ما حصل يوم الجمعة الماضي في المسجد القبلي المسمى بالمسجد الأقصى، غداة إيقاف إطلاق النار بين دولة إسرائيل وتنظيم حماس، يلخص أساس الصراع الدامي الذي استمر عشرة أيام سقط خلالها المئات من قتلى وجرحى، فهل كان الثمن كافيا لمغامرة لم تقدر حماس كثافة عواقبها.
وبالرغم من اختباء الجميع خلف «الشيخ جراح»، لكن القصة فيما تبدو أكبر من ذلك بكثير، محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية هو الأقرب للصراع على الأرض، وكان واعياً بأهداف حماس من إطلاق هذه الحرب المفاجئة للمجتمع العربي والدولي، وتعزيزها بآلاف الضحايا.
كان يعرف عباس أن طريق الآلام الذي بنته حماس من غزة إلى حي الشيخ جراح هدفه النهائي ليس إنقاذ «الشيخ جراح»، ولا كشف جبروت إسرائيل، ولا إقامة تواز الردع، بل كان هدفا سياسيا حركيا بحتا، لاستبدال السلطة الشرعية في رام الله بتنظيم حماس.
فضلا عن كونه استعراضيا ووهم قوة كما فعل صدام حسين ذات يوم، عندما أعلن عن قدرته على محو إسرائيل وأطلق صواريخه باتجاهها لينتهي به المطاف يوقع استسلاما مذلا في خيمة صفوان، فلا «صواريخ التنك» غيرت المعادلة، ولا الضحايا سيقنعون المجتمع الدولي باستبدال محمود عباس بخالد مشعل وإسماعيل هنية، لقد كان مشروع دماء بحت، أسفر عن نتائج سياسية أبعد وأعمق من ذلك بكثير، دفعت الجميع -عربيا ودوليا- للتمسك بعباس وسلطته، رغم الكثير من المآخذ عليها.
هدف حماس تفلتت به السنة قادتها بغشامة أو بحماسة سمها ما شئت، إذ قال هنية ومشعل إنهما ينتظران أن تسفر المواجهات عن تسيد حماس للقرار الفلسطيني واستبدال عباس بهما، إنه نفس منطق الحوثيين عندما انقلبوا على الشرعية اليمنية، معتقدين أن استيلاءهم على صواريخ الحكومة اليمنية ودخولهم العاصمة صنعاء سيدفع المجتمع الدولي للاعتراف بهم بدلا من حكومة هادي.
تسيد القرار الفلسطيني الذي دعا إليه مشعل وهنية يعني إضافة للاستحواذ على القرار السياسي، الاستيلاء على منبر المسجد (الأقصى) بكل رمزيته وتأثيره.
عباس بحكم رئاسته للسلطة الفلسطينية، ووزارة الأوقاف التابعة له، هم من يشرف على الأقصى ولفهمه خطة حماس، توقع سيناريو الانقلاب عليه في الضفة الغربية، وفي المسجد الأقصى، وفعلا حشدت حماس كل قوتها ودفعت بمناصريها داخل المسجد مطالبين الخطيب بالتخلي عن المنبر لصالح خطيبهم، إضافة لهتافات تتهم عباس بالخيانة والجاسوسية، لقد كانت محاولة لسرقة المنبر واختطافه وتعيين إمام حمساوي للأقصى.
الاختطاف أو سرقة المنبر له أهدافه البعيدة غير الفلسطينية، التي تتقاطع مع مشروع أكبر من القدس وغزة وفلسطين كاملة، قالها الزهار -القيادي في حماس- ذات مرة: فلسطين لا تساوي شيئا أمام المشروع الأممي الأكبر. مشروع تعمل من خلاله حماس تحت لواء الإخوان المسلمين لإقامة سلطنة عثمانية جديدة تحت مسمى «الخلافة»، وهي خلافة لا يمكن لها أن تقوم بلا الحرمين الشريفين، الواقعين تحت السيادة السعودية بلا منازع.
إذن لابد من خلق مشروعية دينية جديدة ولو مزورة، يظن أردوغان وهنية ومشعل وخامنئي أنها تحت منبر المسجد الأقصى، بشرط أن يصبح حمساويا ذات يوم.
أردوغان الذي خفف حدة خطابه مع السعودية، لديه حلم قديم لإدارة الأقصى بديل من السلطة والأردن بواسطة حماس، كما فعل بعض الليبيين وكما فعل السوريون في شمال سوريا، ليكون لديه مشروعية ما يسمى «الخلافة» المزعومة، وهو يضع الأقصى كبديل مؤقت له رمزيته الإسلامية للانطلاق إلى مشروعه الأممي الأكبر والسيطرة على العالم الإسلامي، انتهت المعركة وهزمت حماس وبقي الأقصى بيد الفلسطينيين غير الموالين لتركيا، لكن الخطر لا يزال قائماً.
وبالرغم من اختباء الجميع خلف «الشيخ جراح»، لكن القصة فيما تبدو أكبر من ذلك بكثير، محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية هو الأقرب للصراع على الأرض، وكان واعياً بأهداف حماس من إطلاق هذه الحرب المفاجئة للمجتمع العربي والدولي، وتعزيزها بآلاف الضحايا.
كان يعرف عباس أن طريق الآلام الذي بنته حماس من غزة إلى حي الشيخ جراح هدفه النهائي ليس إنقاذ «الشيخ جراح»، ولا كشف جبروت إسرائيل، ولا إقامة تواز الردع، بل كان هدفا سياسيا حركيا بحتا، لاستبدال السلطة الشرعية في رام الله بتنظيم حماس.
فضلا عن كونه استعراضيا ووهم قوة كما فعل صدام حسين ذات يوم، عندما أعلن عن قدرته على محو إسرائيل وأطلق صواريخه باتجاهها لينتهي به المطاف يوقع استسلاما مذلا في خيمة صفوان، فلا «صواريخ التنك» غيرت المعادلة، ولا الضحايا سيقنعون المجتمع الدولي باستبدال محمود عباس بخالد مشعل وإسماعيل هنية، لقد كان مشروع دماء بحت، أسفر عن نتائج سياسية أبعد وأعمق من ذلك بكثير، دفعت الجميع -عربيا ودوليا- للتمسك بعباس وسلطته، رغم الكثير من المآخذ عليها.
هدف حماس تفلتت به السنة قادتها بغشامة أو بحماسة سمها ما شئت، إذ قال هنية ومشعل إنهما ينتظران أن تسفر المواجهات عن تسيد حماس للقرار الفلسطيني واستبدال عباس بهما، إنه نفس منطق الحوثيين عندما انقلبوا على الشرعية اليمنية، معتقدين أن استيلاءهم على صواريخ الحكومة اليمنية ودخولهم العاصمة صنعاء سيدفع المجتمع الدولي للاعتراف بهم بدلا من حكومة هادي.
تسيد القرار الفلسطيني الذي دعا إليه مشعل وهنية يعني إضافة للاستحواذ على القرار السياسي، الاستيلاء على منبر المسجد (الأقصى) بكل رمزيته وتأثيره.
عباس بحكم رئاسته للسلطة الفلسطينية، ووزارة الأوقاف التابعة له، هم من يشرف على الأقصى ولفهمه خطة حماس، توقع سيناريو الانقلاب عليه في الضفة الغربية، وفي المسجد الأقصى، وفعلا حشدت حماس كل قوتها ودفعت بمناصريها داخل المسجد مطالبين الخطيب بالتخلي عن المنبر لصالح خطيبهم، إضافة لهتافات تتهم عباس بالخيانة والجاسوسية، لقد كانت محاولة لسرقة المنبر واختطافه وتعيين إمام حمساوي للأقصى.
الاختطاف أو سرقة المنبر له أهدافه البعيدة غير الفلسطينية، التي تتقاطع مع مشروع أكبر من القدس وغزة وفلسطين كاملة، قالها الزهار -القيادي في حماس- ذات مرة: فلسطين لا تساوي شيئا أمام المشروع الأممي الأكبر. مشروع تعمل من خلاله حماس تحت لواء الإخوان المسلمين لإقامة سلطنة عثمانية جديدة تحت مسمى «الخلافة»، وهي خلافة لا يمكن لها أن تقوم بلا الحرمين الشريفين، الواقعين تحت السيادة السعودية بلا منازع.
إذن لابد من خلق مشروعية دينية جديدة ولو مزورة، يظن أردوغان وهنية ومشعل وخامنئي أنها تحت منبر المسجد الأقصى، بشرط أن يصبح حمساويا ذات يوم.
أردوغان الذي خفف حدة خطابه مع السعودية، لديه حلم قديم لإدارة الأقصى بديل من السلطة والأردن بواسطة حماس، كما فعل بعض الليبيين وكما فعل السوريون في شمال سوريا، ليكون لديه مشروعية ما يسمى «الخلافة» المزعومة، وهو يضع الأقصى كبديل مؤقت له رمزيته الإسلامية للانطلاق إلى مشروعه الأممي الأكبر والسيطرة على العالم الإسلامي، انتهت المعركة وهزمت حماس وبقي الأقصى بيد الفلسطينيين غير الموالين لتركيا، لكن الخطر لا يزال قائماً.