إن أكثر شيء حصلت عليه حماس في حربها الأخيرة كان لقطات حية بثتها على نطاق واسع قنوات عربية وعالمية لرشقات صواريخها الحديدية التي سقط الكثير منها تحت طائلة القبة الحديدية الإسرائيلية.
بالتأكيد كانت اللقطات مغرية جدا للشعبويين في العالم العربي، إضافة لفلول اليسار والمتخفين خلف القضية الأشهر وكذلك من يعادون أنظمتهم العربية ولا يصرحون بها، معتقدين أن مناصرة حماس وقراراتها هي مماحكات ينتشون منها، لقد صفقوا بحرارة واندفعوا يكتبون عبارات التأييد على أجهزتهم الذكية متهمين من لا يستلب مثلهم وجدانيا بأنه خان القضية.
تلك الرشقات والمغامرة غير المحسوبة حمساويا جلبت قصفا عنيفا بطائرات ومدفعية إسرائيل أنهكت البنية التحتية التي طورتها حماس منذ 2007م بعد انقلابها واستيلائها على حكم غزة.
من الصادم أيضا أن بعض الناشطين العرب التقطوا فيديوهات لفلسطينيين في مدن غزة والضفة يعيشون حياة صاخبة غير مبالين بما يحصل في غزة، يا لها من مفارقة صادمة لم ترق للكثير، فقد كان العالم العربي يتحمل عبئاً نفسياً كبيراً، لدرجة أن يلغي احتفالاته تعاطفاً مع الفلسطينيين، لكن التقنية الحديثة وانتشار التصوير فضح المخفي في الداخل الفلسطيني الذين يتعاطون مع قضيتهم بمستويات مختلفة، ويبدو أن الكثير غير راضين ولا منخرطين أو مؤمنين بقضية حماس، ولا عن اختطافها لقرار الحرب والسلم، ولا عسكرتها لملف «الشيخ جراح» المعقد بعد عشرة أيام من المواجهات السلمية في القدس.
لقد انقلب المشهد الدولي تماما، فمن تعاطف مع الفلسطينيين المقدسيين في قضيتهم مع بلدية القدس، إلى انتقادات حادة ضد حماس التي تصورت أنها وصلت لمعادلة الردع مع الجيش الإسرائيلي، أو هكذا تم جرها لمواجهة أخطأت في تقدير قدراتها العسكرية، حماس تذكرني بطالبان 2003 عندما خرج وزير دفاع الحركة المتطرفة مهدداً أمريكا وهو يحمل كلاشينكوف، لترد واشنطن بطائرات B52، ولينتهي المشهد بهزيمتها واستئصال بن لادن حليف الملا عمر.
اليوم تبدو حماس وقد غرقت في وحل الغرور التنظيمي، وجهل مركب بالعمل السياسي مع العالم، والموقف الذي سربه خالد مشعل وإسماعيل هنية من قبله عن أنه حان الوقت لاستيلاء حماس على القرار الفلسطيني، يؤكد ذلك الانزلاق نحو انقلاب كامل الأركان، استخدم قضية عادلة «الشيح جراح» للوصول إلى السلطة، وكأن حماس تعتقد أن «العالم» اليوم يشابه «غزة» عندما انقلبت على فتح.
في خفايا الحرب التي أربكت المشهد في الشرق الأوسط يبدو أنها كانت «حرب ضرورة» لكثير من الأطراف، بل إن اقتحام حي «الشيخ جراح» كأنه أمر رتب بليل بين بعض اللاعبين في كواليس السياسة، ساعد في ذلك دراسة وفهم النفسية الحمساوية المتعطشة لإثبات قدراتها العسكرية التي سهلت الحرب للأطراف كلها، فإيران كانت تتوقع الاستفادة من التصعيد، الأمر الذي سيمنحها ورقة ضغط في محادثاتها النووية مع أمريكا والغرب، ونتنياهو تحلل من تحالفه مع كتلة الإخوان المسلمين الفلسطينيين في الداخل الإسرائيلي ملتحقا بأحزاب اليمين المتطرف، حماس بغبائها العسكري والسياسي اندفعت بكل غرور نحو حرب أكبر المتضررين منها المدنيون متوقعة أن تنظيماً سيحقق نصراً عسكرياً ضد واحد من أقوى جيوش العالم.
إن أي متابع شاهد كيف استطاع الفكر العسكري التفوق على «الحماس» الذي جلب حماس لفخ كبير مرة تلو المرة، وكان أبرزها الخدعة العسكرية التي أطلقها الجيش الإسرائيلي بإشاعة اقتحام الأنفاق، ليندفع كوادر حماس إلى داخل الأنفاق كاشفين عن مداخلها وأماكنها، ولتدمرها إسرائيل على رؤوسهم.
لقد أسفرت الحرب عن مقتل «الشيخ جراح» متأثراً من إصابته بصواريخ حماس التي لم تغير في معادلة الردع -كما كانت تتمنى-، وكل ما فعله هنية ورفاقه أنهم أعادوا الشعبية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ومدوا في عمره السياسي لسنوات أخرى، بعدما أطلقوا عددا من رشقات المقذوفات أكبر من المرات السابقة.
بالتأكيد كانت اللقطات مغرية جدا للشعبويين في العالم العربي، إضافة لفلول اليسار والمتخفين خلف القضية الأشهر وكذلك من يعادون أنظمتهم العربية ولا يصرحون بها، معتقدين أن مناصرة حماس وقراراتها هي مماحكات ينتشون منها، لقد صفقوا بحرارة واندفعوا يكتبون عبارات التأييد على أجهزتهم الذكية متهمين من لا يستلب مثلهم وجدانيا بأنه خان القضية.
تلك الرشقات والمغامرة غير المحسوبة حمساويا جلبت قصفا عنيفا بطائرات ومدفعية إسرائيل أنهكت البنية التحتية التي طورتها حماس منذ 2007م بعد انقلابها واستيلائها على حكم غزة.
من الصادم أيضا أن بعض الناشطين العرب التقطوا فيديوهات لفلسطينيين في مدن غزة والضفة يعيشون حياة صاخبة غير مبالين بما يحصل في غزة، يا لها من مفارقة صادمة لم ترق للكثير، فقد كان العالم العربي يتحمل عبئاً نفسياً كبيراً، لدرجة أن يلغي احتفالاته تعاطفاً مع الفلسطينيين، لكن التقنية الحديثة وانتشار التصوير فضح المخفي في الداخل الفلسطيني الذين يتعاطون مع قضيتهم بمستويات مختلفة، ويبدو أن الكثير غير راضين ولا منخرطين أو مؤمنين بقضية حماس، ولا عن اختطافها لقرار الحرب والسلم، ولا عسكرتها لملف «الشيخ جراح» المعقد بعد عشرة أيام من المواجهات السلمية في القدس.
لقد انقلب المشهد الدولي تماما، فمن تعاطف مع الفلسطينيين المقدسيين في قضيتهم مع بلدية القدس، إلى انتقادات حادة ضد حماس التي تصورت أنها وصلت لمعادلة الردع مع الجيش الإسرائيلي، أو هكذا تم جرها لمواجهة أخطأت في تقدير قدراتها العسكرية، حماس تذكرني بطالبان 2003 عندما خرج وزير دفاع الحركة المتطرفة مهدداً أمريكا وهو يحمل كلاشينكوف، لترد واشنطن بطائرات B52، ولينتهي المشهد بهزيمتها واستئصال بن لادن حليف الملا عمر.
اليوم تبدو حماس وقد غرقت في وحل الغرور التنظيمي، وجهل مركب بالعمل السياسي مع العالم، والموقف الذي سربه خالد مشعل وإسماعيل هنية من قبله عن أنه حان الوقت لاستيلاء حماس على القرار الفلسطيني، يؤكد ذلك الانزلاق نحو انقلاب كامل الأركان، استخدم قضية عادلة «الشيح جراح» للوصول إلى السلطة، وكأن حماس تعتقد أن «العالم» اليوم يشابه «غزة» عندما انقلبت على فتح.
في خفايا الحرب التي أربكت المشهد في الشرق الأوسط يبدو أنها كانت «حرب ضرورة» لكثير من الأطراف، بل إن اقتحام حي «الشيخ جراح» كأنه أمر رتب بليل بين بعض اللاعبين في كواليس السياسة، ساعد في ذلك دراسة وفهم النفسية الحمساوية المتعطشة لإثبات قدراتها العسكرية التي سهلت الحرب للأطراف كلها، فإيران كانت تتوقع الاستفادة من التصعيد، الأمر الذي سيمنحها ورقة ضغط في محادثاتها النووية مع أمريكا والغرب، ونتنياهو تحلل من تحالفه مع كتلة الإخوان المسلمين الفلسطينيين في الداخل الإسرائيلي ملتحقا بأحزاب اليمين المتطرف، حماس بغبائها العسكري والسياسي اندفعت بكل غرور نحو حرب أكبر المتضررين منها المدنيون متوقعة أن تنظيماً سيحقق نصراً عسكرياً ضد واحد من أقوى جيوش العالم.
إن أي متابع شاهد كيف استطاع الفكر العسكري التفوق على «الحماس» الذي جلب حماس لفخ كبير مرة تلو المرة، وكان أبرزها الخدعة العسكرية التي أطلقها الجيش الإسرائيلي بإشاعة اقتحام الأنفاق، ليندفع كوادر حماس إلى داخل الأنفاق كاشفين عن مداخلها وأماكنها، ولتدمرها إسرائيل على رؤوسهم.
لقد أسفرت الحرب عن مقتل «الشيخ جراح» متأثراً من إصابته بصواريخ حماس التي لم تغير في معادلة الردع -كما كانت تتمنى-، وكل ما فعله هنية ورفاقه أنهم أعادوا الشعبية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ومدوا في عمره السياسي لسنوات أخرى، بعدما أطلقوا عددا من رشقات المقذوفات أكبر من المرات السابقة.