-A +A
حسين شبكشي
يحبس السعوديون أنفاسهم هذه الأيام وهم يتابعون بشكل يومي متواصل الأرقام والبيانات الرسمية الصادرة من قبل وزارة الصحة في بلادهم، التي توضح فيها عدد الإصابات بجائحة كوفيد-19 أو كورونا كما هو متداول. وحبس الأنفاس له علاقة بحالة القلق والخوف والتوتر المتزايد مع الارتفاع المتواصل في أعداد المصابين حتى كسر رقم الخمسمائة إصابة يوميا وتخطاه، ويأتي هذا الخوف مع القراءة النابهة لما بين السطور في رسائل التوعية العامة التي توجهها منصات إعلامية مختلفة على وسائل التواصل الاجتماعي مفادها بأن عودة الحظر التام كما كان في العام الماضي يبقى خيارا قائما «يحدده المجتمع بالتزامه وبسلوكه»، ويجيء هذا الوضع قبل أيام قليلة جدا من دخول شهر رمضان المبارك، الذي له حالة خاصة في وجدان وقلوب السعوديين وسائر المسلمين بطبيعة الحال، وهم في شوق إلى اللقاءات الأسرية في بركات هذا الشهر الفضيل، وخصوصا بعد أن حرمهم الوضع القسري الطارئ لظروف بدايات انتشار الجائحة المضطربة من تحقيق ذلك. ولكن على ما يبدو ظاهريا أن هذا سيكون تحديا ليس بالسهل تحقيقه، فالتجمعات العددية التي تتجاوز العشرين فردا ممنوعة بشكل رسمي وتخضع لغرامات مالية وعقوبة مغلظة، والمجازفة بالمزيد من الإصابات يبدو أنه مسألة دقيقة ومهمة وتستحق التأني.

رمضان شهر مميز وله بركته ورونقه وبهجته، ومن الصعب تخيل تحوله إلى سبب وعذر بشكل غير مباشر لرفع معدل الإصابات بكل مرعب قد يخرج عن السيطرة ويعيدنا للوراء مجددا. كل ما يمكن أن يقال قد قيل في مسألة ضرورة الالتزام بالكمامات والتباعد الاجتماعي والتعقيم والالتزام بالعدد المحدد في التجمعات، ولكن قد يكون التحذير الأخير للناس باحتمال جدية حظر شامل في شهر رمضان أن يكون بمثابة مكالمة إيقاظ صادمة للمجتمع قد ينتج عنها بعد ذلك هبوط جدي في معدل الإصابات بالفايروس المدمر. فرحة دخول شهر رمضان المبارك سيكون لها طعم مختلف هذا العام إذا مانجحنا في الهبوط الجدي بمعدلات الإصابة بكورونا. ولعل المعايدة التقليدية التي تردد في هذه المناسبة تحمل معنى أعمق من عام: كل عام وأنتم «بخير»!