-A +A
مي خالد
بسبب الجائحة، عاش الطلاب حول العالم عاماً دراسياً سيئاً، توقف التعليم هذا العام في كثير من الدول وأغلقت أبواب المدارس الحكومية وأفلس عدد من المدارس الأهلية، وأصبح التعليم عن بُعد وعبر الأجهزة الإلكترونية اللوحية التي دأب التربويون بنصح الآباء أن يجنبوا أطفالهم الجلوس أمامها لساعات طويلة.

ولكن بالرغم من ذلك كان التحصيل العلمي وما هو مرصود من نتائج وعلامات يشير لارتفاع في نسب التفوق والنجاح، ليس لدينا فقط بل وفي عدد كبير من دول الجوار.


خلال أيام سينتهي هذا العام بحلوه ومره، وسيجتمع المسؤولون عن التعليم حول طاولة اجتماع وزير التعليم لكي يضعوا الحلول لأكبر معضلة ستواجههم العام القادم في حال انتهاء الجائحة إن شاء الله وعودة الطلاب لمقاعدهم الدراسية، مقاعدهم التي لم تعد تكفيهم بسبب نزوح عدد كبير من طلاب التعليم الأهلي وتسجيلهم في المدارس الحكومية.

فبسبب أن التعليم أصبح عن بُعد، فضّل الكثير من أولياء الأمور نقل أبنائهم إلى التعليم المجاني الحكومي وتوفير المصاريف والرسوم، وهذا تفكير اقتصادي منطقي لا يعيبه أحد، لكنه تسبب في خسائر فادحة للتعليم الأهلي، الذي هو أحد أذرع التعليم التابع للحكومة، ويقوم بواجبات ومهمات يشكر عليها ويخفف من الضغط على المدارس الحكومية.

نزوح الطلاب للمدارس الحكومية معضلة كبيرة وليس من السهل حلها، إلى جانب تأخر حركة النقل والتوظيف السنوية.

وعدد آخر نجهله من الملفات والقضايا التي ندعو أن يتم تجاوزها بسلاسة ودون خسائر أو تضحيات كبرى.

فالتعليم هو مستقبل الدول وبه يقاس تقدم الأمم، ومخرجات التربية هي مدخلات التعليم، وعبر هذه العلاقة التكاملية يتم إنتاج العلوم والفنون والآداب.

وحين يرتفع مستوى التعليم في المدارس يرتفع في المعاهد والجامعات، وحين ينخفض مستوى التعليم في الجامعات والمعاهد ينخفض في المدارس. لذا نحن بانتظار تجاوز العام الدراسي القادم أيضاً كي نقرر إن كان عاماً جيداً كما نرجو.