كان احتمالاً وارداً أن ترفض ميليشيا الحوثيين المبادرة السعودية؛ لأنها تهيئ فرصة للسلام في اليمن، وهذا لا ينسجم مع تكوينها وأهدافها. هي ليست حزباً سياسياً اختلف مع بقية المكونات السياسية الوطنية من أجل مصلحة عليا، وإنما ورم سرطاني نبت في الجسد السياسي اليمني ولم يتم استئصاله مبكراً فاستشرى حتى سرطن اليمن كله. هي مجرد ميليشيا لا تستطيع الاستمرار إلا في ظل الصراعات والحروب، وحالة السلم تهدد وجودها وتزيحها من المشهد، والأسوأ أنها لا تملك قراراً ذاتياً بعد أن أصبحت تابعة لدولة أجنبية تحركها كما تشاء.
المملكة بكل تأكيد تعرف هذه الحقيقة وهي تقدم مبادرتها الأخيرة؛ لذا قد يتساءل البعض: وما الفائدة من تقديم مبادرة متوقع مسبقاً أن الحوثيين سيرفضونها؟ الجواب باختصار: إن الملف اليمني أصبح ملفاً أممياً ودولياً تكتنفه كثير من المغالطات المتعمدة بسبب تشكيل التحالف لإعادة الحكومة الشرعية واستعادة الدولة وإحلال السلام في اليمن، ولأن المملكة تؤكد منذ بدء الأزمة على الحل السياسي كخيار أول وأساسي، ومهدت لذلك بأكثر من مبادرة، وما الأخيرة إلا تأكيد على تمسكها بهذا الخيار. وأيضاً فقد أوصل الحوثيون اليمن إلى الدرك الأسفل من المعاناة الإنسانية، والمملكة تحرص على عدم تفاقم هذه المعاناة من أجل الشعب اليمني بتكرار طرح الفرص لإنهاء الحرب وإحلال السلام.
إن المملكة بمبادرتها الأخيرة وضعت المجتمع الدولي أمام مسؤوليته في التعامل مع هذه الميليشيا، وعندما ترد على المبادرة السعودية الأخيرة بإرسال المسيرات المفخخة لاستهداف مرافق حيوية كالجامعات ومصفاة بترول وغيرها من الأهداف المدنية، فإنها بذلك تعلن تمردها وتحديها للمجتمع الدولي الذي كان ينتظر فرجة أمل، وتثبت أن مشروعها هو تدمير اليمن لمصلحة الراعي الإيراني الذي يريد الهيمنة عليه وإضافته إلى بؤر الفوضى والإرهاب التي صنعها في أماكن أخرى، وأنها لن تتوقف عن استهداف المملكة؛ لأنها مجرد ذراع تنفيذية لتوجيهات طهران.
والسؤال الجوهري الآن: هل ستستمر الأمم المتحدة والإدارة الأمريكية وبقية منظومة المجتمع الدولي في التعامل مع هذه الميليشيا الإرهابية على أنها طرف سياسي يستحق المشاركة في تشكيل مستقبل اليمن؟ وهل يستمر هذا التراخي إزاء ممارساتها العبثية بعد كل الفرص التي أتيحت لها؟ لقد تمادت كثيراً، وستكون خطيئة كبرى بحق اليمن والأمن والسلام في المنطقة لو سُمح لها بأكثر مما فعلته.
المملكة بكل تأكيد تعرف هذه الحقيقة وهي تقدم مبادرتها الأخيرة؛ لذا قد يتساءل البعض: وما الفائدة من تقديم مبادرة متوقع مسبقاً أن الحوثيين سيرفضونها؟ الجواب باختصار: إن الملف اليمني أصبح ملفاً أممياً ودولياً تكتنفه كثير من المغالطات المتعمدة بسبب تشكيل التحالف لإعادة الحكومة الشرعية واستعادة الدولة وإحلال السلام في اليمن، ولأن المملكة تؤكد منذ بدء الأزمة على الحل السياسي كخيار أول وأساسي، ومهدت لذلك بأكثر من مبادرة، وما الأخيرة إلا تأكيد على تمسكها بهذا الخيار. وأيضاً فقد أوصل الحوثيون اليمن إلى الدرك الأسفل من المعاناة الإنسانية، والمملكة تحرص على عدم تفاقم هذه المعاناة من أجل الشعب اليمني بتكرار طرح الفرص لإنهاء الحرب وإحلال السلام.
إن المملكة بمبادرتها الأخيرة وضعت المجتمع الدولي أمام مسؤوليته في التعامل مع هذه الميليشيا، وعندما ترد على المبادرة السعودية الأخيرة بإرسال المسيرات المفخخة لاستهداف مرافق حيوية كالجامعات ومصفاة بترول وغيرها من الأهداف المدنية، فإنها بذلك تعلن تمردها وتحديها للمجتمع الدولي الذي كان ينتظر فرجة أمل، وتثبت أن مشروعها هو تدمير اليمن لمصلحة الراعي الإيراني الذي يريد الهيمنة عليه وإضافته إلى بؤر الفوضى والإرهاب التي صنعها في أماكن أخرى، وأنها لن تتوقف عن استهداف المملكة؛ لأنها مجرد ذراع تنفيذية لتوجيهات طهران.
والسؤال الجوهري الآن: هل ستستمر الأمم المتحدة والإدارة الأمريكية وبقية منظومة المجتمع الدولي في التعامل مع هذه الميليشيا الإرهابية على أنها طرف سياسي يستحق المشاركة في تشكيل مستقبل اليمن؟ وهل يستمر هذا التراخي إزاء ممارساتها العبثية بعد كل الفرص التي أتيحت لها؟ لقد تمادت كثيراً، وستكون خطيئة كبرى بحق اليمن والأمن والسلام في المنطقة لو سُمح لها بأكثر مما فعلته.