-A +A
حمود أبو طالب
منذ بدء الهجمات الحوثية على المملكة لم تمارس مثل هذا الاستعراض الكثيف الذي قامت به خلال الأيام الماضية وخصوصاً يوم قبل أمس الأحد عندما أطلقت 12 طائرة مسيرة وصاروخين باليستيين باتجاه مواقع مختلفة كان أخطرها ميناء رأس تنورة ومرافق شركة أرامكو لتعود بنا الذاكرة إلى الهجوم الذي استهدف خزانات النفط سابقاً وكاد أن يتسبب في كارثة عالمية لولا خبرة وحسن أداء شركة أرامكو وبقية الجهات المعنية. صحيح أن هجمات يوم الأحد انتهت بالفشل ككل الهجمات السابقة، لكن هذا التصعيد الكثيف له دلالات وربما إشارات باستمراره منذ رفع أمريكا للمليشيا الحوثية من قوائم المنظمات الإرهابية، كأحد أفدح أخطاء الإدارة الجديدة، مع أنه يبدو الآن ليس خطأً وإنما إجراء مقصود للإضرار بالمملكة التي وقفت بقوة وما زالت تقف ضد مشاريع إعادة هيكلة المنطقة في إطار الفوضى وهيمنة القوى الإقليمية عبر الوكلاء وإسقاط الدول الوطنية وتحويل الساحة العربية إلى دول فاشلة تتناهبها الحروب الأهلية والصراعات الطائفية والمذهبية وسيطرة المنظمات الإرهابية.

النداءات الموجهة لدول العالم ومنظماته لإيقاف استهداف المليشيا الحوثية المدعومة من إيران للمدنيين والأعيان المدنية في المملكة لن تؤدي إلى نتيجة طالما تم رفعها من قائمة المنظمات الإرهابية برعاية أمريكية، والحقيقة أن المملكة عندما ترد على الهجمات بعمليات نوعية فإنما هي في موقف الدفاع لردع العبث الحوثي، وبالتالي فإن الذين يتحدثون عن اعتداءات أو حرب سعودية على اليمن إنما يغالطون ويزيفون الواقع، فالردع موجه لأهداف حوثية محددة تنطلق منها الهجمات، ولكن عندما يصل الأمر إلى تكرار الهجوم على مواقع استراتيجية كمرافق إنتاج وتصدير البترول فذلك يتطلب ردعاً أشد، وإذا حدثت كارثة لا سمح الله فأمريكا ومعها الدول الأعضاء في مجلس الأمن ستكون مسؤولة أمام العالم عندما تركت هذه المليشيا تتمادى في عبثها بحماية الراعي الأمريكي.


إن المملكة لا تلام أبداً لو قامت بأشد أنواع الردع للحوثيين، لأنها في الوقت نفسه تقدم أكبر دعم ممكن للشعب اليمني المنكوب بالحوثيين، والذي خذله جيشه وحكومته ومكوناته السياسية التي تتصارع على كعكة الحكم والمال بينما اليمن تكاد تجف شرايين الحياة فيه.

habutalib@hotmail.com