يخالجني شعور ممتلئ بالاطمئنان على شبابنا في هذه المرحلة من تأريخ وطننا، والذين يمثلون الشريحة الأكبر من تعدادنا السكاني، بأنهم أكثر أماناً وتحصيناً ضد الاختطاف الفكري الذي تعرضت له الأجيال السابقة قرابة خمسة عقود من تنظيمات الإسلام السياسي التي صرفت كثيراً منهم عن الأفكار الجوهرية والمعاني الأخلاقية الكبرى، الوطن، العمل، إعمار الحياة، الإنجازات الإنسانية، وصهرتهم في بوتقة أفكارها لتعيد صياغتهم بأيدلوجياتها المسمومة ليصبحوا كائنات معطلة عن الفكر الخلاق النافع.
أقول ذلك ليس لأن تلك التنظيمات اختفت من الوجود، ولكن لأن الظروف التي مكنتهم مما استطاعوه سابقاً اختلفت، وجيل الشباب الراهن اختلف. كان اختطاف الشباب سهلاً لأن المصائد المعدة لهم في كل مكان، والشِراك منصوبة أينما ولوا وجوههم. كل شيء كان معداً وجاهزاً لاستلابهم حرية التفكير والقرار، وتوجيههم في مسار واحد فقط. كل ما حولهم فراغ سوى ذلك التجييش، لأن معنى الحياة لديهم تم إلغاؤه واستبداله بالتجهيز للحياة الأخرى، والقيمة العليا للوطن تم تهشيمها في نفوسهم بحيث لا يكون لهم شيء ذو قيمة يرتبطون به.
الآن، عندما ننظر إلى المعطيات القائمة نجد أن جيل الحاضر بعيد عن تلك المخاطر، بعد أن توفرت له جدران حماية ومحفزات مناعة. الدولة الجديدة حسمت الأمر بإعلاء قيمة الوطن، وجرّمت أي تنظيم يتلاعب بمعناه. لم يعد هناك سلطة سوى لقوانين الدولة الوطنية. وتم ذلك بوضوح شديد وعزم وحسم أشد، لا مواربة أو مراضاة أو مقايضة مع أي طرف لا يخضع لهذه السلطة أو يتلاعب بقيمها وضوابطها تحت أي مسمى أو ذريعة. حملات التطهير الجادة بدأت دون تراجع في كل المواقع التي كان يتمترس فيها الخاطفون. عندما ننظر إلى الإصلاحات الجذرية التي بدأت وتسير بوتيرة متسارعة في التعليم والخطاب الديني والثقافي والفكري والاجتماعي، وفي سن القوانين والتشريعات المتعلقة بمختلف شؤون الحياة، نتأكد أننا إزاء واقع جديد لجيل جديد وحاضر ومستقبل جديد.
جيل اليوم لم يعد معنياً بذلك الخطاب القديم المسموم المهترئ. إنه مشغول بقيم العمل والإنجاز والتنافسية وتطوير الذات لشغل مقعد مناسب في سباق الحضارة والتقدم الإنساني. جيل يحمل الشهادات المميزة في كل التخصصات، يبحث عن الأفضل في وطن يعمل على تهيئة أفضل ظروف الحياة. جيل لم يعد سهلاً اختطافه لأن الوطن أنقذه من الظروف التي كانت تخنقه وتسد كل منافذ الحياة أمامه.
أقول ذلك ليس لأن تلك التنظيمات اختفت من الوجود، ولكن لأن الظروف التي مكنتهم مما استطاعوه سابقاً اختلفت، وجيل الشباب الراهن اختلف. كان اختطاف الشباب سهلاً لأن المصائد المعدة لهم في كل مكان، والشِراك منصوبة أينما ولوا وجوههم. كل شيء كان معداً وجاهزاً لاستلابهم حرية التفكير والقرار، وتوجيههم في مسار واحد فقط. كل ما حولهم فراغ سوى ذلك التجييش، لأن معنى الحياة لديهم تم إلغاؤه واستبداله بالتجهيز للحياة الأخرى، والقيمة العليا للوطن تم تهشيمها في نفوسهم بحيث لا يكون لهم شيء ذو قيمة يرتبطون به.
الآن، عندما ننظر إلى المعطيات القائمة نجد أن جيل الحاضر بعيد عن تلك المخاطر، بعد أن توفرت له جدران حماية ومحفزات مناعة. الدولة الجديدة حسمت الأمر بإعلاء قيمة الوطن، وجرّمت أي تنظيم يتلاعب بمعناه. لم يعد هناك سلطة سوى لقوانين الدولة الوطنية. وتم ذلك بوضوح شديد وعزم وحسم أشد، لا مواربة أو مراضاة أو مقايضة مع أي طرف لا يخضع لهذه السلطة أو يتلاعب بقيمها وضوابطها تحت أي مسمى أو ذريعة. حملات التطهير الجادة بدأت دون تراجع في كل المواقع التي كان يتمترس فيها الخاطفون. عندما ننظر إلى الإصلاحات الجذرية التي بدأت وتسير بوتيرة متسارعة في التعليم والخطاب الديني والثقافي والفكري والاجتماعي، وفي سن القوانين والتشريعات المتعلقة بمختلف شؤون الحياة، نتأكد أننا إزاء واقع جديد لجيل جديد وحاضر ومستقبل جديد.
جيل اليوم لم يعد معنياً بذلك الخطاب القديم المسموم المهترئ. إنه مشغول بقيم العمل والإنجاز والتنافسية وتطوير الذات لشغل مقعد مناسب في سباق الحضارة والتقدم الإنساني. جيل يحمل الشهادات المميزة في كل التخصصات، يبحث عن الأفضل في وطن يعمل على تهيئة أفضل ظروف الحياة. جيل لم يعد سهلاً اختطافه لأن الوطن أنقذه من الظروف التي كانت تخنقه وتسد كل منافذ الحياة أمامه.