ليست هناك علاقات مهنية يمكنها أن تصمد وتجابه قوة وتأثير العلاقات الاجتماعية التي تلتف خيوطها بين أفراد المجتمعات وحولهم، خاصة منها المجتمعات التقليدية المبنية على البعد العائلي والعشائري والقبائلي والمذهبي والمناطقي.
بل إن أنجح العلاقات المهنية في المجتمعات التقليدية هي تلك التي تتخذ من العلاقات الاجتماعية حاضنة تدور في فلكها وفي مداراتها مهما ابتعدت عنها أو تجاوزت قواعدها. وإن نظرة استعراضية على المِهن والحِرف لأسواقنا في أغلب المدن السعودية الكبيرة والمتوسطة والكبيرة، تكشف عن حجم العلاقة الوطيدة والراسخة بين كل فئة من السكان وأنواع المهن التي تجيدها وتقبل ممارستها واحترافها، بل ستكتشف العلاقة الراسخة بين كل جنسية من جنسيات العمال في سوق العمل السعودي وأنواع محددة من المهن والحرف التي يمتهنونها ويحترفونها ويعملون بها ويبرزون من خلالها. فتجد أن المصريين يحترفون مهناً معينة وأن اليمنيين والسوريين والسودانيين والهنود والباكستانيين وغيرهم يحترفون مهناً أخرى.. وهلم جرا.
شبكات التواصل الاجتماعي على ما يبدو بدأت تكسر القاعدة وتحدث اختراقاً لمتلازمة الخلط بين العلاقات في المجتمعات السعودية. فبعد أن كانت «قروبات» أو مجموعات الـ«واتس أب» و«فيسبوك» و«تويتر» وغيرها، يتم تشكيلها و بناء محتواها بـ«ما هبَ ودب»، ودون مراعاة للبعد المهني والتخصصي أو حتى للاهتمام الواحد، فجأة أصبحنا نلحظ تغيرا ملحوظا منذ فترة في ثقافة القروبات، بحيث أصبحت كل مجموعة أو كل «قروب» من المجموعات التي نشترك بها ذات هوية مهنية أو تخصصية أو اهتمام واحد معين.
بدأت تتحول وتتحور تلك المجموعات الاتصالية الاجتماعية العامة الشاملة إلى مجموعات مهنية أو تخصصية أو ذات اهتمام محدد، مما انعكس على إعادة تشكيل أعضاء المجموعة وعلى محتوى ما ينشر ويتداول في كل مجموعة على حدة.
فهل هذا مؤشر على تحول وتحور جوهري في مجتمعاتنا نحو تأسيس وصناعة ثقافة العلاقات المهنية على نطاق واسع بعيدا وبمعزل عن تأثير وهيمنة العلاقات الاجتماعية؟ وما حجم هذا التحور في طبيعة العلاقات المهنية؟ هل ستكون العلاقات المهنية على حساب علاقاتنا الاجتماعية؟ وهل سيكون هذا التحور صحيا ومفيدا بالمطلق؟ أم أن هذا التحور والتحول أضر بالعلاقات والروابط الاجتماعية؟ هل هذا التحور والتحول في العلاقات جاء تطورا طبيعيا وتلقائيا لولادة طبيعية لما أحدثته ثقافة التواصل الاجتماعي في مختلف المجالات؟
هل المبادرات التي أطلقتها وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية في مجال صناعة المهنة والحرفة يتواءم وينسجم مع ما يجري من تحولات وتحورات في العلاقات الاجتماعية المهنية في مجتمعاتنا السعودية؟ هل مبادرات مثل «أجير» و«كفاءات» و«تمكين» وترخيص المهنيين وامتحان المهنيين وغيرها من المبادرات سبب أم نتيجة لهذا التحول والتحور المهني في المجتمع السعودي؟ رغم حداثة التجربة.
هل تحول وتحور «المجتمع» إلى «السوق»؟ وهل أصبح «المجتمع السعودي» «سوقا سعوديا» بفضل أو بسبب تحول وتحور العلاقات الاجتماعية إلى علاقات مهنية؟
بل إن أنجح العلاقات المهنية في المجتمعات التقليدية هي تلك التي تتخذ من العلاقات الاجتماعية حاضنة تدور في فلكها وفي مداراتها مهما ابتعدت عنها أو تجاوزت قواعدها. وإن نظرة استعراضية على المِهن والحِرف لأسواقنا في أغلب المدن السعودية الكبيرة والمتوسطة والكبيرة، تكشف عن حجم العلاقة الوطيدة والراسخة بين كل فئة من السكان وأنواع المهن التي تجيدها وتقبل ممارستها واحترافها، بل ستكتشف العلاقة الراسخة بين كل جنسية من جنسيات العمال في سوق العمل السعودي وأنواع محددة من المهن والحرف التي يمتهنونها ويحترفونها ويعملون بها ويبرزون من خلالها. فتجد أن المصريين يحترفون مهناً معينة وأن اليمنيين والسوريين والسودانيين والهنود والباكستانيين وغيرهم يحترفون مهناً أخرى.. وهلم جرا.
شبكات التواصل الاجتماعي على ما يبدو بدأت تكسر القاعدة وتحدث اختراقاً لمتلازمة الخلط بين العلاقات في المجتمعات السعودية. فبعد أن كانت «قروبات» أو مجموعات الـ«واتس أب» و«فيسبوك» و«تويتر» وغيرها، يتم تشكيلها و بناء محتواها بـ«ما هبَ ودب»، ودون مراعاة للبعد المهني والتخصصي أو حتى للاهتمام الواحد، فجأة أصبحنا نلحظ تغيرا ملحوظا منذ فترة في ثقافة القروبات، بحيث أصبحت كل مجموعة أو كل «قروب» من المجموعات التي نشترك بها ذات هوية مهنية أو تخصصية أو اهتمام واحد معين.
بدأت تتحول وتتحور تلك المجموعات الاتصالية الاجتماعية العامة الشاملة إلى مجموعات مهنية أو تخصصية أو ذات اهتمام محدد، مما انعكس على إعادة تشكيل أعضاء المجموعة وعلى محتوى ما ينشر ويتداول في كل مجموعة على حدة.
فهل هذا مؤشر على تحول وتحور جوهري في مجتمعاتنا نحو تأسيس وصناعة ثقافة العلاقات المهنية على نطاق واسع بعيدا وبمعزل عن تأثير وهيمنة العلاقات الاجتماعية؟ وما حجم هذا التحور في طبيعة العلاقات المهنية؟ هل ستكون العلاقات المهنية على حساب علاقاتنا الاجتماعية؟ وهل سيكون هذا التحور صحيا ومفيدا بالمطلق؟ أم أن هذا التحور والتحول أضر بالعلاقات والروابط الاجتماعية؟ هل هذا التحور والتحول في العلاقات جاء تطورا طبيعيا وتلقائيا لولادة طبيعية لما أحدثته ثقافة التواصل الاجتماعي في مختلف المجالات؟
هل المبادرات التي أطلقتها وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية في مجال صناعة المهنة والحرفة يتواءم وينسجم مع ما يجري من تحولات وتحورات في العلاقات الاجتماعية المهنية في مجتمعاتنا السعودية؟ هل مبادرات مثل «أجير» و«كفاءات» و«تمكين» وترخيص المهنيين وامتحان المهنيين وغيرها من المبادرات سبب أم نتيجة لهذا التحول والتحور المهني في المجتمع السعودي؟ رغم حداثة التجربة.
هل تحول وتحور «المجتمع» إلى «السوق»؟ وهل أصبح «المجتمع السعودي» «سوقا سعوديا» بفضل أو بسبب تحول وتحور العلاقات الاجتماعية إلى علاقات مهنية؟