-A +A
خالد السليمان
كان مكتب سحمي بن شويمي سكرتير نائب أمير الرياض الراحل سطام بن عبدالعزيز مقابلاً لمكتب مدير مكتب نائب الأمير، كانت مساحة مكتبه لا تزيد على مترين ونصف في أربعة أمتار قياساً بمكتب المدير الذي يقارب مساحة ملعب كرة طائرة، لكن مكتب سحمي كان يعج دائماً بالمراجعين أكثر من أي مكتب مجاور.

السبب أنه جبل على قضاء الحوائج والسعي بالخير في عرض معاملات الناس وحل مشكلاتهم، وكانت ابتسامته تستقبل كل مراجع دون تمييز، فأسر كل من عرفه أو تعامل معه إما بمعروف قضاء حاجته أو خلق تعامله.


عندما أصبح الأمير سطام بن عبدالعزيز -رحمه الله- أميراً للرياض أصبح سحمي مديراً لمكتبه واستمر كذلك مع من خلفه من أمراء منطقة الرياض حتى أصبح المشرف العام على مكتب الأمير فيصل بن بندر يحمل لقب المعالي، لكن سحمي بن شويمي ظل هو نفسه ذلك الشاب الدمث المتواضع الذي عرفناه في ذلك المكتب الصغير ببشاشة وجهه وحسن خلقه وتواضع تعامله وسعيه لقضاء الحوائج وإنجاز المعاملات وحل المشكلات.

وكثير من الناس يتغيرون مع تغير الأحوال المادية أو الوظيفية، لكن النبلاء الحقيقيين لا يتغيرون، فهم يستمدون نبلهم من قيم المروءة والتواضع والخلق الرفيع التي تسكنهم، لذلك تخلدهم الذاكرة ويبقى ذكرهم الحسن يعطر المجالس حتى بعد أن يغادروا مناصبهم أو يرحلوا عن الدنيا.

رحل سحمي بن شويمي بن فويز لكنه سيبقى خالداً في ذاكرة النبل.. أسأل الله العلي القدير أن يتقبله بواسع رحمته ويجزيه عن سعيه بالخير للناس وقضاء حوائجهم خير الجزاء.