-A +A
منى العتيبي
وقّعت قبل أيام معالي رئيسة جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن الدكتورة إيناس العيسى، مذكرة تفاهم مع رئيسة الجامعة السعودية الإلكترونية الدكتورة ليلك الصفدي؛ بهدف تأطير مشاريع ومبادرات التعاون بين الجامعتين وتوظيف إمكانياتهما وخبراتهما بما يحقق مصالح مشتركة في مجال التعليم والتطوير المهني والتقني، وتوفير بيئة تدريبية تشجع الإبداع وتدعم التميز.

وهذا الأمر بالنسبة لي لم يكن عادياً؛ حيث توقفت عنده في كون امرأتين تمثلان قيادة، تخططان سويّاً وترسمان خارطة إنجاز جديد، وبهذا الأمر تثبتان صورة مغايرة عن الصورة الذهنية الشائعة والراسخة نحو النساء في عدم الالتقاء عملياً وبأنهن معقدات مهنياً؛ بمعنى عدم قدرتهن على اتخاذ القرار!


وبالنسبة لي أواجه كل يوم تقريباً نساءً يرددن بأنهن لا يتعاملن مع النساء في العمل، وإنما الأقسام الرجالية بحجة واهية، وهي أن النساء يعقدن الموضوع بكثرة الإجراءات وعدم اتخاذهن القرار! وهذا الأمر غير صحيح، فأنا أتعامل يومياً مع النساء ولم أجد ما يُردد! والمسألة من رأيي في تداول هذه الشائعات جاءت من ناحيتين؛ الناحية الأولى الصورة الذهنية التي جرى تكريسها عبر السياق الثقافي التاريخي للمجتمعات للتقليل من السيادة القيادية للمرأة في المجتمعات، والناحية الثانية أراها تعود إلى الأمور العاطفية التي شكلتها النساء فيما بينهن بمجالات العمل كالغيرة والشعور بالنقص وعدم الثقة والمشاعر التي تحدث مع التنافسية المهنية والحرص على البقاء في المكان، وهذا بالتالي نتيجة اختيار الأشخاص الخطأ بالمكان الخطأ كالنساء اللاتي تنقصهن القدرة على اتخاذ القرار وغير المؤهلات علمياً ومهنياً من أجل هذا تنمو حولهن هذه المعارك التي ينشأ عنها التصور في التعقيد وعدم المرونة بالعمل وغيره.

أعود إلى نموذج معالي الدكتورة إيناس العيسى والدكتورة ليلك الصفدي هذا التعاون المثمر والمزهر على طاولة واحدة والذي يكسر أفق التوقعات ويمحو الصورة الذهنية عن القيادة النسائية وتعقيداتها ويعطينا تصوراً بأن المرأة ليست كذلك وأن الرجل ليس وحده المتفرد بصورة المرونة وقيادة اتخاذ القرار، إنما المرأة شريكة هذه الصورة وكل الحديث الذي يقال عنها مجرد أمور عارضة لا صحة لها ولا قاعدة.

أخيراً.. يجب على النساء جميعاً تصحيح هذه الصورة المتكرسة ذهنياً بالمجتمع عنهن وتقديم نماذج مهنية ريادية في فنون القيادة.