-A +A
حمود أبوطالب
باختصار، الأمور لا تبشر بخير.

وأعتذر عن هذه العبارة المحبطة لأنني لا أملك غيرها للتعبير عن الخطر المتصاعد بسبب الزيادة المتواصلة لعدد حالات كورونا خلال الأيام الماضية، التناول العلمي الواقعي لمشكلة صحية لا يتناسب مع المجاز والكناية والاستعارة وبقية المحسنات اللفظية والمفردات غير المباشرة. نحن إزاء مشكلة تتضخم بشكل مقلق وربما تضعنا في مأزق جديد إذا لم تتم محاصرتها بشكل جاد وفعال، دون الاعتماد على الوعي المجتمعي الذي أثبت الواقع أنه ليس بالمستوى الذي نأمله.


عادت الحالات للارتفاع في كل مناطق المملكة، والملفت أن منطقة الرياض تكاد تختص بما يقارب نصف الحالات لأيام متتالية، وآخر إحصائية قبل كتابة هذا المقال تشير إلى ارتفاع عدد الحالات من 590 إلى 728 خلال يوم واحد. كان هذا متوقعاً بناءً على ما نشاهده من استهتار علني بالتعليمات الوقائية، وتراخٍ في المتابعة وتطبيق العقوبات. لقد استطعنا رصد كثير من المخالفات المرورية حتى أبسطها بتقنية عالية وإقرار عقوبات رادعة عليها، كورونا الآن أخطر وأهم من كل شيء، فلماذا لا نتعامل معها كخطر حقيقي يهدد أمننا الصحي واقتصادنا وكل جوانب حياتنا، ونتعامل مع المتهاونين على هذا الأساس.

جولة واحدة في الأماكن العامة تثبت مدى الانفلات الكبير. قياس درجة الحرارة وتطبيق توكلنا ليس الحل العملي بينما الكمامات تحت الأفواه كتحصيل حاصل والكل يشاهد ذلك والزحام بل التكدس في كل مكان، الناس تتردد في التبليغ عن المخالفات لأسباب كثيرة، وفي النهاية هذه ليست مسؤوليتهم، بل مسؤولية الجهات المعنية بشكل أساسي.

نحن لا نريد أن نعود إلى الحظر وتعطيل الحياة، لكننا لا نريد أن يتفشى الفيروس من جديد نتيجة هذا التهاون والاستهتار. هذه المعادلة هي ما يجب أن تنفذه بشكل عاجل أجهزة الدولة بمختلف تخصصاتها.