في عام 1971، كاد ياسر عرفات أن يطيح بالعائلة المالكة الأردنية، بالفعل كان الأردن مختطفاً والمليشيات الفلسطينية تدير المدن الأردنية كأنها مزرعة لعرفات ورفاقه في رام الله.
استطاع الحسين بن طلال وبدعم من الأسر الملكية في السعودية والمغرب تفادي الانهيار والسقوط الحتمي في الأردن. بالطبع كانت العشائر هي الحاضن الشعبي الأقوى في المعادلة الأردنية، فهي حامية العرش وضامنة استقرار الوطن من خلال مؤسسة جيشها الصلب الذي يمثلها وتمثله.
الأردن الواقع بين نار الفلسطينيين (في الضفتين) وجمر الإسرائيليين وسيوف العراقيين وخناجر السوريين، استطاع أن يمشي على الحبال دون أن يسقط، كانت مهارة خاصة بالملك حسين، عرف كيف يستفيد منها لصالح بلاده، حتى عندما أخفق في قراءة مشهد الغزو العراقي للكويت، سرعان ما طيب الجراح وعاد سريعاً لنادي الملكيات في المنطقة.
بلا شك جُرحت قدماه ويداه، وتعرض دائماً لخدوش مؤلمة لكن الأردن لم يسقط سقطة الموت الأخيرة كما يتمناها خصومه في داخل المخيمات وفلول التنظيمات الإخوانية والشيوعية البائدة.
استمر الإخوان التنظيم الأقوى داخل الأردن محرّكاً لكثير من الاضطرابات، ومهدداً للأمن الاجتماعي، الإخوان أرادوا أن يكون الأردن دائماً دولة إخوانية، ومثالاً لقدرتهم على إسقاط حكم ملكي عمره اليوم 100 عام.
الصراع على الأرض في الأردن صراع صامت بين ملكية راسخة بنت أدبيات حكمها على العلاقة مع العشائر والأسر العريقة، وبين جماعة «أبي رغال الإخوانية» التي تتحين الفرص للانقضاض على السلطة وتجريدها من ولائها العشائري والأسري، الأزمة الأردنية الأخيرة أثبتت ذلك، إذ على الفور انطلقت قيادات الإخوان في محاولة للالتفاف على الحدث المفاجئ ومحاولة اختطافه لصالح أجنداتهم، مع اتهام طرف ثالث ليست له علاقة بالقضية لإشغال الناس بالمتهم البريء، وينفردون هم بالفريسة لإخضاعها وابتزازها والحصول على تنازلات وهي هنا (العرش الأردني).
تزعم الانقضاض ياسر أبو هلالة المشهور أردنياً بـ«أبو رغالة» نسبة إلى الخائن الذي كان العرب في الجاهلية يرجمون قبره بعد كل حج، كونه دليل أبرهة الحبشي وهو في طريقه إلى مكة.
لماذا أبو هلالة وليس قيادات الإخوان الكبار، الجواب: لأن هذا تكتيك إخواني قديم، يتم تقديم المتهورين والانتحاريين وتبقى زعامات الإخوان في الصفوف الخلفية للتفاوض وتحقيق المكاسب.
تداعيات الأردن أكدت أن أزمة تنظيم الإخوان في كل البلاد هي أزمة أخلاقية بالأساس لا وطنية لديهم، ولا أخلاق، فالانكشاف في الأردن رافقه ظهير إعلامي يمهّد الطريق لهم، قادته قواعد الإخوان في قنوات العربي الجديد، والجزيرة، وكتّاب المحتوى العربي في الصحف الإسرائيلية والغربية، وهم في الأغلب فلسطينيون ولبنانيون متعاطفون أو يعملون لصالح الإخوان.
«أبو رغالة الأردن» حاول من خلال حشد الشباب والشعبويين ودفع الرأي العام الأردني في وسائل التواصل الاجتماعي وخاصة الفيس بوك وتويتر للانشقاق وفتح قابس غضب الشارع، الذي لو حصل لكان جرحاً لا يرجى برؤه، في بلد يئن من آثار الحرب العراقية الإيرانية، والحرب الأمريكية على العراق، وفتنة الإخوان المسلمين في سوريا، وتدفق مليون لاجئ سوري، مع اقتصاد ضعيف أرهقته جداً جائحة كورونا.
أخيراً.. سيتعافى الأردن وسيخرج من أزمته لأن الأردنيين الذين جربوا ويلات أيلول الأسود غير مستعدين أن يجلبوا لأنفسهم «أبريل أسود» آخر، لقد أثبتت الأزمة أن الأردنيين مؤمنون بمؤسسة الحكم الملكي - حتى لو كان لديها بعض وجهات النظر- كونها الخيار الوحيد لإبقاء الأردن آمناً مطمئناً مع احتمال انهيار الجدار بين الضفتين واختطاف الفلسطينيين للحكم كما حاولوا خلال أيلول الأسود المشؤوم.
استطاع الحسين بن طلال وبدعم من الأسر الملكية في السعودية والمغرب تفادي الانهيار والسقوط الحتمي في الأردن. بالطبع كانت العشائر هي الحاضن الشعبي الأقوى في المعادلة الأردنية، فهي حامية العرش وضامنة استقرار الوطن من خلال مؤسسة جيشها الصلب الذي يمثلها وتمثله.
الأردن الواقع بين نار الفلسطينيين (في الضفتين) وجمر الإسرائيليين وسيوف العراقيين وخناجر السوريين، استطاع أن يمشي على الحبال دون أن يسقط، كانت مهارة خاصة بالملك حسين، عرف كيف يستفيد منها لصالح بلاده، حتى عندما أخفق في قراءة مشهد الغزو العراقي للكويت، سرعان ما طيب الجراح وعاد سريعاً لنادي الملكيات في المنطقة.
بلا شك جُرحت قدماه ويداه، وتعرض دائماً لخدوش مؤلمة لكن الأردن لم يسقط سقطة الموت الأخيرة كما يتمناها خصومه في داخل المخيمات وفلول التنظيمات الإخوانية والشيوعية البائدة.
استمر الإخوان التنظيم الأقوى داخل الأردن محرّكاً لكثير من الاضطرابات، ومهدداً للأمن الاجتماعي، الإخوان أرادوا أن يكون الأردن دائماً دولة إخوانية، ومثالاً لقدرتهم على إسقاط حكم ملكي عمره اليوم 100 عام.
الصراع على الأرض في الأردن صراع صامت بين ملكية راسخة بنت أدبيات حكمها على العلاقة مع العشائر والأسر العريقة، وبين جماعة «أبي رغال الإخوانية» التي تتحين الفرص للانقضاض على السلطة وتجريدها من ولائها العشائري والأسري، الأزمة الأردنية الأخيرة أثبتت ذلك، إذ على الفور انطلقت قيادات الإخوان في محاولة للالتفاف على الحدث المفاجئ ومحاولة اختطافه لصالح أجنداتهم، مع اتهام طرف ثالث ليست له علاقة بالقضية لإشغال الناس بالمتهم البريء، وينفردون هم بالفريسة لإخضاعها وابتزازها والحصول على تنازلات وهي هنا (العرش الأردني).
تزعم الانقضاض ياسر أبو هلالة المشهور أردنياً بـ«أبو رغالة» نسبة إلى الخائن الذي كان العرب في الجاهلية يرجمون قبره بعد كل حج، كونه دليل أبرهة الحبشي وهو في طريقه إلى مكة.
لماذا أبو هلالة وليس قيادات الإخوان الكبار، الجواب: لأن هذا تكتيك إخواني قديم، يتم تقديم المتهورين والانتحاريين وتبقى زعامات الإخوان في الصفوف الخلفية للتفاوض وتحقيق المكاسب.
تداعيات الأردن أكدت أن أزمة تنظيم الإخوان في كل البلاد هي أزمة أخلاقية بالأساس لا وطنية لديهم، ولا أخلاق، فالانكشاف في الأردن رافقه ظهير إعلامي يمهّد الطريق لهم، قادته قواعد الإخوان في قنوات العربي الجديد، والجزيرة، وكتّاب المحتوى العربي في الصحف الإسرائيلية والغربية، وهم في الأغلب فلسطينيون ولبنانيون متعاطفون أو يعملون لصالح الإخوان.
«أبو رغالة الأردن» حاول من خلال حشد الشباب والشعبويين ودفع الرأي العام الأردني في وسائل التواصل الاجتماعي وخاصة الفيس بوك وتويتر للانشقاق وفتح قابس غضب الشارع، الذي لو حصل لكان جرحاً لا يرجى برؤه، في بلد يئن من آثار الحرب العراقية الإيرانية، والحرب الأمريكية على العراق، وفتنة الإخوان المسلمين في سوريا، وتدفق مليون لاجئ سوري، مع اقتصاد ضعيف أرهقته جداً جائحة كورونا.
أخيراً.. سيتعافى الأردن وسيخرج من أزمته لأن الأردنيين الذين جربوا ويلات أيلول الأسود غير مستعدين أن يجلبوا لأنفسهم «أبريل أسود» آخر، لقد أثبتت الأزمة أن الأردنيين مؤمنون بمؤسسة الحكم الملكي - حتى لو كان لديها بعض وجهات النظر- كونها الخيار الوحيد لإبقاء الأردن آمناً مطمئناً مع احتمال انهيار الجدار بين الضفتين واختطاف الفلسطينيين للحكم كما حاولوا خلال أيلول الأسود المشؤوم.