-A +A
خالد السليمان
قبل بضع سنوات نشرت وسائل الإعلام صورة لضبع يتجول ليلا في أحد شوارع الرياض ثم صورة لفهد طليق في أحد الأحياء السكنية، ثم انتشر مقطع لأسد يمشي على أحد الأرصفة، وفي كل مرة كنت أقول لنفسي ماذا لو أن شخصا يمشي على قدميه آمنا مطمئنا واجه هذه الحيوانات المفترسة، أي صدمة ستصيبه خاصة وأنه لا يسير في أدغال أفريقيا بل في شوارع مدينة عصرية ؟!

يومها حذرت مع من حذروا من التساهل مع موضة تربية الحيوانات المفترسة، وناديت بحماية الأبرياء الآمنين من الوقوع بين براثن هذه الحيوانات المفترسة الهائمة، وتساءلت عن كيفية حصول أصحابها عليها ما دام دخولها للبلاد ممنوعا إلا للجهات المرخصة !


اليوم ومع ظهور وسائل التواصل الاجتماعي انتشرت مقاطع حسابات تخصص أصحابها في اقتناء وتربية هذه الحيوانات المفترسة لم يعد السؤال كيف حصلوا عليها بل كيف يسمح لهم باقتنائها والتباهي بذلك وعدم اتخاذ أي إجراءات ضدهم رغم انكشاف هوياتهم، بل إن بعضهم أصبح ضيفا على البرامج التلفزيونية، وبات من نجوم السوشال ميديا، وكأن الجهات المختصة تنتظر أن يقع حادث افتراس أو اعتداء حتى تذكر المجتمع بأن الأنظمة تمنع اقتناء وتربية الحيوانات المفترسة !

في الحقيقة المجتمع لا ينتظر تذكيره بالنظام الذي يمنع تربية واقتناء هذه الحيوانات المفترسة كما فعل بيان المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية بعد حادثة مقتل شاب سعودي بين أنياب أسد قام بتربيته، بل ينتظر التحرك الفاعل لحماية الناس ومعاقبة المخالفين ومصادرة أي حيوان مفترس تتم تربيته خارج الأماكن المرخصة له والخاضعة لمراقبة متطلبات ومعايير السلامة، وما الحادثة الأخيرة سوى تذكير بتقصير الجهات المختصة في التصدي لهذه الظاهرة !