عند بداية تعاون حكومة كندا مع الهاربين - السعوديين - وتنظيم المال الحرام، في تأسيس مشروع هروب الفتيات، لاحظوا أن ردود الفعل داخل المملكة سيئة ولم يأت الهروب بالنتائج المعدة والمخطط لها سلفا، هروب المراهقة «رهف» على سبيل المثال عملت عليه مخابرات ثلاث دول، إضافة إلى عشرات من المساندين والمنظمات، وتم تمرير الأموال العابرة، وإنشاء قوى ضغط ونشر معلومات مضللة لتحقيق هدف تهريب فتاة واحدة فقط.
بعد وصول الفتاة السعودية لأرض «الأحلام» كما كانت تتوهم، يتم بيعها للأجهزة الغربية عبر العسكري الهارب الجاسوس يحيى عسيري، ودعمها من القاعدي عمر الزهراني، لتجد أنها في الأرض المحروقة وليست في الجنان كما تصورتها، ومع توالي انتشار الصور والفيديوهات وجدت الكثير من الفتيات أنفسهن مجرد «هومليس» ضائعات في الشوارع الخلفية للمدن الغربية، بل إن بعضهن نشرن مقاطع ينصحن من تفكر في الأمر بعدم القدوم، وأن تكلفة البقاء في بلادهن أقل بكثير من البؤس الذي يعشنه في الغربة.
بالفعل نجح الأمر في تهريب بعض الفتيات للغرب، لكنه كان مكلفا جدا، ولا يمكن تحريك أجهزة مخابرات ووسائل إعلام ومنظمات مع كل فتاة، كانوا يقصدون أن تكون «رهف» أيقونة للفتيات المستهدفات بالهروب، لكن ذلك فشل، إذ وبعد انتهاء مراسم استقبال المراهقة من وزيرة خارجية كندا وإغلاق الكاميرات، ذهبت رهف إلى غرفة بائسة في بناية للاجئين، وطلب منها البحث عن عمل، وهي الفتاة التي لم تجرب أن تكون لوحدها في مجتمع قاسٍ ومادي للغاية، لتخفق مع أول أزمة وتتحول إلى نموذج بائس.
دراسة تلك الحالة دفعت «مكينة» الخيانة للبحث عن «توليفة» أخرى يمكن تسويقها بالرغم من أنها غير حقيقية، وإعادة بناء مشهد الهروب من جديد، فتم اختيار مجموعة من السيدات والفتيات - الطموحات - وتحويلهن إلى نماذج ناجحة بدلاً من التجارب البائسة السابقة.
فخرجت هند القحطاني وأمل الشهراني.. وغيرهما، ولو لاحظنا كيف أن كاميرات «الواقع» كانت معهن وترصد تفاصيلهن اليومية من بداية التجربة لليوم، وكيف استطعن التحول في خلال أقل من سنتين إلى الغنى، أمر غريب أليس كذلك، لكن الهدف كان أبعد من ذلك بكثير، حياة مرفهة وباذخة جدا لا يستطيع أن يعيش تفاصيلها نجوم هوليوود، ولا أصحاب الياقات البيضاء في سوق وول ستريت للأسهم.
لقد كان انتقاء تلكم السيدات والفتيات محدودا، إلا أنه واضح ومقصود، إذ يسوّقن عبر آلة «بروبغندا» كبيرة، صنعت منهن نجوما، فالقصور والشقق الفارهة، واللبس المكلف والسيارات وحياة الليل الدائمة، والمقاهي والمطاعم والأسواق والتفاصيل الثرية، هي فيلم تلفزيوني موجه لفتاة سعودية تعتقد أن تلك هي الحقيقة، بينما الواقع غير ذلك بكثير.
وبالرغم من أن الجميع يعلم أن التحول إلى الثراء والغنى في اقتصاد معقد ومؤسس في الغرب ليس بالسهولة التي يتوقعها الكثير، لكلفته والإمكانات العلمية والعملية التي يتطلبها، إضافة إلى أن الحصول على الأموال مربوط بضرائب مرهقة تلتهم معظم الدخل، والوصول إليها يحتاج فترة زمنية طويلة وليست بضعة أشهر من الوصول إلى مطار نيويورك في أمريكا، أو كيبيك في كندا.
اليوم يتم تصدير فتيات صغيرات السن، ومطلقات وأمهات هاربات لتنويع النماذج، لاختراق الطبقات الاجتماعية السعودية، ولعل من حسن الصدف أن جائحة كورونا أوقفت مخطط التهريب، لكن الهدف النهائي ما زال قائما.
من الملفت أن الفتيات المهاجرات أو الهاربات من السعودية، لم ينقطعن عن التواصل الاجتماعي والمالي مع جذورهن في المملكة، فكيف يستقيم أن تهرب من مكان ولا تنفصل عنه، مؤمنا أنه الحبل السري لبقائك حيا.
التوليفة الجديدة للفتاة الهاربة الناجحة، بناء شهرة تعتمد على الرقص وبيع الجسد عبر وسائل التواصل، كما تقتضي ألا تصطدم مع مسلمات وطنية، ولا تدخل في جدال سياسي أو ديني مع المجتمع، ولكن لا مانع من التمرير الناعم لقضايا اجتماعية، مثلا: سباحة مختلطة بين الفتيات والشباب، قضايا المثليين، الحياة المشتركة مع رجل دون علاقة زواج... إلخ.
إذن القضية في نهاية الأمر، ليست اضطهادا أسريا، ولا حقوقا مدنية واجتماعية - كما يدعين - فكلها متحققة في المملكة، لكن في الأمر خدعة كبرى بقصد تقديم نماذج جديدة تجلب مزيدا من الهاربات، وإقناعهن أن بالإمكان تحقيق النجاح والثراء عبر اللجوء إلى الغرب.
هناك أهداف أخرى لتمرير أجندات يسارية وقيم غربية، فهند القحطاني الهاربة إلى أمريكا على سبيل المثال، قالت في فيديو شهير لها إنها لا تعارض (المثليين) وتتبنى قضيتهم وتدعمهم، وسيدة أخرى تكسر كل الأعراف وتعيش مع صديق في شقتها وتبرز تفاصيلها الحميمة، إن كسر التابوهات هو جزء من مخطط أوسع، جرى إعداده ويتم تنفيذه لتهشيم المجتمع وقيمه من الداخل، وإعداد «جيش» من الهاربات في أوروبا وأمريكا وكندا لاستخدامهن في أهداف سياسية ربما لم يحن وقتها لليوم.
بعد وصول الفتاة السعودية لأرض «الأحلام» كما كانت تتوهم، يتم بيعها للأجهزة الغربية عبر العسكري الهارب الجاسوس يحيى عسيري، ودعمها من القاعدي عمر الزهراني، لتجد أنها في الأرض المحروقة وليست في الجنان كما تصورتها، ومع توالي انتشار الصور والفيديوهات وجدت الكثير من الفتيات أنفسهن مجرد «هومليس» ضائعات في الشوارع الخلفية للمدن الغربية، بل إن بعضهن نشرن مقاطع ينصحن من تفكر في الأمر بعدم القدوم، وأن تكلفة البقاء في بلادهن أقل بكثير من البؤس الذي يعشنه في الغربة.
بالفعل نجح الأمر في تهريب بعض الفتيات للغرب، لكنه كان مكلفا جدا، ولا يمكن تحريك أجهزة مخابرات ووسائل إعلام ومنظمات مع كل فتاة، كانوا يقصدون أن تكون «رهف» أيقونة للفتيات المستهدفات بالهروب، لكن ذلك فشل، إذ وبعد انتهاء مراسم استقبال المراهقة من وزيرة خارجية كندا وإغلاق الكاميرات، ذهبت رهف إلى غرفة بائسة في بناية للاجئين، وطلب منها البحث عن عمل، وهي الفتاة التي لم تجرب أن تكون لوحدها في مجتمع قاسٍ ومادي للغاية، لتخفق مع أول أزمة وتتحول إلى نموذج بائس.
دراسة تلك الحالة دفعت «مكينة» الخيانة للبحث عن «توليفة» أخرى يمكن تسويقها بالرغم من أنها غير حقيقية، وإعادة بناء مشهد الهروب من جديد، فتم اختيار مجموعة من السيدات والفتيات - الطموحات - وتحويلهن إلى نماذج ناجحة بدلاً من التجارب البائسة السابقة.
فخرجت هند القحطاني وأمل الشهراني.. وغيرهما، ولو لاحظنا كيف أن كاميرات «الواقع» كانت معهن وترصد تفاصيلهن اليومية من بداية التجربة لليوم، وكيف استطعن التحول في خلال أقل من سنتين إلى الغنى، أمر غريب أليس كذلك، لكن الهدف كان أبعد من ذلك بكثير، حياة مرفهة وباذخة جدا لا يستطيع أن يعيش تفاصيلها نجوم هوليوود، ولا أصحاب الياقات البيضاء في سوق وول ستريت للأسهم.
لقد كان انتقاء تلكم السيدات والفتيات محدودا، إلا أنه واضح ومقصود، إذ يسوّقن عبر آلة «بروبغندا» كبيرة، صنعت منهن نجوما، فالقصور والشقق الفارهة، واللبس المكلف والسيارات وحياة الليل الدائمة، والمقاهي والمطاعم والأسواق والتفاصيل الثرية، هي فيلم تلفزيوني موجه لفتاة سعودية تعتقد أن تلك هي الحقيقة، بينما الواقع غير ذلك بكثير.
وبالرغم من أن الجميع يعلم أن التحول إلى الثراء والغنى في اقتصاد معقد ومؤسس في الغرب ليس بالسهولة التي يتوقعها الكثير، لكلفته والإمكانات العلمية والعملية التي يتطلبها، إضافة إلى أن الحصول على الأموال مربوط بضرائب مرهقة تلتهم معظم الدخل، والوصول إليها يحتاج فترة زمنية طويلة وليست بضعة أشهر من الوصول إلى مطار نيويورك في أمريكا، أو كيبيك في كندا.
اليوم يتم تصدير فتيات صغيرات السن، ومطلقات وأمهات هاربات لتنويع النماذج، لاختراق الطبقات الاجتماعية السعودية، ولعل من حسن الصدف أن جائحة كورونا أوقفت مخطط التهريب، لكن الهدف النهائي ما زال قائما.
من الملفت أن الفتيات المهاجرات أو الهاربات من السعودية، لم ينقطعن عن التواصل الاجتماعي والمالي مع جذورهن في المملكة، فكيف يستقيم أن تهرب من مكان ولا تنفصل عنه، مؤمنا أنه الحبل السري لبقائك حيا.
التوليفة الجديدة للفتاة الهاربة الناجحة، بناء شهرة تعتمد على الرقص وبيع الجسد عبر وسائل التواصل، كما تقتضي ألا تصطدم مع مسلمات وطنية، ولا تدخل في جدال سياسي أو ديني مع المجتمع، ولكن لا مانع من التمرير الناعم لقضايا اجتماعية، مثلا: سباحة مختلطة بين الفتيات والشباب، قضايا المثليين، الحياة المشتركة مع رجل دون علاقة زواج... إلخ.
إذن القضية في نهاية الأمر، ليست اضطهادا أسريا، ولا حقوقا مدنية واجتماعية - كما يدعين - فكلها متحققة في المملكة، لكن في الأمر خدعة كبرى بقصد تقديم نماذج جديدة تجلب مزيدا من الهاربات، وإقناعهن أن بالإمكان تحقيق النجاح والثراء عبر اللجوء إلى الغرب.
هناك أهداف أخرى لتمرير أجندات يسارية وقيم غربية، فهند القحطاني الهاربة إلى أمريكا على سبيل المثال، قالت في فيديو شهير لها إنها لا تعارض (المثليين) وتتبنى قضيتهم وتدعمهم، وسيدة أخرى تكسر كل الأعراف وتعيش مع صديق في شقتها وتبرز تفاصيلها الحميمة، إن كسر التابوهات هو جزء من مخطط أوسع، جرى إعداده ويتم تنفيذه لتهشيم المجتمع وقيمه من الداخل، وإعداد «جيش» من الهاربات في أوروبا وأمريكا وكندا لاستخدامهن في أهداف سياسية ربما لم يحن وقتها لليوم.