-A +A
حسين شبكشي
رحل عن عالمنا المحامي السعودي الكبير صلاح الحجيلان، الذي انتقل إلى رحمة الله أخيرا بعد حياة ناجحة جدا، شهد فيها العديد من محطات النجاح والإنجازات. ينتمي الراحل الكبير إلى جيل المحامين الأوائل في السعودية، الذي بدأ حياته العملية في ظل وجود آراء شديدة التطرف ترفض الاعتراف بمهنة المحاماة من الأساس، وكان يتم تفادي هذه المواجهات باستخدام مسمى مستشار قانوني بدلا من «محامي». اشتهر الرجل بكفاءته القانونية والذي شمل الجانبين الأكاديمي والعملي بالإضافة إلى شبكة علاقاته الشخصية الاجتماعية الواسعة في داخل البلاد وخارجها. وبات مكتبه «مفرخة» للعديد من أسماء المحامين الذين تدربوا في بدايات خطواتهم العملية فيه. وعرف أيضا مكتبه في فترة من الفترات بتمثيله لأهم وأكبر الشخصيات والشركات في السعودية، مما جعله ممثلا لكبرى دور المحاماة العالمية. على المستوى المهني نال الراحل كل إنجاز من الممكن أن يحقق في مجاله وكرم من أعلى الجهات في بلاده وفي دول أخرى مختلفة.

وعلى الصعيد الاجتماعي كان بهجة المجلس وروح المناسبة التي يتواجد فيها. عرف بروح الدعابة ونوادره الممتعة، وكان له أسلوب آسر وجذاب في السرد الذي كان يلقى الاهتمام والمتابعة من الحضور، تحول مع الوقت إلى بصمة لصلاح الحجيلان الاجتماعية. وكان الراحل واسع الاطلاع، وحريصا على التعلم المستمر وتثقيف نفسه باستمرار، وكانت دوما له وجهة نظره الخاصة به ورأيه الذي لا يسير بالضرورة مع التيار السائد في العديد من المسائل العامة. ومع الوقت تمكن من تكوين سمعته التي حصل عليها ليصبح أشهر محام سعودي. وكنت أحرص على لقائه والتواصل معه بالرغم من مشاغل الحياة، وجمعتني به مؤخرا ومنذ فترة قريبة جدا فرصة لقاء في منزل صديقي العزيز عماد الحجيلان بحضور والده العزيز معالي العم جميل الحجيلان، وتبادلنا الأحاديث والمواضيع المختلفة، وكان الراحل كعادته في اللقاءات معه نكهة المجلس وبهجته بتعليقاته وقصصه وذكرياته وآرائه. رحل صلاح الحجيلان بعد حياة ناجحة حقق فيها ما سيحسب له من إنجازات فارقة ومهمة في المجال المهني، وعلى الصعيد الشخصي والاجتماعي سيفقده محبوه فهو سيترك فراغا كبيرا عندهم فكل من عرفه لن ينسى صوته المميز وحضوره الفريد وشخصيته الآسرة.


وداعاً صلاح الحجيلان. سيفتقدك محبوك. لا نملك إلا الدعاء لك بالرحمة والمغفرة. وأن نسأل الله أن يلهم أهلك من آل الحجيلان الكرام الصبر والسلوان. وإنا لله وإنا إليه راجعون.