يحدث حتى اللحظة مناورات جدلية حول الإعلام ومدى فاعليته في أداء أدواره المقصودة، وانقسم الجدل حول ذلك بين فريقين؛ فريق يحاول إثبات قدرة الإعلام وتألقه في إصابته للأهداف المقصودة، وفريق يرى أنه بعيد كل البعد عن الهدف، ويراه ميّتاً دماغياً ومغيّباً تماماً عن الواقع.
وبالنسبة لي كلا الفريقين يحومان حول الديار ولم يسكناها؛ لأن المشكلة والأزمة في الواقع لا تقع في كون حضور الإعلام أو غيابه إنما تقع في «الخطاب الإعلامي»، فلدينا حراك إعلامي وقوة بشرية إعلامية وقدرات ومؤسسات متمكنة، ولكننا نفقد «الخطاب الإعلامي» القادر على إصابة الهدف والوصول للمقصد، وكل ما نراه الآن من خطابات إعلامية الناجح منها يعود إلى الاجتهادات الفردية التي قد تصيب وقد تنحرف عن طريقها.
ولو تفحصنا بصورة سريعة الخطاب الإعلامي لدينا لوجدنا الجانب العاطفي يهيمن عليه، وغالباً هذا الخطاب العاطفي يأتي مشحوناً ومحتقناً أكثر من كونه مقنعاً ومنصفاً لموضوعه.. بلا شك للخطاب العاطفي دوره في التأثير ولكنه يحتاج إلى اشتراطاته في الجذب وتحديد الهدف واللغة والأسلوب والبعد عن الخروج عن مضامينه.
لذلك كله نحتاج إلى «مصنع ومحضن» يقوم بصناعة خطابنا الإعلامي ونقل هذه الممارسة الاجتماعية إلى الجمهور عن طريق وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي خصوصاً للأفراد المتصدرين والمؤثرين، بحيث تكون السيطرة عليهم وفق منظومة خطابية إعلامية تستطيع في خطابها أن تتنبأ أحداث المستقبل وتدير الأزمات وتصنع التقارير الاحترافية التي لا تتكئ على ردة الفعل، فالخطاب الإعلامي اليوم للأسف مجرد ردة فعل تهيمن عليه العاطفة والفكرة الطارئة أكثر من الموضوعية والمنطقية المدعمة بالقرائن والحجة الساطعة.
اليوم نحن في بلادنا الحبيبة نعيش مرحلة مختلفة وسريعة في اختصارها للزمن والانتقال إلى مشاريع وأعمال مستقبلية تجاوزنا فيها المكان والزمان، وهي بحاجة إلى إعلام موازٍ لها، بل ويسبقها في التهيئة والاستعداد، ويعزز وجودها واقعاً وليس ضرباً من الخيال كما يتوقعه البعض.. هذا الإعلام لن يكون إلا إذا أعدنا النظر في صياغة خطابنا الإعلامي واستراتيجياته وخرائط نقله للواقع المتمثلة في أدواته وأساليبه ولغته.
تلخيصاً، هناك حلقة مفقودة في إعلامنا لا تتمثل في حضوره أو غيابه؛ لأنه أصلاً حاضرٌ في شكله، مُغيّبٌ في مضامينه وقدرته على صناعة الخطاب الإعلامي المأمول.
كاتبة سعودية
monaotib@
Mona.Mz.Al@Gmail.Com
وبالنسبة لي كلا الفريقين يحومان حول الديار ولم يسكناها؛ لأن المشكلة والأزمة في الواقع لا تقع في كون حضور الإعلام أو غيابه إنما تقع في «الخطاب الإعلامي»، فلدينا حراك إعلامي وقوة بشرية إعلامية وقدرات ومؤسسات متمكنة، ولكننا نفقد «الخطاب الإعلامي» القادر على إصابة الهدف والوصول للمقصد، وكل ما نراه الآن من خطابات إعلامية الناجح منها يعود إلى الاجتهادات الفردية التي قد تصيب وقد تنحرف عن طريقها.
ولو تفحصنا بصورة سريعة الخطاب الإعلامي لدينا لوجدنا الجانب العاطفي يهيمن عليه، وغالباً هذا الخطاب العاطفي يأتي مشحوناً ومحتقناً أكثر من كونه مقنعاً ومنصفاً لموضوعه.. بلا شك للخطاب العاطفي دوره في التأثير ولكنه يحتاج إلى اشتراطاته في الجذب وتحديد الهدف واللغة والأسلوب والبعد عن الخروج عن مضامينه.
لذلك كله نحتاج إلى «مصنع ومحضن» يقوم بصناعة خطابنا الإعلامي ونقل هذه الممارسة الاجتماعية إلى الجمهور عن طريق وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي خصوصاً للأفراد المتصدرين والمؤثرين، بحيث تكون السيطرة عليهم وفق منظومة خطابية إعلامية تستطيع في خطابها أن تتنبأ أحداث المستقبل وتدير الأزمات وتصنع التقارير الاحترافية التي لا تتكئ على ردة الفعل، فالخطاب الإعلامي اليوم للأسف مجرد ردة فعل تهيمن عليه العاطفة والفكرة الطارئة أكثر من الموضوعية والمنطقية المدعمة بالقرائن والحجة الساطعة.
اليوم نحن في بلادنا الحبيبة نعيش مرحلة مختلفة وسريعة في اختصارها للزمن والانتقال إلى مشاريع وأعمال مستقبلية تجاوزنا فيها المكان والزمان، وهي بحاجة إلى إعلام موازٍ لها، بل ويسبقها في التهيئة والاستعداد، ويعزز وجودها واقعاً وليس ضرباً من الخيال كما يتوقعه البعض.. هذا الإعلام لن يكون إلا إذا أعدنا النظر في صياغة خطابنا الإعلامي واستراتيجياته وخرائط نقله للواقع المتمثلة في أدواته وأساليبه ولغته.
تلخيصاً، هناك حلقة مفقودة في إعلامنا لا تتمثل في حضوره أو غيابه؛ لأنه أصلاً حاضرٌ في شكله، مُغيّبٌ في مضامينه وقدرته على صناعة الخطاب الإعلامي المأمول.
كاتبة سعودية
monaotib@
Mona.Mz.Al@Gmail.Com