حل ولي العهد ضيفاً في بيوتنا من خلال شاشاتنا في لقاء متلفز ليس الأول من نوعه، ولكنه الأشمل لرؤية مستقبلية قطفنا ثمارها وتذوقنا نكهة التغيير فيها مبكراً، ولأن حديث الأمير محمد بن سلمان كان شاملاً لكل أوجه الرؤية ونهج الدولة فإنني سأتناول هنا الجانب الفكري، فلا شرح ولا تشريح بعد حديث سموه الوافي والشفاف.
في هذه الدولة الطموحة التي تقفز بوثبات متسارعة ولغايات مستقبلية نبيلة واعدة، استشعر سمو ولي العهد مبكراً أنه لا تغيير ولا رؤية ستحقق دون تأسيس فكر معتدل ونهج ديني صحيح، فكانت أولى مستهدفات الرؤية هي تحقيق الاعتدال الفكري في المجتمع وبناء قاعدة راسخة بتحكيم القرآن والسنة والتخلص من أي تطبيق أيديولوجي لفكر لا يتكئ على القطعية والرسوخ والمصادر الثابتة.
يقول سمو ولي العهد: «لا نتبع مدرسة أو عالماً معيناً»، وأردف: «لو خرج الشيخ محمد بن عبدالوهاب من قبره ووجدنا نؤلهه ونطبق نصوصه دون اجتهاد لرفض الأمر»، فلا تأليه ولا تقديس لبشر مهما بلغت أهميته، فالفيصل هو كتاب الله وسنة نبيه، وباب الاجتهاد مفتوح للأبد حسب متغيرات الظرف والمرحلة الزمنية، ودون الاجتهاد فالفقه معرض للجمود ليبقى فقه لا يراوح مكانه قائماً على موروثات كانت سارية ثم فانية، وقد ذكر سمو الأمير مثالاً على إنكار كروية الأرض التي لطالما كانت محل جدل حتى أصبح الاعتراف بها من المسلمات التي طويت وتجاوزناها بحكم الحقائق العلمية الدامغة والحاسمة للجدليات الخاطئة ليغلب العلم والواقع كل الأفكار التي بنيت على أخطاء فكرية بنيت على مسلمات غير صحيحة، والمهم هنا أين تلك الأفكار وأين نحن الآن؟
اجتهدت المملكة في سنوات قليلة في سباق مع الزمن للتغير والانطلاق برؤية منفتحة على العالم ونهج يتواءم ومتغيرات الحياة، واجتثاث الجمود الذي خلفته أفكار التطرف مستمدة هذا النهج من تعاليم الدين الراسخة وقواعد الشريعة الثابتة والامتثال لأوامر الله ورسوله، أما المدارس الفقهية -كما أشار ولي العهد- فهي بشرية متغيرة حسب ظرفها التاريخي وضمن سياقاتها الزمنية المختلفة، هذا فضلاً عن التباين بين الأحاديث الثابتة المتواترة، وبين غيرها من درجات السند للأحاديث النبوية والأخذ بما هو صحيح وقوي السند.
المملكة العربية السعودية بلد الحرمين الشريفين ومهبط الوحي ومأرز الدين ومحضن التنزيل الكريم، والمساومة على هذا الأمر هو مجرد هباء لا يستوقفنا ولا يؤثر في مسيرتنا إلى المستقبل كوننا نعي أحكام الدين ونستلهمها من مصادرها الصحيحة، ونعي جيداً أن (الإسلام اعتدال) وأن المملكة ماضية في مسيرة مباركة تجمع بين دستور راسخ وقيادة صلبة وشعب مستعد للتغيير.
أخيراً..
بدأ سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان رؤيته المعتدلة بجملة «سندمرهم اليوم وفوراً» ويعني رؤوس التطرف وحاملي الفكر الإرهابي والمؤدلج في سياق حمل جملة من الإجراءات والتوجهات حين أكّد بأن التطرف جريمة بحق هذا البلد ولا تأليه لبشر ولا مدرسة فقهية ثابتة، وأن أصحاب الهوية الهشة هم وحدهم من يخشى الانفتاح، فكان حديث سموه رسالة ملهمة تكشف صفحات ناصعة من رؤية عظيمة استلهمها من تجارب الحضارات الإنسانية للدول المتحضرة التي بدأت بتأسيس مستقبلها بفهمها المتحضر للدين، فكونت مجتمعات قوامها الاعتدال والتنوع والتعايش والبناء وعمارة الأرض ونبذ كل ما من شأنه هدم هذه المبادئ.
في هذه الدولة الطموحة التي تقفز بوثبات متسارعة ولغايات مستقبلية نبيلة واعدة، استشعر سمو ولي العهد مبكراً أنه لا تغيير ولا رؤية ستحقق دون تأسيس فكر معتدل ونهج ديني صحيح، فكانت أولى مستهدفات الرؤية هي تحقيق الاعتدال الفكري في المجتمع وبناء قاعدة راسخة بتحكيم القرآن والسنة والتخلص من أي تطبيق أيديولوجي لفكر لا يتكئ على القطعية والرسوخ والمصادر الثابتة.
يقول سمو ولي العهد: «لا نتبع مدرسة أو عالماً معيناً»، وأردف: «لو خرج الشيخ محمد بن عبدالوهاب من قبره ووجدنا نؤلهه ونطبق نصوصه دون اجتهاد لرفض الأمر»، فلا تأليه ولا تقديس لبشر مهما بلغت أهميته، فالفيصل هو كتاب الله وسنة نبيه، وباب الاجتهاد مفتوح للأبد حسب متغيرات الظرف والمرحلة الزمنية، ودون الاجتهاد فالفقه معرض للجمود ليبقى فقه لا يراوح مكانه قائماً على موروثات كانت سارية ثم فانية، وقد ذكر سمو الأمير مثالاً على إنكار كروية الأرض التي لطالما كانت محل جدل حتى أصبح الاعتراف بها من المسلمات التي طويت وتجاوزناها بحكم الحقائق العلمية الدامغة والحاسمة للجدليات الخاطئة ليغلب العلم والواقع كل الأفكار التي بنيت على أخطاء فكرية بنيت على مسلمات غير صحيحة، والمهم هنا أين تلك الأفكار وأين نحن الآن؟
اجتهدت المملكة في سنوات قليلة في سباق مع الزمن للتغير والانطلاق برؤية منفتحة على العالم ونهج يتواءم ومتغيرات الحياة، واجتثاث الجمود الذي خلفته أفكار التطرف مستمدة هذا النهج من تعاليم الدين الراسخة وقواعد الشريعة الثابتة والامتثال لأوامر الله ورسوله، أما المدارس الفقهية -كما أشار ولي العهد- فهي بشرية متغيرة حسب ظرفها التاريخي وضمن سياقاتها الزمنية المختلفة، هذا فضلاً عن التباين بين الأحاديث الثابتة المتواترة، وبين غيرها من درجات السند للأحاديث النبوية والأخذ بما هو صحيح وقوي السند.
المملكة العربية السعودية بلد الحرمين الشريفين ومهبط الوحي ومأرز الدين ومحضن التنزيل الكريم، والمساومة على هذا الأمر هو مجرد هباء لا يستوقفنا ولا يؤثر في مسيرتنا إلى المستقبل كوننا نعي أحكام الدين ونستلهمها من مصادرها الصحيحة، ونعي جيداً أن (الإسلام اعتدال) وأن المملكة ماضية في مسيرة مباركة تجمع بين دستور راسخ وقيادة صلبة وشعب مستعد للتغيير.
أخيراً..
بدأ سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان رؤيته المعتدلة بجملة «سندمرهم اليوم وفوراً» ويعني رؤوس التطرف وحاملي الفكر الإرهابي والمؤدلج في سياق حمل جملة من الإجراءات والتوجهات حين أكّد بأن التطرف جريمة بحق هذا البلد ولا تأليه لبشر ولا مدرسة فقهية ثابتة، وأن أصحاب الهوية الهشة هم وحدهم من يخشى الانفتاح، فكان حديث سموه رسالة ملهمة تكشف صفحات ناصعة من رؤية عظيمة استلهمها من تجارب الحضارات الإنسانية للدول المتحضرة التي بدأت بتأسيس مستقبلها بفهمها المتحضر للدين، فكونت مجتمعات قوامها الاعتدال والتنوع والتعايش والبناء وعمارة الأرض ونبذ كل ما من شأنه هدم هذه المبادئ.