من أهم توجهات الدبلوماسية السعودية الجديدة تعيين وزير دولة لشؤون الدول الأفريقية عام 2018 واختيار الدبلوماسي المخضرم الأستاذ أحمد عبدالعزيز قطان لهذه المهمة، والذي بدوره بدأ نشاطاً ملحوظاً منذ تعيينه أهم جوانبه برنامج الزيارات لعدد كبير من تلك الدول، وكان آخرها بداية هذا الشهر عبر جولة طويلة شملت عدة دول، وكما تابعتُ في حساب الوزير قطان في تويتر فقد كانت جولة مثمرة بعدد من النتائج الإيجابية التي تعزز علاقة المملكة بتلك الدول.
أتطرق إلى موضوع العلاقات السعودية الأفريقية لأهميته البالغة، فقد كان للمملكة نشاط سابق قديم في ترسيخ العلاقات معها في عهد الملك فيصل رحمه الله الذي زار عدة دول أفريقية لترسيخ التضامن الإسلامي الذي كان القضية الأبرز آنذاك لاعتبارات مفهومة في حينها، ولكننا بعد ذلك ولفترة طويلة تراخينا في نشاطنا الدبلوماسي في تلك القارة، وربما اقتصر إلى حد كبير على الدول التي يمثل المسلمون فيها نسبة عالية، لكن حضورنا فيها كان بروتوكولياً لا أكثر، بينما توجهت أنظار الكثير إلى القارة الأفريقية المهمة خلال العقود الماضية، اقتصادياً وآيديولوجياً وثقافياً، واستطاعوا الحضور فيها عبر نشاطات واستقطابات مختلفة داخل النسيج الأفريقي تخدم مصالحها ومواقفها واستراتيجياتها بعيدة المدى. لقد دخلت إسرائيل مبكراً كما هو معروف، ودخلت الصين بقوة لاحقاً، ثم دخلت إيران وبعدها تركيا وغيرها، إضافة إلى الحضور التقليدي القديم لبعض الدول الأوروبية وفي مقدمتها فرنسا. ولولا أهمية هذه القارة كموقع وموارد طبيعية وشعوب لما استمر الاهتمام بها والتنافس على الحضور فيها.
المملكة الآن كدولة تمثل قوة اقتصادية عالمية منافسة، ولديها عدد من الملفات السياسية الخارجية الهامة تحتاج إلى دعم مواقفها، ناهيكم عن وجود أكثر من نصف مليار مسلم في قارة أفريقيا، فالمملكة بحاجة إلى حضور مؤثر ليس من خلال البُعد الإسلامي فقط ولكن بالإضافة إلى ذلك من خلال جوانب أخرى تتماهى مع المتغيرات والمتطلبات في دول تلك القارة، لا سيما وأن حضور بعض الدول فيها كان من غاياته الإضرار بالمصالح السعودية.
إننا نأمل تكثيف هذا النشاط الجيد الذي بدأناه كانعكاس لسياستنا الخارجية ودبلوماسيتنا الجديدة.
habutalib@hotmail.com
أتطرق إلى موضوع العلاقات السعودية الأفريقية لأهميته البالغة، فقد كان للمملكة نشاط سابق قديم في ترسيخ العلاقات معها في عهد الملك فيصل رحمه الله الذي زار عدة دول أفريقية لترسيخ التضامن الإسلامي الذي كان القضية الأبرز آنذاك لاعتبارات مفهومة في حينها، ولكننا بعد ذلك ولفترة طويلة تراخينا في نشاطنا الدبلوماسي في تلك القارة، وربما اقتصر إلى حد كبير على الدول التي يمثل المسلمون فيها نسبة عالية، لكن حضورنا فيها كان بروتوكولياً لا أكثر، بينما توجهت أنظار الكثير إلى القارة الأفريقية المهمة خلال العقود الماضية، اقتصادياً وآيديولوجياً وثقافياً، واستطاعوا الحضور فيها عبر نشاطات واستقطابات مختلفة داخل النسيج الأفريقي تخدم مصالحها ومواقفها واستراتيجياتها بعيدة المدى. لقد دخلت إسرائيل مبكراً كما هو معروف، ودخلت الصين بقوة لاحقاً، ثم دخلت إيران وبعدها تركيا وغيرها، إضافة إلى الحضور التقليدي القديم لبعض الدول الأوروبية وفي مقدمتها فرنسا. ولولا أهمية هذه القارة كموقع وموارد طبيعية وشعوب لما استمر الاهتمام بها والتنافس على الحضور فيها.
المملكة الآن كدولة تمثل قوة اقتصادية عالمية منافسة، ولديها عدد من الملفات السياسية الخارجية الهامة تحتاج إلى دعم مواقفها، ناهيكم عن وجود أكثر من نصف مليار مسلم في قارة أفريقيا، فالمملكة بحاجة إلى حضور مؤثر ليس من خلال البُعد الإسلامي فقط ولكن بالإضافة إلى ذلك من خلال جوانب أخرى تتماهى مع المتغيرات والمتطلبات في دول تلك القارة، لا سيما وأن حضور بعض الدول فيها كان من غاياته الإضرار بالمصالح السعودية.
إننا نأمل تكثيف هذا النشاط الجيد الذي بدأناه كانعكاس لسياستنا الخارجية ودبلوماسيتنا الجديدة.
habutalib@hotmail.com