-A +A
أسامة يماني
إسرائيل دولة احتلال تمارس الفصل العنصري والاستيطان وكافة الممارسات التي تحرمها وتجرمها القوانين الدولية. فما تقوم به إسرائيل من هدم للمنازل وترحيل الفلسطينيين من مناطقهم ووضعهم المذل تحت الاحتلال صورة واضحة لحرمانهم من أبسط الحقوق الإنسانية، وما تشكله من إذلال ومعاملة غير إنسانية التي يعانيها الإنسان الفلسطيني؛ سواء عند المعابر أو في عدم توفر الأساسيات كماء وكهرباء وصحة. ما يحدث في فلسطين أمر لا يرضي أي إنسان سوي.

القضية ليست حماس ولا قيادات الضفة كما يظن البعض. للأسف الشديد ما زال بعض من رجال الدين يريد أن يجعل من القضية الفلسطينية موضوعاً دينياً وإيماناً وكفراً، وهذا جهل وتجهيل للموضوع. كما أنه شحن وإثارة لمشاعر البسطاء. هؤلاء الذين يتلحفون ويلبسون ثياب الوعاظ الدينيين يجب أن يكفوا عن ما أفسدوا به عقول النشء والشباب الأبرياء. فلسطين ليست من الإيمان والكفر وليست جزءا من الدين الذي جاء به رسول الله. وقد دخلت تحت الحكم الإسلامي في عهد أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه.


حل القضية الفلسطينية لا يكون بالعنتريات ولا إثارة المشاعر الدينية ورفع راية الجهاد وغير ذلك من شعارات. لقد فقدت الأمة العربية في الخمسينيات من القرن الماضي وحتى اليوم طريق التنمية عندما رفعت شعار «لا صوت يعلو فوق صوت المعركة». إن جميع الشعارات التي ترفعها إيران وأذنابها من حزب الله والحوثي ومن يدور في فلكهم لا يصب في مصلحة القضية بل يصب في خانة الفساد الذي تعيش عليه بعض القيادات الفلسطينية مثل حماس وكل ذلك باسم الدين.

حل القضية يكون بفضح هذه القيادات الفاسدة التي ترتبط بإسرائيل سواءً بشكل علني أو من وراء ستار مثل حماس التي تتسلم رواتبها من خلال إسرائيل ويعالج قادتها وأسرهم في مستشفياتها ويخرجون من غزة بإذن من إسرائيل وغير ذلك من علاقات ومفاوضات واجتماعات مع أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية.

إن فضح هذه القيادات ومطالبتهم بالالتزام بمعايير الشفافية في الصرف والرقابة عليهم عند تنفيذ المشاريع وغير ذلك من تضييق على الفساد والمفسدين سوف يساهم ذلك في أضعاف دورهم. إن إعادة دور المؤسسات المدنية التي ساهم الاحتلال الإسرائيلي في إضعافها والقضاء عليها في أغلب الأحيان عامل مهم في إضعاف هؤلاء الفسدة.

إن الشعب الفلسطيني شعب تحت الاحتلال له حقوق كثيرة فرطت فيها القيادات الفاسدة التي لا تريد حلا للقضية، وأشغلوا العالم عن الحقوق الفلسطينية بعنتريات ومعارك تأخذنا بعيداً عن القضية العادلة.

الشعب الفلسطيني هو المغيب قبل غيره عن جوهر القضية. فالعرب والدول العربية ليست سبب وأصل البلاء، وإنما سبب البلاء الاتجار بالقضية العادلة من قبل قياداتها وضياع البوصلة الفلسطينية.

القضية الفلسطينية العادلة لا يصح ولا يجوز استغلالها من قادتها. والفساد الفلسطيني الداخلي يحتاج لوقفة ومواجهة صريحة ورفع الأقنعة التي يرتديها، ووقف رفع الشعارات الدينية، وعلى الوعاظ الانشغال بالأخلاق وليس السياسة.