-A +A
ريهام زامكه
ذات ليلة مُملة وباردة؛ كنت أسامر فيها نفسي العزيزة وتُسامرني، ونتبادل معاً (كؤوس الزنجبيل) لندفأ قليلاً، وردني اتصال خارجي في ساعة متأخرة من الليل، ومن (فضاوتي) رددت على الاتصال، فباغتني صوتٌ رجل أنكر من صوت الحمير قائلاً لي: السلام عليكم ورحمة الله يا أختي !

ثم عرّفني بنفسه قائلاً: معك الشيخ عبدالرزاق، وعندي لكِ رسالة مهمة جداً تخص حياتك وأمورك، وحبيت أقولها لكِ إذا كنتِ لوحدك !


فقلت له تفضل يا شيخ، ليس معي سوى (قريني)، فقال لي:

الرسالة يا أختي هي أنني كنت منذ 41 يوماً في الغابة وأصلي صلاة الاستخارة، وفي آخر دعواي والحمد لله طلع لي رقم هاتفك !

وتكرر أكثر من سبع مرات على فكري وحصلت الاستخارة وجاءت الأخبار كلها عندي ! فوجبْ عليكِ أن تقولي (الحمد لله).

فقلت له (الحمد لله)، وبعدين ؟ فقال لي: «هناك كنز مدفون باسمك بقيمة 66 مليون دولار وفوقه ذهب وفضة ولكن هناك مشكلة تمنع استلامك لهذا الكنز (اللي في المشمش) وهي أن هناك حاسداً وحاقداً قد عمل لكِ عملاً ليمنع عنكِ الخير ولا يصلك، وقد دفنه في مكانٍ تحبينه».

ثم حلّفني بالله أن أقوم وأتوضأ وأعاود الاتصال به ليبدأ جلسته بفك السحر، وطلب مني قبل كل هذا أن أحوّل له مبلغ 5000 ريال كقربان للخُدام و(لزوم الأغراض) التي سوف يستعملها هو ليبدأ العمل والعلاج.

فقلت له: يا شيخ طير وحِل عن (سمايا بلا بهللة) ! فقال لي: أرجوكِ يا أختي لا تستهزئي بي ولا تستهيني بالسحر، وما أنا لكِ إلا ناصح أمين وأريد أن أساعدك لوجه الله، ولأني أيضاً أحببتك في الله سوف أعالجك وأرقيك (رقية أون لاين) مجاناً !

فقلت له: لا ترقيني ولا أرقيك، وإن وجدت الكنز فهو هدية مني وحلال عليك، ويبدو أن كلامي لم يعجبه فشتمني، ولم أرد عليه بل أغلقت الخط في وجهه العِكر، وقلت في نفسي أنا ايش اللي (طببني) في هذا الأفاك الدجّال ؟!

بالطبع أغلبكم قد مر عليه مثل هذا المُحتال، ولو لم يكن هناك ضحايا لهذا النوع من النصب والاحتيال على الناس لما كثرت اتصالاتهم ومحاولاتهم لسرقة أموالكم.

حكيت ما حصل معي لصديقة (بلهاء) ويبدو لي أنها تؤمن بهذه الخُرافات، فقالت لي بنبرة محذرة:

لا تستهيني ولا تلعبي بالنار يا ريهام، فهل تعلمي أن هذا الساحر يستطيع أن يسحرك من مكالمة ؟ أو يرسل لك رسالة بها تعويذة معينة وطلاسم وتنقل إليك المَس فيتلبسك الجنّي (عبر الأثير)، وهذا الكلام مثبت وأن الشعوذة والسحر تصيب الإنسان ولو كان في المريخ.

فقلت لها: أنتِ والله من تحتاج إلى علاج من هذه الخُرافات، ثم أغلقت الخط في وجهها (المُفخخ) بالفيلر والبوتكس.

بعدها وصلتني رسالة مكتوب فيها: الكنز في (ص ع 5)، فوسوس لي الشيطان، وجلست أفكر في فك الرموز علّي أظفر بثروتي و(أتنغنغ) عالآخر بها.

وبعد تفكير خمنت أن الكنز ربما يكون مدفوناً في الدرجة الخامسة في مبنى صحيفتي الموقرة، لذا أرجو من الشباب هُناك مساعدتي في البحث عليه، وأعدكم وأشهد العالمين على ذلك، إن حصّلته لكم مني (ألف) دعوة في ظهر الغيب.

وبما أن الشيء بالشيء يُذكر؛ أنا مو (فاقع) قلبي غير (الرنات) اللي توصلنا من جزر المالديف، والله اللي فينا مكفينا !

Rehamzamkah@yahoo.com