية كالفطر والتي مثلت غطاء للجماعة.
بعد عقود أصبحت الدول الغربية مجتمعات وأنظمة حاكمة ترى في الجماعة ومؤسساتها خطرا على الأمن الداخلي، خصوصا أن تلك المؤسسات أنتجت جيلا يشعر بالغربة مع المجتمعات الغربية أو كما وصفها الرئيس الفرنسي الانعزالية. وهذا جعل الدول الغربية تتخذ إجراءات لوقف ذلك التهديد. وهذا بدوره أدى لحالة من التشكك بالجالية الإسلامية برمتها وليس فقط أولئك المنضوين تحت لواء الجماعة الإرهابية. ومن هنا بدأت حالة من الماكارثية الجديدة المتوجهة ضد المسلمين بشكل عام. حالة التمييز بين الإسلام والمسلمين من جهة وبين الجماعات الراديكالية وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين واضحة في ذهن المحللين والمتابعين وبالنسبة للمواطن العربي المسلم، ولكنها أبدا ليست واضحة بالنسبة للمواطن الغربي وكذلك للسياسي وهذا ما يزج المواطن المسلم في الدول الغربية في حرب لا ناقة له فيها ولا جمل، وكلما زاد سعير تلك الحرب كلما نما التطرف المتمثل باليمين المتطرف وكذلك بالجماعات الإرهابية، فدخلت الجاليات في دوامة جهنمية لا يعلم إلا الله كيف سيتم الخروج منها. هذا الواقع المعقد حول جماعة الإخوان إلى خنجر في ظهر الإسلام والمسلمين في هذه البلاد. حان الوقت أن تتوقف هذه الجماعة الإرهابية عن العبث بالمجتمعات الإسلامية سواء في العالم الإسلامي أو في العالم الغربي، وهذه دعوة للوقوف صفا واحدا في مواجهتها ومواجهة أيديولوجيتها.
باحث سياسي
ramialkhalife@
بعد عقود أصبحت الدول الغربية مجتمعات وأنظمة حاكمة ترى في الجماعة ومؤسساتها خطرا على الأمن الداخلي، خصوصا أن تلك المؤسسات أنتجت جيلا يشعر بالغربة مع المجتمعات الغربية أو كما وصفها الرئيس الفرنسي الانعزالية. وهذا جعل الدول الغربية تتخذ إجراءات لوقف ذلك التهديد. وهذا بدوره أدى لحالة من التشكك بالجالية الإسلامية برمتها وليس فقط أولئك المنضوين تحت لواء الجماعة الإرهابية. ومن هنا بدأت حالة من الماكارثية الجديدة المتوجهة ضد المسلمين بشكل عام. حالة التمييز بين الإسلام والمسلمين من جهة وبين الجماعات الراديكالية وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين واضحة في ذهن المحللين والمتابعين وبالنسبة للمواطن العربي المسلم، ولكنها أبدا ليست واضحة بالنسبة للمواطن الغربي وكذلك للسياسي وهذا ما يزج المواطن المسلم في الدول الغربية في حرب لا ناقة له فيها ولا جمل، وكلما زاد سعير تلك الحرب كلما نما التطرف المتمثل باليمين المتطرف وكذلك بالجماعات الإرهابية، فدخلت الجاليات في دوامة جهنمية لا يعلم إلا الله كيف سيتم الخروج منها. هذا الواقع المعقد حول جماعة الإخوان إلى خنجر في ظهر الإسلام والمسلمين في هذه البلاد. حان الوقت أن تتوقف هذه الجماعة الإرهابية عن العبث بالمجتمعات الإسلامية سواء في العالم الإسلامي أو في العالم الغربي، وهذه دعوة للوقوف صفا واحدا في مواجهتها ومواجهة أيديولوجيتها.
باحث سياسي
ramialkhalife@