-A +A
ريهام زامكه
دعوني أخبركم أنني استيقظت وأنا لستُ نشيطة على الإطلاق، وأعتقد بدون مبالغة أنني أول من استيقظ في المملكة العربية السعودية اليوم، فكل شيء من حولي نائم، الناس، والأماكن، والمشاعر، وحتى المزاج!

قال صديقي الحبيب (عبدالحليم حافظ) ذات ليلة نام فيها وهو مشتاق جداً لحبيبته:


(بحلم بيك أنا بحلم بيك، وبأشواقي مستنيك) ولكنه رحل ولم يقُل لي هل التقى بمحبوبته في يقظته أو حتى في أحلامه بعد هذه التعويذة الموسيقية العاطفية، أم ظل يُغني لها و(على رأسها) فحسب!

ويقول أيضاً مجموعة من أصدقائي الخُبراء؛ عندما ينام الإنسان فهو يمُر خلال نومه بعدة (محطات) أو حالات يطلق عليها (دورات النوم).

وكما تعلمون وقبل أن يقول لي أحدكم «يعني جبتي الديب من ذيله» أن أول النوم هو (النعاس)، وهي المرحلة التي يكون فيها الإنسان معلقاً ما بين الأرض والسماء، ثم يتنقل في مراحل النوم المتعددة حتى يصل إلى مرحلة (التسبيخ) وهو أشد النوم وأعمقه لدرجة قد يُسمع فيها صوت (شخيرك) من على بعد 5 كيلو مترات.

وحتى لا يكون هذا المقال (نائماً) أيضاً، صحصحوا معي، فأنا هُنا لستُ بصدد إعطائكم درساً في كيفية النوم ومراحله وأحلامه، لأني لستُ بعيده عن السِت «أم كلثوم» ومثلما قالت:

«نسيت النوم وأحلامه، نسيت لياليه وأيامه».

ولكني لم أنسَكم؛ ولأنكم تعزون عليّ مثلما أعز عليكم سأخبركم بآخر ما اُستُحدث في مجال النوم بما أننا جميعاً (دايخيّن).

قال أحد العظماء: «غلط يا ناس تصحوني وأنا نايم» وسيراً على خُطاه اسمحوا لي أن أبشركم أنه بإمكانكم الآن النوم في أي مكان!

فإذا تمكن منكم الإجهاد وغلبكم النعاس فما عليكم سوى أن تشتروا (وسادة النعامة)، وهي وسادة محشوة وتشبه في تصميمها ثمرة الشمام، ومصممة بحيث (تأخذك بالأحضان) داخل إطار ناعم وطري يتناسب مع أي وضع لنومك سواءً كنت في المكتب أو في السيارة أو حتى في الشارع.

والبشرى الأجمل إذا اشتريتم تلك (الوسادة الخيالية) فالشركة سوف تُعطيكم معها (منبه) كهدية، ولكن هذا المُنبه مختلف تماماً، فهو يتناسب مع طبيعة الوسادة بحكم أنك سوف تنام في أي مكان من شدة التعب.

ووظيفته أنه سيصفعك (مَخمّس) على وجهك في تمام الوقت الذي تُحدده حتى تستيقظ.

وحتى أسعدكم أكثر بات بإمكانكم التحكم في أحلامكم، فقد تمكن (صديقي ماركس) من ابتكار آلة تتيح للأشخاص التحكم في أحلامهم أثناء النوم، بالضبط كما لو كنتم سوف تدخلون إلى قاعة سينما وتختارون بأنفسكم الفيلم الذي تودون مشاهدته.

ولأن النعاس قد بدأ يغلبني؛ والقلم أصبح مرفوعاً عني، ونوم (الكاتب) عبادة، اسمحوا لي أن أودعكم (بشياكة) قبل أن أجيب العيد قبل آوانه.

كأني أسمع صوتا من بعيد يقول لي: ما هذا المقال النائم يا (مُسقفة)؟ وأين الفائدة في هذا الموضوع؟!

لذا اسمعني جيداً يا عزيزي قبل أن (تُدرعم) عليّ؛ بلا (سقافة) بلا بطيخ!

هذا عامودي بارك الله فيك، أنام فيه، أصحى فيه، أوزع فوائد، أوزع تمر، أوزع (مرقوق)، بكيفي والله.