كانت محافظة تشاوجيويه محافظة فقيرة للغاية، تقع هذه المحافظة في عمق الجبال الممتدة لمئات كيلومترات في مقاطعة سيتشوان داخلة الصين، حيث تعيش فيها مجموعة من قومية يي يبلغ عدد سكانها الفقراء المسجلين 99796 من191 قرية فقيرة، وتصل نسبة الفقر إلى 31.8%. وقرية سانخه إحدى قراها، لا يوجد طريق عام يربطها ببلدية المحافظة ولا كهرباء يصل إليها، وكانت المسافة بينها وبين بلدية المحافظة تستغرق ثلاثة أيام بركوب الخيل. منذ انطلاق المعركة الحاسمة للقضاء على الفقر، قد تم بناء الطريق العام المتصلب من القرية إلى المدينة، وحل الفرن الكهربائي محل المواقد بفضل مساعدة الحكومة ورعايتها. الآن، تم إنجاز مشاريع الإسكان في 9 مواقع لإعادة التوطين وانتقل جميع القرويين إلى منازلهم الجديدة. إن القروي جي هاو الذي كانت عائلته تعيش كلها مع الماشية في منزل صغير والدخل السنوي لفرد عائلته في حينه أقل من 2000 يوان (يساوى 307 دولارات تقريبا) قبل 3 سنوات، والآن انتقل جي هاو إلى المنزل الجديد المفروش بالأرائك والتلفزيون والغسالة والثلاجة وأصبح صاحب بقالة، ويبلغ نصيب الفرد من الدخل السنوي الصافي للعائلة أكثر من 10000 يوان (نحو 1536 دولارا أمريكيا) من خلال تربية البقر والدجاج والنحل وإدارة بقالة. بحلول نهاية عام 2020، زاد متوسط دخل الأسرة في قرية سانخة بأكثر من 15000 يوان وقد تخلصت القرية بأكملها من الفقر وانخفضت نسبة الفقر لمحافظة تشاوجيويه إلى أقل من 3%.
وتعتبر منطقة «شيهايقو» التي تقع في منطقة نينغشيا الذاتية الحكم لقومية هوي منطقة «لا تتوفر فيها الظروف الأساسية للبقاء البشري»، على مدار الـ24 سنة الماضية، توجهت 11 دفعة من 183 كادرا من مقاطعة فوجيان التي تقع على طول الساحل الشرقي بالصين إلى هذا المحافظة الفقيرة للغاية بالتتابع من أجل المساهمة في قضية التخفيف من حدة الفقر، ووحد أكثر من 2000 عضو الفريق من مقاطعة فوجيان هممهم وحماسهم لدعم التعليم والطب والزراعة في المنطقة بروح «الجرأة على التضحية»؛ وأذكت دفعات من تجار جاؤوا من مقاطعة فوجيان بروح «الجرأة على المكافحة الشاقة والقدرة على الفوز» لتحريك المياه الجارية من منهل التخفيف من حدة الفقر.. على الرغم من الاختلاف في أعمارهم ومهنهم، إلا أن عندهم اسما مشتركا هو «مجموعة من مقاطعة فوجيان لمساعدة التوأمة في مقاطعة نينغشيا». ببطولة تشبّه بالبحر وصبر يشبّه بالجبال، شقوا أعمالا عظيمة جنباً إلى جنب مع الكوادر والشعب في نينغشيا بالحكمة والاجتهاد خلال زمن طويل، مما ألّفوا أغنية مؤثرة تغنى عن التكاتف والتعاون بين المقاطعة الساحلية الشرقية والمقاطعة الجبلية الغربية من أجل التخفيف من حدة الفقر والتخلص منه. قد أصبحت هذه الأرض القاحلة التي عاش فيها 8000 شخص في البداية إلى مدينة المهاجرين الصالحة للعيش التي يبلغ عدد سكانها 66000 نسمة الآن، مما فتح طريق التخلص من الفقر من خلال التعاون بين الشرق والغرب وطريق الإثراء بدعم الصناعات وطريق التنمية على أساس الصداقة للبيئة وطريق الوئام المفيد للتضامن القومي.
الأستاذة تشانغ قويمي، التي نادتها البنات من المنطقة الجبلية باسم «ماما المديرة»، جاءت من المدينة إلى المنطقة الجبلية النائية، ورسخت في التعليم الريفي لأكثر من 40 سنة وكرست كل حبها لتربية وتعليم الأطفال الفقراء في المنطقة الجبلية وبذلت جهودا شاقة في تأسيس أول مدرسة ثانوية عامة مجانية للبنات في الصين. وخلال السنوات الـ12 منذ تأسيس المدرسة، قد ساعدت أكثر من 1800 بنات على الخروج من الجبل والالتحاق بالجامعات. إنها «ماما تشانغ» الأبدية في قلوب بنات لا تحصى من المنطقة الجبلية اللواتي غيّرن مصيرهن وحياتهن بفضل المعرفة.
تكون القصص الواقعية المذكورة أعلاه صورة مصغرة عن المعركة الحاسمة للقضاء على الفقر في الصين. منذ تأسيس الصين الجديدة، قاد الحزب الشيوعي الصيني الشعب الصيني بجهود شاقة لفترة طويلة في سبيل السعي إلى حياة أفضل، بأكثر من 70 سنة فقط أكملت الصين عملية التصنيع التي استغرقت الدول المتقدمة إكمالها بالزمن بين قرنين إلى ثلاثة قرون. على مدى السنوات الأربعين الماضية من الإصلاح والانفتاح، انتشل سكان الصين البالغ عددهم 770 مليون نسمة من براثن الفقر وفقا لمعيار الفقر الحالي. مند عام 2012، أطلقت الصين حملة حاسمة أكبر وأقوى وأوسع من حيث عدد المستفيدين للقضاء على الفقر، وينتشل ما معدله 10 ملايين شخص من الفقر كل عام. حتى نهاية عام 2020، تخلّص جميع الفقراء بعدد 98.99 مليون في المنطقة الريفية من الفقر ويقارب عدد إجمالي الأشخاص الذين انتشلوا من الفقر مجموع سكان المملكة البريطانية المتحدة وكندا معاً.
اتخذت الحكومة الصينية «عدم القلق بالغذاء والكساء»، و«ضمانات ثلاثة» كمعيار التخلّص من الفقر. وظلت تساعد جميع الفقراء على تحقيق هدف عدم القلق بالغذاء والكساء، وضمان التعليم الإلزامي والخدمات الطبية الأساسية وسلامة السكن وشرب الماء الصحي، لتأمين حقوقهم في الحياة والتنمية والتعليم والطب بشكل أفضل. فضلا عن ذلك، وضعت الحكومة الخطة لإنشاء المنشآت الأساسية في منطقة جبلية سيئة الظروف الطبيعية بالجمع بين الحد من الفقر بالتنمية. من بين ما يقرب من 1000 محافظة فقيرة، بلغت نسبة 99.6% من القرى الإدارية التي تصل طرقا متصلبة، وجميع القرى الإدارية التي تتوفر الظروف كلها مهدت طرقا متصلبة؛ وبلغت نسبة القرى الإدارية التي أوصلت لها الطاقة الكهربائية 99.3%؛ بلغت نسبة القرى الإدارية المغطاة بإشارات الاتصال 99.9%؛ بلغت نسبة القرى الإدارية ذات شبكات الإنترنت 99.6%؛ بلغت نسبة القرى الإدارية المغطاة بإشارات الإذاعات والتلفزيون 99.9%؛ وشهدت المناطق الفقيرة تغيرات ملحوظة في ظروف البنية التحتية للإنتاج والمعيشة، تم انتشال جميع الأقليات القومية الـ28 ذات عدد السكان القليل من الفقر وتم قهر القلعة الأخيرة في جميع المناطق التي تعاني من الفقر المدقع.
إن مكافحة الفقر مشكلة مستعصية عالمية.. دعنا نستعرض الماضي والحاضر، وإلقاء النظر إلى كل أنحاء العالم، لا يمكن لأي بلد أن ينتشل 800 مليون شخص من براثن الفقر في مثل هذه الفترة القصيرة، ما يمثل أكثر من 70% من سكان العالم للحد من الفقر في نفس الفترة. وقد أشاد الأمين العام للأمة المتحدة أنتوني جوتيريس عاليا بأنّ الصين قدمت أكبر مساهمة للعالم خلال السنوات العشر الماضية من حيث التخفيف من حدة الفقر. ساهمت الممارسة الصينية العظيمة الناجحة للحد من الفقر خبرة صينية لقضية الإدارة والحوكمة للحد من الفقر في العالم.
التمسك بقيادة الحزب الشيوعي الصيني.. يمكن أن نتصور مدى الصعوبة في تحقيق تخلّص مئات الملايين من الناس من حدة الفقر. يتّخذ الحزب الشيوعي الصيني التغلب على المشاكل المستعصية للقضاء على الفقر أولوياتها في حوكمة الدولة وإدارتها. ترأس الأمين العام شي جينبينغ 7ندوات حول أعمال الحكومة المركزية للتخفيف من حدة الفقر، وقام باستقصاء أعمال التخفيف من حدة الفقر أكثر من 50 مرة، وقام بـجولة استطلاعية لـ14 مجموعة من الـمناطق المتجاورة والمعدمة في أنحاء البلاد، وقام بالبحث والإرشاد في أكثر من 20 قرية فقيرة. أرسلت الحكومات المحلية على المستويات المختلفة كثيرا من أعضاء الحزب وكوادره خصيصا إلى كل قرية فقيرة استهدافا لمساعدة المحليين على التخلص من الفقر، فنسميهم باسم «الأمين الأول المقيم في القرية» لكل واحد منهم لخلايا الحزب في القرية. هناك أكثر من 3 ملايين أمين أول وكادر ساكنين في القرى هم تسلّقوا أعلى الجبال وساروا في أخطر الطرق وزاروا أبعد القرى وعاشوا في أفقر الأسر، تشاركوا مع الجماهير الفقراء في الرأي والعيش والعمل وكرّسوا شبابهم الجميل في قضية التخلّص من الفقر بإخلاص، بينهم أكثر من 1800 عضو الحزب ضحوا بحياتهم الثمينة في قضية التخفيف من حدة الفقر.
التمسّك بالتمحور حول الشعب.. وتقدّم الخطوة في طريق الرخاء المشترك بثبات لا يتزعزع. يتخذ الحزب الشيوعي الصيني طموحات الشعب لحياة أفضل كمحور جهوده دائما ويركز القوى على دعم الفقراء في مجموعات محددة مثل النساء والأطفال وكبار السن والمعوقين وأبناء الأقليات القومية، في السعي إلى ضمان كل فرد يتمتع بحق الكرامة ويتخلص من الجوع حتى تتمكن الغالبية الساحقة من جماهير الشعب من التمتع بحق التنمية والتعليم والرعاية الطبية والسكن. ما يهتمّ به أكثر الأمين العام شي جينبينغ دائماً هو تحسين حياة مئات الملايين من الفقراء في المناطق الريفية، وقد أكّد مراراً أنّ «مفتاح بناء المجتمع الرغيد في البلاد هو التأكيد على الوفاء بمتطلبات شعبنا».
التمسّك بتركيز القوة على قضايا رئيسية؛ حيث يقوم الحزب الشيوعي الصيني بتعبئة جميع القوى الاجتماعية على نطاق واسع في أنحاء البلاد ويشجع المناطق المتقدّمة المبكّرة لمساعدة المناطق الفقيرة المتخلفة ويعزز تدفّق المواهب ورأس المال والتكنولوجيا إلى المناطق الفقيرة لتطبيق مساعدة التوأمة. يساعد 342 محافظة شرقية متطورة اقتصاديا 570 محافظة غربية فقيرة، ويعاون 310 مؤسسات تابعة للحكومة المركزية 592 محافظة رئيسية على قائمة التخفيف من حدة الفقر وتعزيز التنمية، ويدعم الجيش والشرطة المسلحة 3500 قرية فقيرة، بالإضافة إلى ذلك، يخوض رجال الأعمال والعاملون في المجال العلمي والتكنولوجي والمدرسون ونجوم الفن الثقافة والرياضة وغيرهم من الأشخاص من جميع القطاعات بنشاط في قضية التخفيف من حدة الفقر، وساهم 1.4 مليار مواطن صيني كل واحد قوته في معركة التخفيف من حدة الفقر، مما يجمع قوة جبارة عظيمة للقضاء على الفقر.
تنفيذ السياسات بشكل علمي ودقيق وفعالي.. تنفيذ الإدارة الدقيقة والمساعدة الهادفة للفقراء والتخصيص المحكم للموارد من حيث التخفيف من حدة الفقر. إنشاء نظام المعلومات للأسر المسجلة على مستوى البلاد وإنشاء أرشيف خاص لكل أسرة فقيرة، وتصميم الخطط للتخلّص من حدة الفقر حسب الظروف المختلفة. بالنسبة لأولئك الذين لديهم القدرة على العمل، فالتركيز على مساعدتهم للتخلّص من الفقر وتحقيق الثراء بأيديهم، بينما يتم ضمان أولئك الذين ليس لديهم القدرة على العمل في نظام الضمان الاجتماعي؛ أما بالنسبة للمناطق التي تكون بيئة قاسية غير صالح للعيش، فيتم انتقال الجمهور إلى أماكن أكثر ملاءمة للبقاء والتنمية. العمل على التنمية والتطوير للقضاء على الأسباب الجذرية للفقر ويربط مساعدة الفقراء بتحفيز العزم وتطوير العقل، مما يرشد الجمهور إلى التخلّص من الفقر وتغيير مصيرهم وخلق حياة سعيدة اعتمادا على الأيدي المجتهدة والعزيمة القوية. ومن خلال سلسلة من الإجراءات والممارسات غير العادية، قامت الحكومة ببناء مجموعة من أنظمة السياسات والأعمال واللوائح الفعالة وشقت طريق الحد من الفقر بخصائص صينية وشكلت نظرية لمكافحة الفقر ذات خصائص صينية.
ليس التخلص من حدة الفقر نقطة النهاية، بل هي نقطة البداية لحياة جديدة ونضال جديد. تزامنا مع نصرها في المعركة الحاسمة للقضاء على الفقر، تواصل الصين بذل جهودها في مسيرة جديدة لنهضة الأرياف. سنسرع في تحديث الزراعة والأرياف ونحوّل الأرياف من الأقواع للتنمية في الصين إلى مرتفعات التنمية، مما يمكّن المزارعين من العيش في حياة أسعد وأفضل. القضاء على الفقر هو السعي والرسالة المشتركة للبشرية. حتى الآن، أرسلت الصين أكثر من 600 ألف فرد من المعاونين إلى 166 دولة ومنظمة دولية، وخلال مدّة أكثر من 10 سنوات، نفذت الصين عشرات من مشاريع المساعدة لتخفيف من حدة الفقر مع ما يقرب من 20 دولة نامية، قد استفاد أكثر من 70 ألف شخص بشكل مباشر في 14 دولة نامية في آسيا وأفريقيا من برنامج الفاو- الصین للتعاون بین بلدان الجنوب. بعد تفشي جائحة كوفيد-19، عملت الصين مع أعضاء مجموعة العشرين لتنفيذ «مبادرة تأجيل سداد الديون لأشد البلدان فقراً»، وبحلول نهاية عام 2020، بلغ المبلغ الإجمالي للصين من أجل التخفيف عبء الديون عن البلدان النامية 2.1 مليار دولار أمريكي، مما يجعلها البلد الذي يضم أكبر قدر الإعفاء من الديون بين أعضاء مجموعة العشرين. كما واصلت الصين تعميق الترابط بين البناء المشترك لـ«الحزام والطريق» وخطة التنمية المستدامة لعام 2030، الأمر الذي سينتشل ما يقرب من 7.6 مليون شخص من الفقر المدقع و32 مليون شخص من الفقر المعتدل في البلدان المعنية.
تظلّ المملكة العربية السعودية تلعب دورا ناشطا في شؤون التخفيف من حدة الفقر في أنحاء العالم، ويقدّم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان المساعدات الكريمة لشعوب من دول فقيرة دائما. لا غربة لمن يمشي في الطريق الصحيح، والعالم يعيش في أسرة واحدة. تستعدّ الصين للعمل سويا مع المملكة العربية السعودية للتعاون الدولي في مجال التخفيف من حدّة الفقر والوفاء بمسؤولياتهما الدولية للحد من الفقر والتكاتف لبناء مجتمع مصير مشترك للبشرية.
وتعتبر منطقة «شيهايقو» التي تقع في منطقة نينغشيا الذاتية الحكم لقومية هوي منطقة «لا تتوفر فيها الظروف الأساسية للبقاء البشري»، على مدار الـ24 سنة الماضية، توجهت 11 دفعة من 183 كادرا من مقاطعة فوجيان التي تقع على طول الساحل الشرقي بالصين إلى هذا المحافظة الفقيرة للغاية بالتتابع من أجل المساهمة في قضية التخفيف من حدة الفقر، ووحد أكثر من 2000 عضو الفريق من مقاطعة فوجيان هممهم وحماسهم لدعم التعليم والطب والزراعة في المنطقة بروح «الجرأة على التضحية»؛ وأذكت دفعات من تجار جاؤوا من مقاطعة فوجيان بروح «الجرأة على المكافحة الشاقة والقدرة على الفوز» لتحريك المياه الجارية من منهل التخفيف من حدة الفقر.. على الرغم من الاختلاف في أعمارهم ومهنهم، إلا أن عندهم اسما مشتركا هو «مجموعة من مقاطعة فوجيان لمساعدة التوأمة في مقاطعة نينغشيا». ببطولة تشبّه بالبحر وصبر يشبّه بالجبال، شقوا أعمالا عظيمة جنباً إلى جنب مع الكوادر والشعب في نينغشيا بالحكمة والاجتهاد خلال زمن طويل، مما ألّفوا أغنية مؤثرة تغنى عن التكاتف والتعاون بين المقاطعة الساحلية الشرقية والمقاطعة الجبلية الغربية من أجل التخفيف من حدة الفقر والتخلص منه. قد أصبحت هذه الأرض القاحلة التي عاش فيها 8000 شخص في البداية إلى مدينة المهاجرين الصالحة للعيش التي يبلغ عدد سكانها 66000 نسمة الآن، مما فتح طريق التخلص من الفقر من خلال التعاون بين الشرق والغرب وطريق الإثراء بدعم الصناعات وطريق التنمية على أساس الصداقة للبيئة وطريق الوئام المفيد للتضامن القومي.
الأستاذة تشانغ قويمي، التي نادتها البنات من المنطقة الجبلية باسم «ماما المديرة»، جاءت من المدينة إلى المنطقة الجبلية النائية، ورسخت في التعليم الريفي لأكثر من 40 سنة وكرست كل حبها لتربية وتعليم الأطفال الفقراء في المنطقة الجبلية وبذلت جهودا شاقة في تأسيس أول مدرسة ثانوية عامة مجانية للبنات في الصين. وخلال السنوات الـ12 منذ تأسيس المدرسة، قد ساعدت أكثر من 1800 بنات على الخروج من الجبل والالتحاق بالجامعات. إنها «ماما تشانغ» الأبدية في قلوب بنات لا تحصى من المنطقة الجبلية اللواتي غيّرن مصيرهن وحياتهن بفضل المعرفة.
تكون القصص الواقعية المذكورة أعلاه صورة مصغرة عن المعركة الحاسمة للقضاء على الفقر في الصين. منذ تأسيس الصين الجديدة، قاد الحزب الشيوعي الصيني الشعب الصيني بجهود شاقة لفترة طويلة في سبيل السعي إلى حياة أفضل، بأكثر من 70 سنة فقط أكملت الصين عملية التصنيع التي استغرقت الدول المتقدمة إكمالها بالزمن بين قرنين إلى ثلاثة قرون. على مدى السنوات الأربعين الماضية من الإصلاح والانفتاح، انتشل سكان الصين البالغ عددهم 770 مليون نسمة من براثن الفقر وفقا لمعيار الفقر الحالي. مند عام 2012، أطلقت الصين حملة حاسمة أكبر وأقوى وأوسع من حيث عدد المستفيدين للقضاء على الفقر، وينتشل ما معدله 10 ملايين شخص من الفقر كل عام. حتى نهاية عام 2020، تخلّص جميع الفقراء بعدد 98.99 مليون في المنطقة الريفية من الفقر ويقارب عدد إجمالي الأشخاص الذين انتشلوا من الفقر مجموع سكان المملكة البريطانية المتحدة وكندا معاً.
اتخذت الحكومة الصينية «عدم القلق بالغذاء والكساء»، و«ضمانات ثلاثة» كمعيار التخلّص من الفقر. وظلت تساعد جميع الفقراء على تحقيق هدف عدم القلق بالغذاء والكساء، وضمان التعليم الإلزامي والخدمات الطبية الأساسية وسلامة السكن وشرب الماء الصحي، لتأمين حقوقهم في الحياة والتنمية والتعليم والطب بشكل أفضل. فضلا عن ذلك، وضعت الحكومة الخطة لإنشاء المنشآت الأساسية في منطقة جبلية سيئة الظروف الطبيعية بالجمع بين الحد من الفقر بالتنمية. من بين ما يقرب من 1000 محافظة فقيرة، بلغت نسبة 99.6% من القرى الإدارية التي تصل طرقا متصلبة، وجميع القرى الإدارية التي تتوفر الظروف كلها مهدت طرقا متصلبة؛ وبلغت نسبة القرى الإدارية التي أوصلت لها الطاقة الكهربائية 99.3%؛ بلغت نسبة القرى الإدارية المغطاة بإشارات الاتصال 99.9%؛ بلغت نسبة القرى الإدارية ذات شبكات الإنترنت 99.6%؛ بلغت نسبة القرى الإدارية المغطاة بإشارات الإذاعات والتلفزيون 99.9%؛ وشهدت المناطق الفقيرة تغيرات ملحوظة في ظروف البنية التحتية للإنتاج والمعيشة، تم انتشال جميع الأقليات القومية الـ28 ذات عدد السكان القليل من الفقر وتم قهر القلعة الأخيرة في جميع المناطق التي تعاني من الفقر المدقع.
إن مكافحة الفقر مشكلة مستعصية عالمية.. دعنا نستعرض الماضي والحاضر، وإلقاء النظر إلى كل أنحاء العالم، لا يمكن لأي بلد أن ينتشل 800 مليون شخص من براثن الفقر في مثل هذه الفترة القصيرة، ما يمثل أكثر من 70% من سكان العالم للحد من الفقر في نفس الفترة. وقد أشاد الأمين العام للأمة المتحدة أنتوني جوتيريس عاليا بأنّ الصين قدمت أكبر مساهمة للعالم خلال السنوات العشر الماضية من حيث التخفيف من حدة الفقر. ساهمت الممارسة الصينية العظيمة الناجحة للحد من الفقر خبرة صينية لقضية الإدارة والحوكمة للحد من الفقر في العالم.
التمسك بقيادة الحزب الشيوعي الصيني.. يمكن أن نتصور مدى الصعوبة في تحقيق تخلّص مئات الملايين من الناس من حدة الفقر. يتّخذ الحزب الشيوعي الصيني التغلب على المشاكل المستعصية للقضاء على الفقر أولوياتها في حوكمة الدولة وإدارتها. ترأس الأمين العام شي جينبينغ 7ندوات حول أعمال الحكومة المركزية للتخفيف من حدة الفقر، وقام باستقصاء أعمال التخفيف من حدة الفقر أكثر من 50 مرة، وقام بـجولة استطلاعية لـ14 مجموعة من الـمناطق المتجاورة والمعدمة في أنحاء البلاد، وقام بالبحث والإرشاد في أكثر من 20 قرية فقيرة. أرسلت الحكومات المحلية على المستويات المختلفة كثيرا من أعضاء الحزب وكوادره خصيصا إلى كل قرية فقيرة استهدافا لمساعدة المحليين على التخلص من الفقر، فنسميهم باسم «الأمين الأول المقيم في القرية» لكل واحد منهم لخلايا الحزب في القرية. هناك أكثر من 3 ملايين أمين أول وكادر ساكنين في القرى هم تسلّقوا أعلى الجبال وساروا في أخطر الطرق وزاروا أبعد القرى وعاشوا في أفقر الأسر، تشاركوا مع الجماهير الفقراء في الرأي والعيش والعمل وكرّسوا شبابهم الجميل في قضية التخلّص من الفقر بإخلاص، بينهم أكثر من 1800 عضو الحزب ضحوا بحياتهم الثمينة في قضية التخفيف من حدة الفقر.
التمسّك بالتمحور حول الشعب.. وتقدّم الخطوة في طريق الرخاء المشترك بثبات لا يتزعزع. يتخذ الحزب الشيوعي الصيني طموحات الشعب لحياة أفضل كمحور جهوده دائما ويركز القوى على دعم الفقراء في مجموعات محددة مثل النساء والأطفال وكبار السن والمعوقين وأبناء الأقليات القومية، في السعي إلى ضمان كل فرد يتمتع بحق الكرامة ويتخلص من الجوع حتى تتمكن الغالبية الساحقة من جماهير الشعب من التمتع بحق التنمية والتعليم والرعاية الطبية والسكن. ما يهتمّ به أكثر الأمين العام شي جينبينغ دائماً هو تحسين حياة مئات الملايين من الفقراء في المناطق الريفية، وقد أكّد مراراً أنّ «مفتاح بناء المجتمع الرغيد في البلاد هو التأكيد على الوفاء بمتطلبات شعبنا».
التمسّك بتركيز القوة على قضايا رئيسية؛ حيث يقوم الحزب الشيوعي الصيني بتعبئة جميع القوى الاجتماعية على نطاق واسع في أنحاء البلاد ويشجع المناطق المتقدّمة المبكّرة لمساعدة المناطق الفقيرة المتخلفة ويعزز تدفّق المواهب ورأس المال والتكنولوجيا إلى المناطق الفقيرة لتطبيق مساعدة التوأمة. يساعد 342 محافظة شرقية متطورة اقتصاديا 570 محافظة غربية فقيرة، ويعاون 310 مؤسسات تابعة للحكومة المركزية 592 محافظة رئيسية على قائمة التخفيف من حدة الفقر وتعزيز التنمية، ويدعم الجيش والشرطة المسلحة 3500 قرية فقيرة، بالإضافة إلى ذلك، يخوض رجال الأعمال والعاملون في المجال العلمي والتكنولوجي والمدرسون ونجوم الفن الثقافة والرياضة وغيرهم من الأشخاص من جميع القطاعات بنشاط في قضية التخفيف من حدة الفقر، وساهم 1.4 مليار مواطن صيني كل واحد قوته في معركة التخفيف من حدة الفقر، مما يجمع قوة جبارة عظيمة للقضاء على الفقر.
تنفيذ السياسات بشكل علمي ودقيق وفعالي.. تنفيذ الإدارة الدقيقة والمساعدة الهادفة للفقراء والتخصيص المحكم للموارد من حيث التخفيف من حدة الفقر. إنشاء نظام المعلومات للأسر المسجلة على مستوى البلاد وإنشاء أرشيف خاص لكل أسرة فقيرة، وتصميم الخطط للتخلّص من حدة الفقر حسب الظروف المختلفة. بالنسبة لأولئك الذين لديهم القدرة على العمل، فالتركيز على مساعدتهم للتخلّص من الفقر وتحقيق الثراء بأيديهم، بينما يتم ضمان أولئك الذين ليس لديهم القدرة على العمل في نظام الضمان الاجتماعي؛ أما بالنسبة للمناطق التي تكون بيئة قاسية غير صالح للعيش، فيتم انتقال الجمهور إلى أماكن أكثر ملاءمة للبقاء والتنمية. العمل على التنمية والتطوير للقضاء على الأسباب الجذرية للفقر ويربط مساعدة الفقراء بتحفيز العزم وتطوير العقل، مما يرشد الجمهور إلى التخلّص من الفقر وتغيير مصيرهم وخلق حياة سعيدة اعتمادا على الأيدي المجتهدة والعزيمة القوية. ومن خلال سلسلة من الإجراءات والممارسات غير العادية، قامت الحكومة ببناء مجموعة من أنظمة السياسات والأعمال واللوائح الفعالة وشقت طريق الحد من الفقر بخصائص صينية وشكلت نظرية لمكافحة الفقر ذات خصائص صينية.
ليس التخلص من حدة الفقر نقطة النهاية، بل هي نقطة البداية لحياة جديدة ونضال جديد. تزامنا مع نصرها في المعركة الحاسمة للقضاء على الفقر، تواصل الصين بذل جهودها في مسيرة جديدة لنهضة الأرياف. سنسرع في تحديث الزراعة والأرياف ونحوّل الأرياف من الأقواع للتنمية في الصين إلى مرتفعات التنمية، مما يمكّن المزارعين من العيش في حياة أسعد وأفضل. القضاء على الفقر هو السعي والرسالة المشتركة للبشرية. حتى الآن، أرسلت الصين أكثر من 600 ألف فرد من المعاونين إلى 166 دولة ومنظمة دولية، وخلال مدّة أكثر من 10 سنوات، نفذت الصين عشرات من مشاريع المساعدة لتخفيف من حدة الفقر مع ما يقرب من 20 دولة نامية، قد استفاد أكثر من 70 ألف شخص بشكل مباشر في 14 دولة نامية في آسيا وأفريقيا من برنامج الفاو- الصین للتعاون بین بلدان الجنوب. بعد تفشي جائحة كوفيد-19، عملت الصين مع أعضاء مجموعة العشرين لتنفيذ «مبادرة تأجيل سداد الديون لأشد البلدان فقراً»، وبحلول نهاية عام 2020، بلغ المبلغ الإجمالي للصين من أجل التخفيف عبء الديون عن البلدان النامية 2.1 مليار دولار أمريكي، مما يجعلها البلد الذي يضم أكبر قدر الإعفاء من الديون بين أعضاء مجموعة العشرين. كما واصلت الصين تعميق الترابط بين البناء المشترك لـ«الحزام والطريق» وخطة التنمية المستدامة لعام 2030، الأمر الذي سينتشل ما يقرب من 7.6 مليون شخص من الفقر المدقع و32 مليون شخص من الفقر المعتدل في البلدان المعنية.
تظلّ المملكة العربية السعودية تلعب دورا ناشطا في شؤون التخفيف من حدة الفقر في أنحاء العالم، ويقدّم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان المساعدات الكريمة لشعوب من دول فقيرة دائما. لا غربة لمن يمشي في الطريق الصحيح، والعالم يعيش في أسرة واحدة. تستعدّ الصين للعمل سويا مع المملكة العربية السعودية للتعاون الدولي في مجال التخفيف من حدّة الفقر والوفاء بمسؤولياتهما الدولية للحد من الفقر والتكاتف لبناء مجتمع مصير مشترك للبشرية.