١٧٠ مليون مستخدم، ٦٧٪ منهم دون سن السادسة عشرة، ٣٨ ملياراً قيمة سوقية أو تزيد، ٧ ملايين مطور، ١٨ مليون لعبة أو أكثر.. جميع ما سبق أرقام عابرة في منصة الألعاب العالمية الشهيرة (روبلوكس) التي لا يكاد يخلو منزل حول العالم إلا وكان أحد أطفاله من مستخدميها، شخصياً يستخدمها أطفالي الثلاثة وأصدقاؤهم في بريطانيا، وهنا بل أول ما يحرصون على تبادله مع الرفاق الجدد أو في المدرسة هو «معرفاتهم» ليضيفوا بعضهم البعض عبر المنصة!. وهكذا يمكنك أن تشاهد تفاعل هؤلاء الصغار وتصميمهم لمساحاتهم، فهذه المنصة تمنح الطفل الحرية في بناء لعبته وتصميم شخصيته، بل سيشاركونك دهشتهم وحماسهم.
تزداد التحديات التي يواجهها المربون حول العالم يوماً بعد يوم، وجاءت هذه الجائحة لتزيد الطين بلة، فمثل هذه المنصة ومثيلاتها كالفورت نايت وغيرها، تمنح الأطفال مساحة للإبداع، لكن بالمقابل تصنع الأموال منهم، فيصبح الطفل يطلب من المربي أن يدخر له قيمة الألعاب أو الميزانية المخصصة للتسلية لينفقها على هذه المنصات حتى يستمر في الإنفاق إلى ما لا نهاية، وبخلاف طفولة الأجيال السابقة التي تهتم بالحركة والنشاط، يستسلم الصغار على مقاعدهم ويعيشون مغامرات داخل عقولهم العبقرية الصغيرة.
حاولت وأنا يائسة، أن أجد أي دراسة اجتماعية في السياق المحلي وكالعادة لم أجد، في حين توجد دراسات وتجارب عالمية تناولت الأبعاد النفسية والأمنية والاجتماعية، والجانب المشرق أن الكثير من المدارس في أمريكا وكندا بدأوا بالفعل في الاستفادة من منصات هذه الألعاب في الجانب التعليمي. ما هو موقعنا من الإعراب؟ وأكرر: أين وصلنا في ملف المواطنة الرقمية؟ الذي لم أجد أي جهة اهتمت بتعزيزه كبرنامج حياة حتى اللحظة.
مهم أن نحلل الأبعاد النفسية والاجتماعية التي تدفع الأطفال للاستمرار في هذه الألعاب، وأن نسأل أنفسنا بتجرد «ما الذي يبحث عنه أطفالنا؟». سنجد أن هناك ثلاثة أمور نفسية/اجتماعية تحققها المنصات العالمية: الاتصال مع العالم، الشعور بالإنجاز والنجاح، والأهم هو الاستقلال الذاتي. بعد أن جردت كورونا الأطفال من رؤية رفاقهم والتفاعل المباشر، فإنه من المنطقي أن نرى أطفالنا يهتمون بأجهزتهم وينفقون لبناء عوالمهم وعلاقاتهم الافتراضية، لأن هذا هو الإنسان يعيش بالتفاعل، شئنا أم أبينا، والحل ليس بمنعهم من التواصل بل البقاء بجانبهم والحوار الصحي والآمن معهم، فلا نكون نحن مصدر مخاوفهم بل ملجأ طمأنينتهم الأول.
«درهم وقاية خير من قنطار علاج»، هكذا قالوا قديماً، وهكذا أظن.. والله أعلم.
تزداد التحديات التي يواجهها المربون حول العالم يوماً بعد يوم، وجاءت هذه الجائحة لتزيد الطين بلة، فمثل هذه المنصة ومثيلاتها كالفورت نايت وغيرها، تمنح الأطفال مساحة للإبداع، لكن بالمقابل تصنع الأموال منهم، فيصبح الطفل يطلب من المربي أن يدخر له قيمة الألعاب أو الميزانية المخصصة للتسلية لينفقها على هذه المنصات حتى يستمر في الإنفاق إلى ما لا نهاية، وبخلاف طفولة الأجيال السابقة التي تهتم بالحركة والنشاط، يستسلم الصغار على مقاعدهم ويعيشون مغامرات داخل عقولهم العبقرية الصغيرة.
حاولت وأنا يائسة، أن أجد أي دراسة اجتماعية في السياق المحلي وكالعادة لم أجد، في حين توجد دراسات وتجارب عالمية تناولت الأبعاد النفسية والأمنية والاجتماعية، والجانب المشرق أن الكثير من المدارس في أمريكا وكندا بدأوا بالفعل في الاستفادة من منصات هذه الألعاب في الجانب التعليمي. ما هو موقعنا من الإعراب؟ وأكرر: أين وصلنا في ملف المواطنة الرقمية؟ الذي لم أجد أي جهة اهتمت بتعزيزه كبرنامج حياة حتى اللحظة.
مهم أن نحلل الأبعاد النفسية والاجتماعية التي تدفع الأطفال للاستمرار في هذه الألعاب، وأن نسأل أنفسنا بتجرد «ما الذي يبحث عنه أطفالنا؟». سنجد أن هناك ثلاثة أمور نفسية/اجتماعية تحققها المنصات العالمية: الاتصال مع العالم، الشعور بالإنجاز والنجاح، والأهم هو الاستقلال الذاتي. بعد أن جردت كورونا الأطفال من رؤية رفاقهم والتفاعل المباشر، فإنه من المنطقي أن نرى أطفالنا يهتمون بأجهزتهم وينفقون لبناء عوالمهم وعلاقاتهم الافتراضية، لأن هذا هو الإنسان يعيش بالتفاعل، شئنا أم أبينا، والحل ليس بمنعهم من التواصل بل البقاء بجانبهم والحوار الصحي والآمن معهم، فلا نكون نحن مصدر مخاوفهم بل ملجأ طمأنينتهم الأول.
«درهم وقاية خير من قنطار علاج»، هكذا قالوا قديماً، وهكذا أظن.. والله أعلم.