كتب الأستاذ مشعل السديري أنه في زمن الصحوة (غير المباركة) كان يغلب على ملامح (قادتها) -رغم أن كلمة قائد كبيرة عليهم لا تتناسب ودورهم السلبي المقيت في ذبح المجتمع من الوريد إلى الوريد- التجهم وقلة الابتسام ناهيكم عن عدم (فلة الحجاج)، وقد تعايش المجتمع مرغماً مع هذا الأسلوب المستفز مضيفاً أنه بعد أن انكشفت (الغمة) إذا بمن بقي من هؤلاء (القادة) يسلخون بقدرة قادر جلودهم القديمة، على مبدأ (إذا لم يجارك زمانك جاره)، ويفتحونها بحري، وبدلاً من محاضراتهم وخطبهم التي كانت تهز المنابر وترعب (سكون الرمادة) وتبكي المواليد في أرحام أمهاتهم إذا بهم يتحولون إلى أبناء نكتة. وأورد قصة ذلك (الصحوي) الذي جلس وسط محاضرة جلها من النساء في المغرب وهو يرسل نكاته ضاحكاً يقول إن المرأة لها الحق في الكذب على زوجها ونفاقه، وإن الرجل مغفل يغره المديح والثناء. سبقه صحوي آخر كان يحرم الجلوس مع المرأة ويعتبرها من الكبائر وأنها مفتاح للشر ومطية للشيطان، متوعداً ومهدداً بجهنم وبئس المصير لكل مخالط آثم. محرماً ظهورها في أي محفل عام، وفضحته وسائل الإعلام وهو في دولة خليجية يضاحك النساء وهن يحطن به إحاطة السوار بالمعصم دون حياء، مبرراً فعلته هذه بأنها (اختلاط عارض) وقس على هؤلاء كثيرين ممن كانوا يحرمون على المجتمع كل شيء وهم يفعلونه دون أن يطرف لهم جفن خاصة تسلطهم على المرأة وتنكيد حياتها وسوقهن بعصبية مطلقة، لعالمهم، حتى كان يومهم الموعود وأتى من أزال عن المجتمع ما ران على قلبه من قبل هذه الفئة الباغية، وداس عليهم بقدم من حديد متعهداً بالتخلص من أفكارهم البالية والمتشددة وأن يعود بهذا الوطن إلى الإسلام الوسطي الصحيح المنفتح على العالم وعلى جميع الأديان لنعيش حياة طبيعية تترجم سماحة هذا الدين وعظمته. (وقد كان والحمد لله)، وأصبحنا نعيش حياة بشرية طبيعية بعيداً عن تسلط الصحوة وتشددها وممارسات القائمين عليها حيال المرأة وقهرها، معتمدين على موروثات وتقاليد بالية وتأويلات دينية لا تخلو من غلو وتطرف لا تمت إلى دين الخاتم بصلة وإنما استمدت من متشدد يدعى أبو الأعلى المودودي المرجع الفكري لجماعات التكفير والإرهاب والتشدد، وقد اختار المتشددون والصحويون كما هو حال الإخوانجية أفكاره المتخلفة وتنادوا بها من على منابرهم فهو يدعي أن ميدان عمل المرأة تربية الأولاد ولزوم البيت، ولباسها هو النقاب ولا تكشف وجهها ولا كفيها. وهي في البيت ليست لها حرية الإرادة والاختيار مثل ما للرجل، وليس لها أي منصب في الدولة، فلقد أوصد القرآن هذا الباب أمام النساء حسب ادعائه.
من جملة أقواله الباطلة هذه وغيرها توسعت الصحوة وأحكمت قبضتها على رقاب النساء وسوقهن بتبعية مطلقة إلى عالمهم مركزين خطابهم الدعوي على جسد المرأة بوصفه محرك الغرائز ومثير الشهوات وباعث الفتن فكانت عندهم وحدهم كلها عورة من قمة رأسها إلى أخمص قدميها، بما فيها الوجه والكفان، فالوجه يجب غطاؤه بالنقاب، وشعرها بالخمار، وجسمها بالعباءة السوداء وكفوفها بالقفازات، مع إخفاء عيونها لأنها أصل الفتنة وأساس البلاء، وتكتم صوتها أمام الرجال لأنه مطية الشيطان، حتى رائحتها عورة وعطرها زنى ومصافحتها مسمار من جهنم، وأنه يجب على الرجال إنزال المرأة حيث أنزلهن الله في الدرك الأسفل من النار فهي كلها فتنة وفساد.
دفع المجتمع ثمن هذا غالياً، إذ تعطل به قطار التقدم وسيطر عليه الخوف وانعدمت فيه الثقة وعاش بنصف معطل وعقل ناقص ورؤية قاصرة. وأخالف الأستاذ السديري في قوله إن الصحوة سلخت جلدها القديم. في الحقيقة هي لم تسلخه وإنما كالحرباء غيرت من لونها فقط لتتماهى مع الوسط الذي تعيش فيه بحيث يصعب تمييزها، ساعية إلى التخفي والتمويه، تحاول أن تطل برأسها اليوم عبر سيل من المقاطع والرسائل المضمرة التي تحمل نفس الرسائل القديمة والأساليب البالية بأسلوب جديد خبيث يقول أحدها لو قدم لك شخص طبقا من الحلوى بعضها مكشوف والآخر مغطى، أكيد سوف تختار الحلوى المغطاة، وكذلك المرأة المحجبة هي الأفضل أما المرأة الكاشفة فلا يرغب فيها أحد. ومقطع آخر يصور كأسا به ماء بداخله برتقالة مقشرة والأخرى بقشرها، وكتب بجوار الصورة «تعلو وتطفو بقشرتها، وتغرق وتسقط إذا تعرت، كذلك هي المرأة تسمو وتعلو إذا تحجبت وتغرق وتسقط إذا تبرجت». وبعنوان «تمكنت حتى تمردت» تقول الكاتبة هالة الأنصاري فوجئت حقيقة بالاستماع لتسجيل يتداول بحماسة عبر وسائل التواصل لإحدى خبيرات الشأن الاجتماعي وهي تتحدث أمام جمهور غفير عن مشاريع تمكين المرأة مطالبة أن تتوقف فوراً هذه المشاريع للمرأة لتعود الحياة لنصابها الصحيح، برجوع المرأة لبيتها لتتحمل مسؤوليتها في إحلال وضبط الأمن الأسري الاجتماعي، مبررة أن تلك المشاريع تعمل على هدم الكيان الأسري وتجعلها عرضة لمخاطر خروج المرأة من المنزل على حساب استقرار الأسرة. وآخرون يزعمون كذباً أن من رحم الترفيه خرجت كورونا ويربطون ظواهر الكون المختلفة بأنها غضب من الله. التاريخ علمنا أنهم كاذبون ولا يلدغ المؤمن من جحر مرتين.
من جملة أقواله الباطلة هذه وغيرها توسعت الصحوة وأحكمت قبضتها على رقاب النساء وسوقهن بتبعية مطلقة إلى عالمهم مركزين خطابهم الدعوي على جسد المرأة بوصفه محرك الغرائز ومثير الشهوات وباعث الفتن فكانت عندهم وحدهم كلها عورة من قمة رأسها إلى أخمص قدميها، بما فيها الوجه والكفان، فالوجه يجب غطاؤه بالنقاب، وشعرها بالخمار، وجسمها بالعباءة السوداء وكفوفها بالقفازات، مع إخفاء عيونها لأنها أصل الفتنة وأساس البلاء، وتكتم صوتها أمام الرجال لأنه مطية الشيطان، حتى رائحتها عورة وعطرها زنى ومصافحتها مسمار من جهنم، وأنه يجب على الرجال إنزال المرأة حيث أنزلهن الله في الدرك الأسفل من النار فهي كلها فتنة وفساد.
دفع المجتمع ثمن هذا غالياً، إذ تعطل به قطار التقدم وسيطر عليه الخوف وانعدمت فيه الثقة وعاش بنصف معطل وعقل ناقص ورؤية قاصرة. وأخالف الأستاذ السديري في قوله إن الصحوة سلخت جلدها القديم. في الحقيقة هي لم تسلخه وإنما كالحرباء غيرت من لونها فقط لتتماهى مع الوسط الذي تعيش فيه بحيث يصعب تمييزها، ساعية إلى التخفي والتمويه، تحاول أن تطل برأسها اليوم عبر سيل من المقاطع والرسائل المضمرة التي تحمل نفس الرسائل القديمة والأساليب البالية بأسلوب جديد خبيث يقول أحدها لو قدم لك شخص طبقا من الحلوى بعضها مكشوف والآخر مغطى، أكيد سوف تختار الحلوى المغطاة، وكذلك المرأة المحجبة هي الأفضل أما المرأة الكاشفة فلا يرغب فيها أحد. ومقطع آخر يصور كأسا به ماء بداخله برتقالة مقشرة والأخرى بقشرها، وكتب بجوار الصورة «تعلو وتطفو بقشرتها، وتغرق وتسقط إذا تعرت، كذلك هي المرأة تسمو وتعلو إذا تحجبت وتغرق وتسقط إذا تبرجت». وبعنوان «تمكنت حتى تمردت» تقول الكاتبة هالة الأنصاري فوجئت حقيقة بالاستماع لتسجيل يتداول بحماسة عبر وسائل التواصل لإحدى خبيرات الشأن الاجتماعي وهي تتحدث أمام جمهور غفير عن مشاريع تمكين المرأة مطالبة أن تتوقف فوراً هذه المشاريع للمرأة لتعود الحياة لنصابها الصحيح، برجوع المرأة لبيتها لتتحمل مسؤوليتها في إحلال وضبط الأمن الأسري الاجتماعي، مبررة أن تلك المشاريع تعمل على هدم الكيان الأسري وتجعلها عرضة لمخاطر خروج المرأة من المنزل على حساب استقرار الأسرة. وآخرون يزعمون كذباً أن من رحم الترفيه خرجت كورونا ويربطون ظواهر الكون المختلفة بأنها غضب من الله. التاريخ علمنا أنهم كاذبون ولا يلدغ المؤمن من جحر مرتين.