بدأت وزارة الصحة السعودية قبل يومين حملة جديدة عنوانها: نتعاون ما نتهاون، والحملة تأتي لتشجيع الناس على الالتزام بالإجراءات الاحترازية، ولمواجهة الارتفاع في المنحنى الوبائي، والذي ارتفع بنسبة 300% للإصابات و30% للوفيات مقارنة بأرقام يناير الماضي، وكانت وزارات الصحة والداخلية والرياضة والشؤون البلدية وهيئة الترفية، قد أعلنت عن خطط وقائية لمواجهة هذا الواقع.
الاستنفارعلى مستوى كل أجهزة الدولة جاء كنتيجة طبيعية لتهاون الناس في تطبيق الاحترازات، وخصوصاً خلال إجازة منتصف العام وما بعدها، وفي التجمعات والرحلات البرية والبحرية في الرياض وفي المدن الرئيسية، وقد تم في الرياض وفي 6 فبراير الجاري، إغلاق 47 منشأة مخالفة وتسجيل ما يقرب من 400 مخالفة، وبالتأكيد لا أحد يرغب في العودة لفترة الإغلاق الكامل، ولكنه احتمال وارد ما لم يعدل الناس من سلوكياتهم.
الاحترازات تعود فكرتها إلى القرن السادس عشر الميلادي، عندما اقترح طبيب اسمه أنغيليريو 57 قاعدة لمواجهة جائحة الطاعون، ووافق عليها نائب الملك الإيطالي في ألغيرو بجزيرة سردينيا، وإجراءات أنغيليريو لا تختلف عن المعمول به في الوقت الحالي، حتى أنه ولتحقيق التباعد الاجتماعي، طالب من يخرج إلى الشارع بحمل عصا طولها ستة أقـدام واستخدمها لقياس المسافة بين الأشخاص، ضمن ما عرف حينها بالتباعد المادي، ورقم التباعد الحالي لا يبتعد كثيراً، وقد كان كبار المدينة يفكـرون في إعدامه، ولكنهم تراجعوا لارتفاع الوفيات، وقواعد أنغيليريو أثبتت فاعليتها في تجاوز الأزمة.
يوجد في علم الاجتماع فرع يهتم بالسلوك الإنساني في زمن الأوبئة، ويدرس انتشارها بين فئات وطبقات اجتماعية أكثر من غيرها، وأسلوب الحياة الذي يؤدي إلى الإصابة بها، وما قد ينتج عنها من تغيرات اجتماعية وأزمات اقتصادية حادة ومكلفة، وهناك جغرافيا الأوبئة التي تهتم بمناطق انتشار الأوبئة، والأسباب المؤدية لوجودها من الناحية الجغرافية، وتكلم ميشيل فوكوعن ولادة العيادة، وفرضية استخدام خطاب الصحة لمراقبة تحركات الناس، ونيتشه ناقش المسافة النفسية بين الخصوم وفي مؤسسة الزوجية، ولكنه لم يكن يعرف أنها ستصبح مسافة جسدية ولأسباب مختلفة.
جائحة كورونا حدث مفصلي وكبير كالحربين العالميتين، والحياة التي عرفناها قبـله قد تتغير بالكامل أو في معظم تفاصيلها، ومصطلح التباعد الاجتماعي عليه تحفظات، فهو يوظف في علم الاجتماع لدراسة الفوارق بين الطبقات الاجتماعية، وتحديداً في السلوك والقيم والملاءة المالية، والأنسب استخدام مصطلح التباعد المكاني، لأنه يعبر عن المقصود بصورة مباشرة، والتجربة أكدت أن المجتمع السعودي لا يقبل بالخيارات المفتوحة، وأقترح استمرار العمل بالاحترازات المتوسطة، وبما يحـقق الحد الأدنى من الخسائرالمادية والاجتماعية، ولحين أكتمال تطعيـم 70% من سكان المملكة، والوصول لمناعة جماعية تحيد الاحتمالات المؤرقة، ولا تؤدي لتقلبات إجرائية مربكة.
BaderbinSaud@
الاستنفارعلى مستوى كل أجهزة الدولة جاء كنتيجة طبيعية لتهاون الناس في تطبيق الاحترازات، وخصوصاً خلال إجازة منتصف العام وما بعدها، وفي التجمعات والرحلات البرية والبحرية في الرياض وفي المدن الرئيسية، وقد تم في الرياض وفي 6 فبراير الجاري، إغلاق 47 منشأة مخالفة وتسجيل ما يقرب من 400 مخالفة، وبالتأكيد لا أحد يرغب في العودة لفترة الإغلاق الكامل، ولكنه احتمال وارد ما لم يعدل الناس من سلوكياتهم.
الاحترازات تعود فكرتها إلى القرن السادس عشر الميلادي، عندما اقترح طبيب اسمه أنغيليريو 57 قاعدة لمواجهة جائحة الطاعون، ووافق عليها نائب الملك الإيطالي في ألغيرو بجزيرة سردينيا، وإجراءات أنغيليريو لا تختلف عن المعمول به في الوقت الحالي، حتى أنه ولتحقيق التباعد الاجتماعي، طالب من يخرج إلى الشارع بحمل عصا طولها ستة أقـدام واستخدمها لقياس المسافة بين الأشخاص، ضمن ما عرف حينها بالتباعد المادي، ورقم التباعد الحالي لا يبتعد كثيراً، وقد كان كبار المدينة يفكـرون في إعدامه، ولكنهم تراجعوا لارتفاع الوفيات، وقواعد أنغيليريو أثبتت فاعليتها في تجاوز الأزمة.
يوجد في علم الاجتماع فرع يهتم بالسلوك الإنساني في زمن الأوبئة، ويدرس انتشارها بين فئات وطبقات اجتماعية أكثر من غيرها، وأسلوب الحياة الذي يؤدي إلى الإصابة بها، وما قد ينتج عنها من تغيرات اجتماعية وأزمات اقتصادية حادة ومكلفة، وهناك جغرافيا الأوبئة التي تهتم بمناطق انتشار الأوبئة، والأسباب المؤدية لوجودها من الناحية الجغرافية، وتكلم ميشيل فوكوعن ولادة العيادة، وفرضية استخدام خطاب الصحة لمراقبة تحركات الناس، ونيتشه ناقش المسافة النفسية بين الخصوم وفي مؤسسة الزوجية، ولكنه لم يكن يعرف أنها ستصبح مسافة جسدية ولأسباب مختلفة.
جائحة كورونا حدث مفصلي وكبير كالحربين العالميتين، والحياة التي عرفناها قبـله قد تتغير بالكامل أو في معظم تفاصيلها، ومصطلح التباعد الاجتماعي عليه تحفظات، فهو يوظف في علم الاجتماع لدراسة الفوارق بين الطبقات الاجتماعية، وتحديداً في السلوك والقيم والملاءة المالية، والأنسب استخدام مصطلح التباعد المكاني، لأنه يعبر عن المقصود بصورة مباشرة، والتجربة أكدت أن المجتمع السعودي لا يقبل بالخيارات المفتوحة، وأقترح استمرار العمل بالاحترازات المتوسطة، وبما يحـقق الحد الأدنى من الخسائرالمادية والاجتماعية، ولحين أكتمال تطعيـم 70% من سكان المملكة، والوصول لمناعة جماعية تحيد الاحتمالات المؤرقة، ولا تؤدي لتقلبات إجرائية مربكة.
BaderbinSaud@