-A +A
مي خالد
كان الأطفال من الطبقات العليا في مجتمعات القرن الثامن عشر في أوروبا يرتدون ثياباً بيضاء قطنية متشابهة للجنسين، لسهولة غسلها وراحتها لجسم الطفل، أما باقي المجتمعات الأقل حظاً في اعتقادي فلا بد أنهم كانوا يرتدون ما يزيد من القماش لثياب ذويهم.

لقد وصل اللون الوردي والأزرق كألوان للأطفال في منتصف القرن التاسع عشر وبالأخص في أمريكا، ومع ذلك لم يتم الترويج للونين على أنهما دلالات جندرية إلا قبل الحرب العالمية الأولى بقليل.


في كتاب «الأزرق والوردي» أجابت المؤلفة عن سؤال: متى بدأنا نلبس الفتيات باللون الوردي والأولاد باللون الأزرق؟

نظرت مؤرخة الملابس «جو باوليتي» في الإعلانات والكتالوجات والدمى وكتب الأطفال ومدونات الأمهات ومنتديات المناقشة ووسائل الإعلام الشعبية الأخرى لفحص التحولات المفاجئة في المواقف تجاه اللون كعلامة على الجنس في ملابس الأطفال الأمريكية. تؤرخ لتراجع الفستان الأبيض لكل من الأولاد والبنات، وإدخال السروال القصير في أوائل القرن العشرين، واللونين الوردي والأزرق، وعودة ظهور الأزياء للجنسين، وأصول ملابس الرضع والأطفال الصغار اليوم.

الكتاب يثير الكثير من الأسئلة عن تسليع الطفولة وصعود شريحة من المستهلكين هي شريحة الأطفال، الشريحة التي أرى أنها أشد استهدافاً في عصرنا ليس فقط في الملابس، بل وفي الألعاب الكلاسيكية وألعاب الفيديو والفنون من مسرح وأفلام، بل والطعام والغذاء غير الصحي بالطبع ووجبات الهابي ميل.

هناك شركات كبرى دخلها قائم على المستهلك الطفل ويسوق لها أطفال بالطبع. وهنا يحضرني عنوان كتاب آخر مهم لجميع الآباء والأمهات عنوانه (سندريلا أكلت بنتي) الذي يتحدث عن تسويق فكرة حياة الأميرات للبنات بدءاً من اللون الوردي والفساتين الغالية إلى مسابقات ملكات جمال الأطفال. وهذه إحدى مآسي الإنسان المعاصر. حيث نجد بعض الأسر ذات المداخيل البسيطة تضطر لمواكبة هذه الدعايات من أجل سعادة أطفالهم عوضاً عن صرف هذه الأموال لتعليمهم مثلاً.