لعل أقوى اللاعبين السياسيين بالمنطقة العربية، في الوقت الحاضر، هي أمريكا، الدولة العظمى الأولى الآن. ولذا، لا يمكن، بأي حال، تجاهل الدور الصهيوني المؤثر في ما يحصل بهذه المنطقة، من كوارث وصراعات وحروب دامية بخاصة. «فتش عن إسرائيل» في ما حصل ويحدث في (مثلا) كل من: العراق، سوريا، لبنان، ليبيا، السودان... إلخ. أعرف أن المتصهينين العرب لا يروق لهم التحدث بهذه الحقائق، وترديد التذكير بهذه الأخطار. وليتهم يدركون أن إسرائيل ستلفظهم هم أيضا بمجرد تحقيق أهدافها المدمرة، بمساعدتهم. وسيكونون أول من يكتوي بنار الصهيونية المتربصة بكل ما هو عربي ومسلم. ولن يجني المتصهينون العرب سوى احتقار غالبية بني جلدتهم، بل واستخفاف واحتقار حتى غالبية اليهود الصهاينة. وسيدرك هؤلاء، ربما بعد فوات الأوان، أن ما سيسهم في حماية الأمن القومي العربي هو قيام الدولة الفلسطينية المستقلة المأمولة.
ومع ذلك، لا بد أن نقر هنا أنه رغم كل ما يذكر عن «دور» الصهيونية، إلا أن من المنطقي الاعتراف بأن هذه الأمة تعانى من عيوب وأمراض ذاتية عضال... تسهل لأعدائها الكيد لها، والإضرار الفادح بها. ولولا هذه العيوب لما استطاعت الحركة الصهيونية، أو غيرها من القوى الإقليمية المعادية، تحقيق هذه الدرجة العالية من النجاح في سياساتها المدمرة تجاه العرب. فمن أبرز «مصائب» المنطقة العربية هي انتشار وتمكن: الاستبداد، والطائفية والقبلية والمذهبية والعسكريتاريا، في أغلب أرجائها ومضاربها. إن الطائفية والعنصرية تصبح خطرا فادحا، عندما تهيمن على المجتمع، ويتيح التمييز الطائفي والعنصري الفرصة للطوائف الأقوى كي تسيطر على مقاليد الأمور بالمجتمع، لكونها الأكثر نفوذا، وقدرة على تجاوز الدولة. وكثيرا ما يفرط الاستبداد في ثوابت وطنه وأمته.
في مرحلة الطوائف، تتلاشى الدولة المدنية الحقة التي تضم كل فئات الشعب وطوائفه تحت مظلة القانون (الدستور) الواحد، ويصير لهذه الفئة، أو تلك، نفوذ يهدد الفئات الأخرى، وقد يعتدي عليها ويغمطها حقوقها، ويدفعها هي الأخرى للتحزب والتعنصر، وربما التسلح، كي تدافع عن نفسها، وتحمي مصالحها. الأمر الذي يعنى «عسكرة» وتشرذم المجتمع، خارج إطار الدولة، وربما نشوء ميليشيات تحارب بعضها، وتعجل بتعذيب العباد وخراب البلاد. وما يحصل الآن بلبنان والعراق وسوريا خير شاهد على ما نقول هنا.
****
إن مأسسة التعنصر تتم على حساب الدولة المدنية الحديثة، التي أصبحت هي المظلة الكبرى لكل مجتمعات الأرض، بما فيها مجتمعات مجاهل آسيا وأفريقيا. ولكن هذه الدولة المدنية غير مقبولة، وبالتالي، غير موجودة، في بعض عقول وبقاع العرب. والواقع ينبئنا بأن خيار «الدولة» ينسخ غيره من الخيارات، في العصر الحاضر، على الأقل. فإما «الدولة»، أو «الطائفة»...؟! وغالبا ما يتطور التحزب والتكتل الطائفي ليتجاوز الدول، إن لم يسارع المصلحون في تلك الدول بتفعيل عملية «الإصلاح السياسي»، وبخاصة بعنصريه «الانصهار الوطني»، و«المشاركة» العادلة.
إن التعنصر موجود في كل البشر. لا ينظمه ويكبح جماحه إلا القوانين الرادعة العادلة والنزيهة. وكل بلاد العالم لا تخلو من مذهبيات وطوائف. ولكن أغلب هذه البلاد قد نجحت في تجاوز هذه العقبات، بل وحولتها إلى مصادر قوة.... عبر تبني أنظمة دستورية وسياسية سليمة... تستوعب كل أنواع التنوع والخلافات، وتعطى كل ذي حق حقه. خذ، على سبيل المثال، مبادئ العدالة، الحرية، والفيدرالية، وما إليها. ولكن، دون كل مناطق العالم الأخرى، نجد أن منطقة «شرق العجائب الأوسط» وقد استشرت في معظمها الطائفية المطلقة والمذهبية الصراعية، بدل أن تذوب، وبشكل ينذر بتفتت بعض كياناتها إلى دول كرتونية، لا قيمة لها ولا تأثير... تهيمن عليها إسرائيل (أو أي قوة أخرى) وتسيطر على مقدراتها.
****
ورغم أن معظم «بلاء» المنطقة منها، إلا أن إسرائيل، منذ قيامها، وبالتعاون مع القوى المؤيدة لها، تصب الزيت على النار، وتزيد الطين بلة، وتعمل ليل نهار لنشر الفوضى والاضطرابات والحروب بالمنطقة، سعيا لتفتيتها، خاصة عبر اللعب بورقتي الطائفية والمذهبية. لقد برهنت إسرائيل أنها دولة إرهابية توسعية عدوانية. والثابت الآن أن غالبية الشعوب العربية تعي ذلك، ولن تقبل بإسرائيل، كما هي، حتى وإن امتلكت سلاح الدنيا كلها. لن تهادن هذه الشعوب الكيان الصهيوني، إلا إذا غير سياساته، وجنح للسلم الحقيقي، ولم يقف ضد التنمية العربية السليمة.
ونذكر بأن من ضمن أهم أهداف الصهاينة ضد العرب والمسلمين: العمل لتشويه سمعتهم في كل أنحاء العالم، وإلصاق شتى التهم السيئة بهم، وتضخيم ما يرتكبه سفهاؤهم من أعمال من وقت لآخر، وسحبها على كل الأمة، التي يصمونها بالإرهاب، وهم عتاة الإرهاب المنظم بالعالم. كما أنهم يستميتون لدق إسفين بين العرب وغيرهم، وخاصة أمريكا. ويستخدم الصهاينة كل حيلهم وألاعيبهم الشهيرة لتحقيق هذه الغاية، وغالبا على حساب المصالح الأمريكية والعربية. وقد جندوا إمكاناتهم المالية والإعلامية لتوجيه السياسة الأمريكية بالمنطقة العربية الوجهة التي تخدم مصالحهم، وبصرف النظر عن مدى إضرارها بمصالح أمريكا نفسها.
والخلاصة، لا يتورع الصهاينة عن استخدام كل الوسائل للإضرار بالعرب، وتدمير منطقتهم، سرا وعلانية. والتأمل الموضوعي والتحقيق الشفاف في معظم ما يجري من أحداث سلبية جليلة بالمنطقة، غالبا ما سيكشف يداً صهيونية خفية وراء هذه الأحداث، وما خفي أعظم.
ومع ذلك، لا بد أن نقر هنا أنه رغم كل ما يذكر عن «دور» الصهيونية، إلا أن من المنطقي الاعتراف بأن هذه الأمة تعانى من عيوب وأمراض ذاتية عضال... تسهل لأعدائها الكيد لها، والإضرار الفادح بها. ولولا هذه العيوب لما استطاعت الحركة الصهيونية، أو غيرها من القوى الإقليمية المعادية، تحقيق هذه الدرجة العالية من النجاح في سياساتها المدمرة تجاه العرب. فمن أبرز «مصائب» المنطقة العربية هي انتشار وتمكن: الاستبداد، والطائفية والقبلية والمذهبية والعسكريتاريا، في أغلب أرجائها ومضاربها. إن الطائفية والعنصرية تصبح خطرا فادحا، عندما تهيمن على المجتمع، ويتيح التمييز الطائفي والعنصري الفرصة للطوائف الأقوى كي تسيطر على مقاليد الأمور بالمجتمع، لكونها الأكثر نفوذا، وقدرة على تجاوز الدولة. وكثيرا ما يفرط الاستبداد في ثوابت وطنه وأمته.
في مرحلة الطوائف، تتلاشى الدولة المدنية الحقة التي تضم كل فئات الشعب وطوائفه تحت مظلة القانون (الدستور) الواحد، ويصير لهذه الفئة، أو تلك، نفوذ يهدد الفئات الأخرى، وقد يعتدي عليها ويغمطها حقوقها، ويدفعها هي الأخرى للتحزب والتعنصر، وربما التسلح، كي تدافع عن نفسها، وتحمي مصالحها. الأمر الذي يعنى «عسكرة» وتشرذم المجتمع، خارج إطار الدولة، وربما نشوء ميليشيات تحارب بعضها، وتعجل بتعذيب العباد وخراب البلاد. وما يحصل الآن بلبنان والعراق وسوريا خير شاهد على ما نقول هنا.
****
إن مأسسة التعنصر تتم على حساب الدولة المدنية الحديثة، التي أصبحت هي المظلة الكبرى لكل مجتمعات الأرض، بما فيها مجتمعات مجاهل آسيا وأفريقيا. ولكن هذه الدولة المدنية غير مقبولة، وبالتالي، غير موجودة، في بعض عقول وبقاع العرب. والواقع ينبئنا بأن خيار «الدولة» ينسخ غيره من الخيارات، في العصر الحاضر، على الأقل. فإما «الدولة»، أو «الطائفة»...؟! وغالبا ما يتطور التحزب والتكتل الطائفي ليتجاوز الدول، إن لم يسارع المصلحون في تلك الدول بتفعيل عملية «الإصلاح السياسي»، وبخاصة بعنصريه «الانصهار الوطني»، و«المشاركة» العادلة.
إن التعنصر موجود في كل البشر. لا ينظمه ويكبح جماحه إلا القوانين الرادعة العادلة والنزيهة. وكل بلاد العالم لا تخلو من مذهبيات وطوائف. ولكن أغلب هذه البلاد قد نجحت في تجاوز هذه العقبات، بل وحولتها إلى مصادر قوة.... عبر تبني أنظمة دستورية وسياسية سليمة... تستوعب كل أنواع التنوع والخلافات، وتعطى كل ذي حق حقه. خذ، على سبيل المثال، مبادئ العدالة، الحرية، والفيدرالية، وما إليها. ولكن، دون كل مناطق العالم الأخرى، نجد أن منطقة «شرق العجائب الأوسط» وقد استشرت في معظمها الطائفية المطلقة والمذهبية الصراعية، بدل أن تذوب، وبشكل ينذر بتفتت بعض كياناتها إلى دول كرتونية، لا قيمة لها ولا تأثير... تهيمن عليها إسرائيل (أو أي قوة أخرى) وتسيطر على مقدراتها.
****
ورغم أن معظم «بلاء» المنطقة منها، إلا أن إسرائيل، منذ قيامها، وبالتعاون مع القوى المؤيدة لها، تصب الزيت على النار، وتزيد الطين بلة، وتعمل ليل نهار لنشر الفوضى والاضطرابات والحروب بالمنطقة، سعيا لتفتيتها، خاصة عبر اللعب بورقتي الطائفية والمذهبية. لقد برهنت إسرائيل أنها دولة إرهابية توسعية عدوانية. والثابت الآن أن غالبية الشعوب العربية تعي ذلك، ولن تقبل بإسرائيل، كما هي، حتى وإن امتلكت سلاح الدنيا كلها. لن تهادن هذه الشعوب الكيان الصهيوني، إلا إذا غير سياساته، وجنح للسلم الحقيقي، ولم يقف ضد التنمية العربية السليمة.
ونذكر بأن من ضمن أهم أهداف الصهاينة ضد العرب والمسلمين: العمل لتشويه سمعتهم في كل أنحاء العالم، وإلصاق شتى التهم السيئة بهم، وتضخيم ما يرتكبه سفهاؤهم من أعمال من وقت لآخر، وسحبها على كل الأمة، التي يصمونها بالإرهاب، وهم عتاة الإرهاب المنظم بالعالم. كما أنهم يستميتون لدق إسفين بين العرب وغيرهم، وخاصة أمريكا. ويستخدم الصهاينة كل حيلهم وألاعيبهم الشهيرة لتحقيق هذه الغاية، وغالبا على حساب المصالح الأمريكية والعربية. وقد جندوا إمكاناتهم المالية والإعلامية لتوجيه السياسة الأمريكية بالمنطقة العربية الوجهة التي تخدم مصالحهم، وبصرف النظر عن مدى إضرارها بمصالح أمريكا نفسها.
والخلاصة، لا يتورع الصهاينة عن استخدام كل الوسائل للإضرار بالعرب، وتدمير منطقتهم، سرا وعلانية. والتأمل الموضوعي والتحقيق الشفاف في معظم ما يجري من أحداث سلبية جليلة بالمنطقة، غالبا ما سيكشف يداً صهيونية خفية وراء هذه الأحداث، وما خفي أعظم.