يغمرني شعور فيّاض بالتفاؤل مع قرب العام الدراسي الجديد، مصدره التصريحات التي بشّرنا بها معالي وزير التعليم الدكتور حمد آل الشيخ نحو تطوير ممنهج قوامه موجهات أساسية تتمثل في:
• استحداث مناهج جديدة.
• إبداع خطط دراسية مطوّرة.
• تبني نظام الفصول الدراسية الثلاثة، مع انتهاج مسارات ثانوية.
• زيادة نسبة إسناد المعلمات في فصول الطفولة المبكرة إلى 50%.
فلكل مؤشر من هذه المؤشرات دلالته العميقة، وحاجته العظيمة، للخروج بالتعليم من نمطه القديم التي كانت مخرجاته حفظا وترديدا ومنهجا خفيا وأفكارا صحوية وإخوانية مدمرة إلى آفاق جديدة، بشّر بها وزير التعليم نفسه بالقول، في اللقاء بالكتّاب وممثلي وسائل الإعلام مؤخّرًا: «إن غاية التطوير الذي ننشده في تطوير المناهج والخطط الدراسية وتطبيق مسارات الثانوية والفصول الثلاثة هو بناء إنسان يمتلك مهارات القرن الحادي والعشرين، ومتطلبات الثورة الصناعية الرابعة ووظائف المستقبل، والمشاركة في التنمية الوطنية، والقدرة على المنافسة عالميًا».
إن هذه الكلمات العميقة هي المفتاح الأساسي، والأفق الذي نستشرفه في العملية التعليمية وفقًا لتطلعات رؤية المملكة 2030، فقد بات ضروريًا ومهمًا جدًّا أن تخرج مناهج التعليم عندنا من قيد النهج التلقيني، الذي يحوّل المتلقي لمجرد حافظة للمعلومة، ومستودع لما يُلقى إليه وعليه من الدروس، وما عليه إلا أن «يعيد» ما حفظه حينما يسأل عنه في ورقة الاختبارات، ليكون التقييم عندئذ بمقدار ما حفظ، وبقوّة ما استعاد بذاكرته، وهي غاية تجاوزها التعليم الحديث في البلدان المتطوّرة، التي استطاعت -بفضل المناهج التعليمية المتطورة- أن تخرج من قمقم التخلّف والاعتماد على الغير، إلى آفاق النهضة الصناعية المبهرة، ولنا في اليابان، وماليزيا والصين، شواهد على ذلك، فقد استطاعت في زمن قياسي أن تعبر خط التخلّف، وتلحق بركب الدول الصناعية المؤثرة، وتكون رقمًا صعبًا في معادلة الاقتصاد العالمي المنتج وغير المستهلك. وما نحن عنها ببعيد بإذن الله طالما دمرنا الفكر المشوه الذي أعاق التعليم زمنًا.
هذه الدول أولت التعليم التطبيقي عناية فائقة، وحررت عقول الأطفال والشباب وأطلقتها لتفكّر بحرية، وتبدع بطلاقة، وتناقش وتحاور وتجادل في ما يُلقى عليها، بخلاف ما يتسم به النهج التلقيني من يقينيات تقارب أن تكون في حكم «المقدسات» التي ينبغي التسليم بها، وحفظها، وإرجاعها عند الضرورة بكل أمانة، بلا زيادة أو نقصان، وفي هذا تعطيل وتقزيم لقدراتهم، وحظر نشاطهم العقلي في نشاط واحد يتراوح بندوله بين «الحفظ والاسترجاع»، وهي عملية تصيبهم بالملالة، وتورثهم الضجر والرغبة العارمة في التخلّص من هذا «العبء»، وأبلغ دليل على هذا «الضجر» ما نشاهده من أكوام الكتب وكراسات الواجب التي تستقبلها الحاويات عقب كل فصل دراسي، في مشهد محزن، له دلالته التي يجب أن يضعها القائمون على أمر المناهج في معمل البحث والنظر والتقييم.
إن البشارة التي أطلقها الوزير بمناهج جديدة، وخطط دراسية مطوّرة تستلزم وعيًا تشترك فيها أطراف العملية التعليمية جميعها، بدءًا بالمعلمين أنفسهم، وضرورة تحريرهم أولا من قبضة النهج التلقيني الذي اعتادوه في طرائق تدريسهم السابقة، واستيعاب المتغيرات الجديدة بما يمكّنهم من إنزال هذه المناهج الجديدة على أرض الواقع، باستيعاب طرائق التدريس الحديثة كما ينبغي ويتوافق مع الآفاق التي ننشدها من التطور، ثم تأتي مسؤولية الطلاب وأسرهم في المرتبة الثانية بحسن تفاعلهم مع هذه المناهج الحديثة، وتحرير عقولهم والسعي نحو اقتحام آفاق جديدة ليس غايتها النجاح بتقدير «متفوق» و«ممتاز»؛ بل التأكيد على روح الابتكار والإضافة، وتحديد الغايات والطموحات بوضوح، وفتح نوافذ النظر نحو العالم، واستيعاب أننا نملك كل أسباب التقدّم، ولنا من العقول النيّرة ما يحمل عبء بناء مستقبل جديد بروح تتجاوز مربعات تعطيل المواهب وإهدار الموارد والركون إلى حياة الاستهلاك والخمول.
وفي هذا يشترك رب الأسرة في رسم هذه الآفاق، وتعظيم هذه القيم في روع الأبناء والبنات، وحضهم على اقتحام نوافذ المستقبل بروح تنشد التطور، وتعمل بأسبابه، لتقدم جديدًا، وتضيف قيمة بارزة، وابتكارًا مشرقًا.
وكما قال وزير التعليم إن التطوير في التعليم ليس شكليًا، ولكنه تطوير حقيقي وجوهري وعميق، والجميع فيه شركاء، ومستمرون في هذه الرحلة التطويرية لمواكبة المتغيرات، والاستجابة لاحتياجات العصر، وتطوير المناهج سيؤدي إلى تحسين نتائج المملكة في الاختبارات الدولية، وسد الفجوة بين سنوات السلم التعليمي وسنوات الدراسة الفعلية، بالإضافة إلى المقاربة مع الدول المتقدمة تعليميًا وبين النظام التعليمي في المملكة مرحبًا بعام دراسي على إيقاع المنهج الجديد، والخطط الدراسية المطوّرة، والفصول الثلاثة التي نتمنى أن يكون فيها من النشاط المبتكر والفاعل ما يزيح عن أبنائنا شبح الملالة الذي ظل يلازمهم مع إطلالة كل عام دراسي، فكل ما نرجوه أن يستقبلوا العام الدراسي بفرح المستبشر لجديد، ويودعوه ببهجة من أنجز جديدًا، وأحدث فرقًا، وصنع قيمة مضافة.
• استحداث مناهج جديدة.
• إبداع خطط دراسية مطوّرة.
• تبني نظام الفصول الدراسية الثلاثة، مع انتهاج مسارات ثانوية.
• زيادة نسبة إسناد المعلمات في فصول الطفولة المبكرة إلى 50%.
فلكل مؤشر من هذه المؤشرات دلالته العميقة، وحاجته العظيمة، للخروج بالتعليم من نمطه القديم التي كانت مخرجاته حفظا وترديدا ومنهجا خفيا وأفكارا صحوية وإخوانية مدمرة إلى آفاق جديدة، بشّر بها وزير التعليم نفسه بالقول، في اللقاء بالكتّاب وممثلي وسائل الإعلام مؤخّرًا: «إن غاية التطوير الذي ننشده في تطوير المناهج والخطط الدراسية وتطبيق مسارات الثانوية والفصول الثلاثة هو بناء إنسان يمتلك مهارات القرن الحادي والعشرين، ومتطلبات الثورة الصناعية الرابعة ووظائف المستقبل، والمشاركة في التنمية الوطنية، والقدرة على المنافسة عالميًا».
إن هذه الكلمات العميقة هي المفتاح الأساسي، والأفق الذي نستشرفه في العملية التعليمية وفقًا لتطلعات رؤية المملكة 2030، فقد بات ضروريًا ومهمًا جدًّا أن تخرج مناهج التعليم عندنا من قيد النهج التلقيني، الذي يحوّل المتلقي لمجرد حافظة للمعلومة، ومستودع لما يُلقى إليه وعليه من الدروس، وما عليه إلا أن «يعيد» ما حفظه حينما يسأل عنه في ورقة الاختبارات، ليكون التقييم عندئذ بمقدار ما حفظ، وبقوّة ما استعاد بذاكرته، وهي غاية تجاوزها التعليم الحديث في البلدان المتطوّرة، التي استطاعت -بفضل المناهج التعليمية المتطورة- أن تخرج من قمقم التخلّف والاعتماد على الغير، إلى آفاق النهضة الصناعية المبهرة، ولنا في اليابان، وماليزيا والصين، شواهد على ذلك، فقد استطاعت في زمن قياسي أن تعبر خط التخلّف، وتلحق بركب الدول الصناعية المؤثرة، وتكون رقمًا صعبًا في معادلة الاقتصاد العالمي المنتج وغير المستهلك. وما نحن عنها ببعيد بإذن الله طالما دمرنا الفكر المشوه الذي أعاق التعليم زمنًا.
هذه الدول أولت التعليم التطبيقي عناية فائقة، وحررت عقول الأطفال والشباب وأطلقتها لتفكّر بحرية، وتبدع بطلاقة، وتناقش وتحاور وتجادل في ما يُلقى عليها، بخلاف ما يتسم به النهج التلقيني من يقينيات تقارب أن تكون في حكم «المقدسات» التي ينبغي التسليم بها، وحفظها، وإرجاعها عند الضرورة بكل أمانة، بلا زيادة أو نقصان، وفي هذا تعطيل وتقزيم لقدراتهم، وحظر نشاطهم العقلي في نشاط واحد يتراوح بندوله بين «الحفظ والاسترجاع»، وهي عملية تصيبهم بالملالة، وتورثهم الضجر والرغبة العارمة في التخلّص من هذا «العبء»، وأبلغ دليل على هذا «الضجر» ما نشاهده من أكوام الكتب وكراسات الواجب التي تستقبلها الحاويات عقب كل فصل دراسي، في مشهد محزن، له دلالته التي يجب أن يضعها القائمون على أمر المناهج في معمل البحث والنظر والتقييم.
إن البشارة التي أطلقها الوزير بمناهج جديدة، وخطط دراسية مطوّرة تستلزم وعيًا تشترك فيها أطراف العملية التعليمية جميعها، بدءًا بالمعلمين أنفسهم، وضرورة تحريرهم أولا من قبضة النهج التلقيني الذي اعتادوه في طرائق تدريسهم السابقة، واستيعاب المتغيرات الجديدة بما يمكّنهم من إنزال هذه المناهج الجديدة على أرض الواقع، باستيعاب طرائق التدريس الحديثة كما ينبغي ويتوافق مع الآفاق التي ننشدها من التطور، ثم تأتي مسؤولية الطلاب وأسرهم في المرتبة الثانية بحسن تفاعلهم مع هذه المناهج الحديثة، وتحرير عقولهم والسعي نحو اقتحام آفاق جديدة ليس غايتها النجاح بتقدير «متفوق» و«ممتاز»؛ بل التأكيد على روح الابتكار والإضافة، وتحديد الغايات والطموحات بوضوح، وفتح نوافذ النظر نحو العالم، واستيعاب أننا نملك كل أسباب التقدّم، ولنا من العقول النيّرة ما يحمل عبء بناء مستقبل جديد بروح تتجاوز مربعات تعطيل المواهب وإهدار الموارد والركون إلى حياة الاستهلاك والخمول.
وفي هذا يشترك رب الأسرة في رسم هذه الآفاق، وتعظيم هذه القيم في روع الأبناء والبنات، وحضهم على اقتحام نوافذ المستقبل بروح تنشد التطور، وتعمل بأسبابه، لتقدم جديدًا، وتضيف قيمة بارزة، وابتكارًا مشرقًا.
وكما قال وزير التعليم إن التطوير في التعليم ليس شكليًا، ولكنه تطوير حقيقي وجوهري وعميق، والجميع فيه شركاء، ومستمرون في هذه الرحلة التطويرية لمواكبة المتغيرات، والاستجابة لاحتياجات العصر، وتطوير المناهج سيؤدي إلى تحسين نتائج المملكة في الاختبارات الدولية، وسد الفجوة بين سنوات السلم التعليمي وسنوات الدراسة الفعلية، بالإضافة إلى المقاربة مع الدول المتقدمة تعليميًا وبين النظام التعليمي في المملكة مرحبًا بعام دراسي على إيقاع المنهج الجديد، والخطط الدراسية المطوّرة، والفصول الثلاثة التي نتمنى أن يكون فيها من النشاط المبتكر والفاعل ما يزيح عن أبنائنا شبح الملالة الذي ظل يلازمهم مع إطلالة كل عام دراسي، فكل ما نرجوه أن يستقبلوا العام الدراسي بفرح المستبشر لجديد، ويودعوه ببهجة من أنجز جديدًا، وأحدث فرقًا، وصنع قيمة مضافة.