كثيراً ما يتراءى للمرء أنه يجيد فهم ما حوله ومن حوله، وخلال تعامله مع من يحيطون به يكاد يعتقد أن سلوكياتهم معبرة عن جوهرهم وعن صفاتهم الشخصية، بيد أن الاحتكاك العميق أو التواصل خلال أحداث بعينها يكشف جوهر الإنسان الحقيقي، ففي عالم الإدارة -على سبيل المثال- يبدو جميع المنتسبين لمؤسسة ما على درجة متشابهة سلوكياً، ولكن عندما يترقى أحدهم نجده قد يظهر جوهر شخصيته؛ كونه تعرض لموقف يتطلب إظهار صفاته الحقيقية وليست تلك الصفات التي يتظاهر بامتلاكها، كما تظهر كذلك صفات جميع المقربين والمنتسبين لدائرته الخاصة.
يتكرر نفس الأمر خلال مواقف عدة، مثلاً التعامل الوثيق مع شخص ما أو من خلال السفر معه قد تتضح صفاته الفردية والتي غالباً لا تتضح من خلال التعامل اليومي المحدود، خلال تلك المواقف جميعنا نفاجئ بأننا أمام شخص مختلف تماماً يكاد لا يمت بصلة للشخص الأصلي الذي نعرفه، وبعض الأشخاص في عالم اليوم يحسنون اقتناء الأقنعة على نحو يصعب معه اختراق شخصياتهم الحقيقية إلا بعد التعرض لموقف مهم كما سبق وأسلفنا القول.
لو تروينا قليلاً في التحليلات السطحية التي يقوم بها البعض متوصلاً إلى أن تنظيم داعش الإرهابي تمت هزيمته وتفتيته ميدانياً وانتهى وجوده إلى غير رجعة، لوجدنا أن سبب سطحيتها تكمن في عدم التمعن في الأسباب والدوافع التي أدت من الأساس لظهور هذا التنظيم، وبالتالي فلو تمكننا بالفعل من معالجة هذه الأسباب واستئصال تلك الدوافع، فسيمكننا حينئذٍ التصريح بكل ثقة بأن داعش انتهى فعلياً وغدا مجرد فصل من الماضي، وفيما عدا ذلك فإن هذا التنظيم عرضة لإعادة التكوين والظهور مرة أخرى.
داعش ليس كما يعتقد البعض أفراد ومركبات ورايات سوداء، فداعش فكر إرهابي لا دين ولا عقيدة له، تولد نتيجة ظروف سياسية واجتماعية بعينها، وعلى الرغم من تمسحه بعباءة الدين إلا أن أي فرد لديه الحد الأدنى من معرفة أركان ودعائم الدين الإسلامي الحنيف يمكنه بسهولة اكتشاف التناقض بين عقيدة وسلوك الدواعش وبين العقيدة الإسلامية، فعلى سبيل المثال عقيدة داعش تنبع من حقد دفين على كل شيء، بخلاف الشريعة الإسلامية الغراء السمحة التي تنبع من نظرة كونية متسقة ومتناغمة وسلمية.
وبنظرة عجلى على خلفية قيادات داعش فسنجد أغلبهم من أرباب السوابق، قادمين من أسر مفككة تسودها العلاقات الإنسانية الممزقة، يبحثون عن أي ضحايا لينبشوا في جلودها أظافرهم وينفثون فيها سمومهم، وبالتالي فكل شيء مباح لهم، الكذب والتدليس وشهادة الزور، فالغاية تبرر الوسيلة، وقد يقوم البعض بوصفهم على أنهم تكفيريون، غير أن التكفيري هو شخص متشدد فكرياً يظن أن غيره أقل إيماناً منه، أما قادة داعش ومنتسبوه فقد ارتدوا عباءة الدين لتحقيق أطماعهم فحسب، لذلك فهم يحملون ختم التكفير ويرفعونه في وجه كل من يقف أمام أحلامهم وطموحاتهم، وكدليل على معارضتهم أبسط مبادئ الإسلام السمحة، نجد تعاملهم هو الأسوأ في ما يتعلق بقضايا المرأة، ففي الوقت الذي نجد فيه الإسلام قد أكرم المرأة وحفظ لها حقوقها، نجد داعش يتعامل مع النساء كأسيرات لا هدف من وجودهن سوى إشباع نزوات الدواعش؛ باعتبارهن سلعاً تباع وتشترى في أسواق النخاسة.
سقوط رايات داعش السوداء في بعض الدول العربية لا يعني سقوط داعش بالفعل، فداعش فكر إرهابي متجدد متى وجد التربة الصالحة والمناخ الموائم سينبت ويترعرع من جديد، بنفس المسمى أو بمسمى آخر فلا فرق، والتخلص من داعش يبدأ من مرحلة البحث عن بذوره العفنة وجذوره الكريهة لاجتثاثها، والعمل على ذلك ليس أمراً بسيطاً ولا هيناً، فالفكر الإرهابي يجد غايته وينتعش في المجتمعات المفككة سياسياً، لذلك فمهمتنا في ضرب الفكر الإرهابي بيد من حديد في المملكة أسهل بمراحل كثيرة من دول أخرى، فبفضل تماسك ووحدة أراضينا وحكمة قيادتنا وبأس أجهزتنا الأمنية وصرامتها، تتلخص مهمتنا في إماطة اللثام عن الخلط المتعمد من البعض بين الدين والتطرف، وهي مهمة إعلامية توعوية في المقام الأول والأخير.
قد يظن البعض أن الدواعش يترصدون اللحظة التي يمكنهم من خلالها التسلل للمواطنين من البوابة الدينية والمذهبية، لكن في الواقع أن بذور داعش في حالة ترقب مستمر، تنتظر الفوضى وتنتظر اللحظة التي تتفكك فيها الدول وتتهدم دعائمها، ليظهر جيش الدواعش المتخفي الذي قد لا نلقي لهم بالاً، تظهر الخلايا النائمة التي تجيد إحكام القناع على وجهها وباطنها يغلي من الحقد الأعمى على كل ما ومن حولها، هذا الجيش الخفي يترصد لحظات الفوضى والانفلات الأمني ليبذر بذور الشقاق التي نطلق عليها اصطلاحاً الحروب الأهلية، ليصبح هو المستفيد الأول من كل هذا الدمار والتفلت الأمني، لذلك علينا لمنع احتمالية نشوء هذه اللحظة من الأساس الانتباه بشكل كامل لهذا السبب الخفي الذي لا يتم تسليط الضوء عليه كثيراً أو على نحو معمق، والانتباه تماماً للكيفية التي تتكون بها تلك الأيديولجية الخبيثة، وعدم الاقتصار على معالجة السطح الخارجي للمشكلة وترك أعماقها تئن من المرض العضال، فخطر داعش لا يزال قائماً، وراياتها السوداء تنتظر اللحظة المناسبة لترفرف عالياً مرة أخرى.
يتكرر نفس الأمر خلال مواقف عدة، مثلاً التعامل الوثيق مع شخص ما أو من خلال السفر معه قد تتضح صفاته الفردية والتي غالباً لا تتضح من خلال التعامل اليومي المحدود، خلال تلك المواقف جميعنا نفاجئ بأننا أمام شخص مختلف تماماً يكاد لا يمت بصلة للشخص الأصلي الذي نعرفه، وبعض الأشخاص في عالم اليوم يحسنون اقتناء الأقنعة على نحو يصعب معه اختراق شخصياتهم الحقيقية إلا بعد التعرض لموقف مهم كما سبق وأسلفنا القول.
لو تروينا قليلاً في التحليلات السطحية التي يقوم بها البعض متوصلاً إلى أن تنظيم داعش الإرهابي تمت هزيمته وتفتيته ميدانياً وانتهى وجوده إلى غير رجعة، لوجدنا أن سبب سطحيتها تكمن في عدم التمعن في الأسباب والدوافع التي أدت من الأساس لظهور هذا التنظيم، وبالتالي فلو تمكننا بالفعل من معالجة هذه الأسباب واستئصال تلك الدوافع، فسيمكننا حينئذٍ التصريح بكل ثقة بأن داعش انتهى فعلياً وغدا مجرد فصل من الماضي، وفيما عدا ذلك فإن هذا التنظيم عرضة لإعادة التكوين والظهور مرة أخرى.
داعش ليس كما يعتقد البعض أفراد ومركبات ورايات سوداء، فداعش فكر إرهابي لا دين ولا عقيدة له، تولد نتيجة ظروف سياسية واجتماعية بعينها، وعلى الرغم من تمسحه بعباءة الدين إلا أن أي فرد لديه الحد الأدنى من معرفة أركان ودعائم الدين الإسلامي الحنيف يمكنه بسهولة اكتشاف التناقض بين عقيدة وسلوك الدواعش وبين العقيدة الإسلامية، فعلى سبيل المثال عقيدة داعش تنبع من حقد دفين على كل شيء، بخلاف الشريعة الإسلامية الغراء السمحة التي تنبع من نظرة كونية متسقة ومتناغمة وسلمية.
وبنظرة عجلى على خلفية قيادات داعش فسنجد أغلبهم من أرباب السوابق، قادمين من أسر مفككة تسودها العلاقات الإنسانية الممزقة، يبحثون عن أي ضحايا لينبشوا في جلودها أظافرهم وينفثون فيها سمومهم، وبالتالي فكل شيء مباح لهم، الكذب والتدليس وشهادة الزور، فالغاية تبرر الوسيلة، وقد يقوم البعض بوصفهم على أنهم تكفيريون، غير أن التكفيري هو شخص متشدد فكرياً يظن أن غيره أقل إيماناً منه، أما قادة داعش ومنتسبوه فقد ارتدوا عباءة الدين لتحقيق أطماعهم فحسب، لذلك فهم يحملون ختم التكفير ويرفعونه في وجه كل من يقف أمام أحلامهم وطموحاتهم، وكدليل على معارضتهم أبسط مبادئ الإسلام السمحة، نجد تعاملهم هو الأسوأ في ما يتعلق بقضايا المرأة، ففي الوقت الذي نجد فيه الإسلام قد أكرم المرأة وحفظ لها حقوقها، نجد داعش يتعامل مع النساء كأسيرات لا هدف من وجودهن سوى إشباع نزوات الدواعش؛ باعتبارهن سلعاً تباع وتشترى في أسواق النخاسة.
سقوط رايات داعش السوداء في بعض الدول العربية لا يعني سقوط داعش بالفعل، فداعش فكر إرهابي متجدد متى وجد التربة الصالحة والمناخ الموائم سينبت ويترعرع من جديد، بنفس المسمى أو بمسمى آخر فلا فرق، والتخلص من داعش يبدأ من مرحلة البحث عن بذوره العفنة وجذوره الكريهة لاجتثاثها، والعمل على ذلك ليس أمراً بسيطاً ولا هيناً، فالفكر الإرهابي يجد غايته وينتعش في المجتمعات المفككة سياسياً، لذلك فمهمتنا في ضرب الفكر الإرهابي بيد من حديد في المملكة أسهل بمراحل كثيرة من دول أخرى، فبفضل تماسك ووحدة أراضينا وحكمة قيادتنا وبأس أجهزتنا الأمنية وصرامتها، تتلخص مهمتنا في إماطة اللثام عن الخلط المتعمد من البعض بين الدين والتطرف، وهي مهمة إعلامية توعوية في المقام الأول والأخير.
قد يظن البعض أن الدواعش يترصدون اللحظة التي يمكنهم من خلالها التسلل للمواطنين من البوابة الدينية والمذهبية، لكن في الواقع أن بذور داعش في حالة ترقب مستمر، تنتظر الفوضى وتنتظر اللحظة التي تتفكك فيها الدول وتتهدم دعائمها، ليظهر جيش الدواعش المتخفي الذي قد لا نلقي لهم بالاً، تظهر الخلايا النائمة التي تجيد إحكام القناع على وجهها وباطنها يغلي من الحقد الأعمى على كل ما ومن حولها، هذا الجيش الخفي يترصد لحظات الفوضى والانفلات الأمني ليبذر بذور الشقاق التي نطلق عليها اصطلاحاً الحروب الأهلية، ليصبح هو المستفيد الأول من كل هذا الدمار والتفلت الأمني، لذلك علينا لمنع احتمالية نشوء هذه اللحظة من الأساس الانتباه بشكل كامل لهذا السبب الخفي الذي لا يتم تسليط الضوء عليه كثيراً أو على نحو معمق، والانتباه تماماً للكيفية التي تتكون بها تلك الأيديولجية الخبيثة، وعدم الاقتصار على معالجة السطح الخارجي للمشكلة وترك أعماقها تئن من المرض العضال، فخطر داعش لا يزال قائماً، وراياتها السوداء تنتظر اللحظة المناسبة لترفرف عالياً مرة أخرى.