فيما يتعلق ببرنامج إسرائيل النووي، وكونه برنامجا حربيا بامتياز، تؤكد الأدلة والحقائق الدامغة امتلاك إسرائيل للسلاح النووي، رغم مغالطات ومناورات ساستها، وترديدهم لمقولتهم الشهيرة: «لن تكون إسرائيل أول من يدخل السلاح النووي للمنطقة». وسبق أن أوردنا «البرهان التقني» القاطع على كون إسرائيل نووية. ونختم اليوم بإيراد أهم الحقائق والأدلة التي تثبت حيازة إسرائيل بالفعل لهذا السلاح، ومنذ حوالى خمسة عقود:
1- بدأت إسرائيل تهتم باستخدام القوة النووية لأغراض عسكرية منذ ولادتها سنة 1948م.
2- بدأ البرنامج النووي الإسرائيلي (الذي إحاطته إسرائيل بالسرية التامة، ومنعت الاقتراب منه) في التبلور منذ بداية الخمسينات، بجهود من الفيزيائي «حاييم وايزمن»، أول رئيس لإسرائيل، وكذلك بن جوريون، أول رئيس لوزرائها. ومن بعدهما: موشي دايان وإسحاق رابين، وجولدا مائير، وشمعون بيريز، وغيرهم.
3- نهض البرنامج النووي الإسرائيلي بفضل مساهمة علماء يهود (صهاينة) متواجدين في منشآت نووية في العالم الغربي، وكذلك بفضل المساعدات الغربية الفنية والمالية الهائلة، وبخاصة المساعدات النووية، التي تلقتها إسرائيل من أمريكا وفرنسا.
4- أبرز منشآت إسرائيل النووية هي: منشآت «ديمونا» (وهي معقل النشاط النووي العسكري الإسرائيلي) وكذلك منشآت «ناحال سوريق». ومنشآت «ديمونا» هذه غير خاضعة لأي رقابة غير إسرائيلية، وتحيطها إسرائيل بإجراءات أمن صارمة... حتى أن معرفة ما يجري بداخلها ما زالت حكراً على فئة محدودة جداً من كبار قادة إسرائيل.
5- منذ نهاية الستينات، أخذت إسرائيل تهتم كثيراً بالحصول على وسائل حمل وقذف السلاح النووي (Delivery Systems). حيث أصبحت منذ هذه الفترة تمتلك عدداً من القنابل الذرية، ووسائل لحملها وقذفها على أهداف قريبة. ويجمع غالبية المراقبين، في تلك الفترة والآن، بأن إسرائيل قد أصبحت تاسع بلد في العالم يمتلك هذا النوع من الأسلحة.
6- هناك عدة تقارير سرية غربية... وأمريكية بصفة خاصة، تجزم بامتلاك إسرائيل لأسلحة نووية... منها تقرير وكالة الاستخبارات الأمريكية المركزية (C. I. A.). ذلك التقرير الشهير الذي كتب سنة 1974م، ولكنه بقي سرا لمدة أربع سنوات– حتى نشر سنة 1978م.
7- ترفض إسرائيل بشدة التوقيع على اتفاقية «حظر انتشار الأسلحة النووية» (NPT)، وترفض (رفضاً قاطعاً) كذلك اطلاع أي جهة دولية (بما في ذلك حلفاؤها) على حقيقة نشاطها النووي بديمونا. وهذا مما يؤكد توجه إسرائيل العسكري، في استخدامها للطاقة النووية. علما بأن معظم الدول العربية قد وقعت، وصادقت، على هذه الاتفاقية الشهيرة.
8- شهادة الفني النووي الإسرائيلي «فانونو» الذي كان يعمل بمفاعل ديمونا، ثم هرب، ليفضح ما تقوم به هذه المنشأة من صنع للأسلحة النووية. وقد نتحدث لاحقا عن هذه الشهادة، لأهميتها الإقليمية والعالمية.
****
كما تكشفت عدة دلائل أخرى، تجسدت في تقارير عسكرية واستخباراتية وصحفية، وفى تصريحات وتلميحات لبعض قادة إسرائيل، ومنهم «ايهود ألمرت»، رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، وغيرهم من قادة العالم، تؤكد أن بحوزة إسرائيل الآن ترسانة من الأسلحة النووية الجاهزة للاستخدام فورا. وهناك تقرير وكالة «الاسوشيتدبرس» الإخبارية الأمريكية، والذى نشر مؤخرا، يوم 25/2/2021م، ليؤكد المؤكد. ويمكن أن نضيف إلى ذلك: ما تمارسه إسرائيل من غطرسة وعربدة مشهودة بالمنطقة، وما حولها، وتحديها السافر لكل الأطراف فيها، بل ولكل القوانين والأعراف الدولية والإنسانية، استنادا إلى شعورها العارم بالقوة والتفوق الغاشم، لتكريس ظلمها وعدوانها. بعد كل ذلك، كيف يصدق أحدا أن برنامج إسرائيل النووي مخصص فقط للأغراض السلمية– كما تدعى إسرائيل، كذبا وتمويها.
****
ويجب أن نختتم هذا الموضوع بإيراد أربع نقاط هامة، ومفصلية، عن السلاح النووي الإسرائيلي، بالنسبة للعرب تحديدا. وذلك كما يلي:
أولا: تكتب مقالات كثيرة، وتدبج أبحاث عدة، في الغرب بخاصة، عن إمكانية إسرائيل النووية العسكرية، وكونها دولة نووية. ولكن ما يكتب في عالمنا العربي عن هذا الموضوع ما زال قليلا، ومحدودا، نسبة لما يكتب عنه خارج العالم العربي. ومقالاتنا هذه تأتي من باب التنبيه، والتحذير، والعلم بالشيء، ومعرفة ما يدبره العدو الأول للأمة. وهي أبعد ما تكون عن الدعاية لقدرات إسرائيل النووية، أو إظهار مقدرة إسرائيل على الثأر، والانتقام الكاسح.
ثانيا: هناك من يدعي أن إسرائيل: «دولة عاقلة، ومنضبطة»..! لذا، لا يتصور أن تلجأ لاستخدام سلاحها النووي، إلا في حالات الضرورة القصوى. وهذا محض افتراء. فلا إسرائيل دولة عاقلة، ولا قادتها منضبطون. حيث يبدو أن هؤلاء القادة (وغالبيتهم اشكناز) جاءوا إلى فلسطين وفي قلوبهم كل أحقاد الأرض والكراهية ضد العرب، بخاصة.
وهم مستعدون لاستخدام أفتك الأسلحة، ان تعرضوا لأي هجوم، حتى لو كان بالسلاح الأبيض. وما حروبهم البشعة ضد الفلسطينيين، وبخاصة في قطاع غزة المحاصر، إلا أكبر دليل على وحشيتهم، وبشاعة رد فعلهم، وحقدهم الأسود.
ثالثا: هناك من يعتقد بأن إسرائيل لا يمكنها استعمال سلاحها النووي دون أن تضرر هي، في معظم أوقات السنة. ذلك صحيحا في بعض الأوقات والحالات فقط. ولكن، يمكن لإسرائيل أن تضرب أهدافا، شرقها وغربها، ودون أن تضرر من تداعيات الإشعاع النووي، في أوقات محددة سلفا من قبل جيش الاحتلال والغزو الصهيوني. وفي حرب أكتوبر 1973م، فكر قادة إسرائيل، بالفعل، في استخدام هذا السلاح.
رابعا: إن الأمة العربية قادرة، إن هي أصلحت أوضاعها السياسية، وائتلفت، على مواجهة التحدي الصهيوني، وغيره، بما يضمن، بالفعل، تحقق الأمن القومي العربي.
1- بدأت إسرائيل تهتم باستخدام القوة النووية لأغراض عسكرية منذ ولادتها سنة 1948م.
2- بدأ البرنامج النووي الإسرائيلي (الذي إحاطته إسرائيل بالسرية التامة، ومنعت الاقتراب منه) في التبلور منذ بداية الخمسينات، بجهود من الفيزيائي «حاييم وايزمن»، أول رئيس لإسرائيل، وكذلك بن جوريون، أول رئيس لوزرائها. ومن بعدهما: موشي دايان وإسحاق رابين، وجولدا مائير، وشمعون بيريز، وغيرهم.
3- نهض البرنامج النووي الإسرائيلي بفضل مساهمة علماء يهود (صهاينة) متواجدين في منشآت نووية في العالم الغربي، وكذلك بفضل المساعدات الغربية الفنية والمالية الهائلة، وبخاصة المساعدات النووية، التي تلقتها إسرائيل من أمريكا وفرنسا.
4- أبرز منشآت إسرائيل النووية هي: منشآت «ديمونا» (وهي معقل النشاط النووي العسكري الإسرائيلي) وكذلك منشآت «ناحال سوريق». ومنشآت «ديمونا» هذه غير خاضعة لأي رقابة غير إسرائيلية، وتحيطها إسرائيل بإجراءات أمن صارمة... حتى أن معرفة ما يجري بداخلها ما زالت حكراً على فئة محدودة جداً من كبار قادة إسرائيل.
5- منذ نهاية الستينات، أخذت إسرائيل تهتم كثيراً بالحصول على وسائل حمل وقذف السلاح النووي (Delivery Systems). حيث أصبحت منذ هذه الفترة تمتلك عدداً من القنابل الذرية، ووسائل لحملها وقذفها على أهداف قريبة. ويجمع غالبية المراقبين، في تلك الفترة والآن، بأن إسرائيل قد أصبحت تاسع بلد في العالم يمتلك هذا النوع من الأسلحة.
6- هناك عدة تقارير سرية غربية... وأمريكية بصفة خاصة، تجزم بامتلاك إسرائيل لأسلحة نووية... منها تقرير وكالة الاستخبارات الأمريكية المركزية (C. I. A.). ذلك التقرير الشهير الذي كتب سنة 1974م، ولكنه بقي سرا لمدة أربع سنوات– حتى نشر سنة 1978م.
7- ترفض إسرائيل بشدة التوقيع على اتفاقية «حظر انتشار الأسلحة النووية» (NPT)، وترفض (رفضاً قاطعاً) كذلك اطلاع أي جهة دولية (بما في ذلك حلفاؤها) على حقيقة نشاطها النووي بديمونا. وهذا مما يؤكد توجه إسرائيل العسكري، في استخدامها للطاقة النووية. علما بأن معظم الدول العربية قد وقعت، وصادقت، على هذه الاتفاقية الشهيرة.
8- شهادة الفني النووي الإسرائيلي «فانونو» الذي كان يعمل بمفاعل ديمونا، ثم هرب، ليفضح ما تقوم به هذه المنشأة من صنع للأسلحة النووية. وقد نتحدث لاحقا عن هذه الشهادة، لأهميتها الإقليمية والعالمية.
****
كما تكشفت عدة دلائل أخرى، تجسدت في تقارير عسكرية واستخباراتية وصحفية، وفى تصريحات وتلميحات لبعض قادة إسرائيل، ومنهم «ايهود ألمرت»، رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، وغيرهم من قادة العالم، تؤكد أن بحوزة إسرائيل الآن ترسانة من الأسلحة النووية الجاهزة للاستخدام فورا. وهناك تقرير وكالة «الاسوشيتدبرس» الإخبارية الأمريكية، والذى نشر مؤخرا، يوم 25/2/2021م، ليؤكد المؤكد. ويمكن أن نضيف إلى ذلك: ما تمارسه إسرائيل من غطرسة وعربدة مشهودة بالمنطقة، وما حولها، وتحديها السافر لكل الأطراف فيها، بل ولكل القوانين والأعراف الدولية والإنسانية، استنادا إلى شعورها العارم بالقوة والتفوق الغاشم، لتكريس ظلمها وعدوانها. بعد كل ذلك، كيف يصدق أحدا أن برنامج إسرائيل النووي مخصص فقط للأغراض السلمية– كما تدعى إسرائيل، كذبا وتمويها.
****
ويجب أن نختتم هذا الموضوع بإيراد أربع نقاط هامة، ومفصلية، عن السلاح النووي الإسرائيلي، بالنسبة للعرب تحديدا. وذلك كما يلي:
أولا: تكتب مقالات كثيرة، وتدبج أبحاث عدة، في الغرب بخاصة، عن إمكانية إسرائيل النووية العسكرية، وكونها دولة نووية. ولكن ما يكتب في عالمنا العربي عن هذا الموضوع ما زال قليلا، ومحدودا، نسبة لما يكتب عنه خارج العالم العربي. ومقالاتنا هذه تأتي من باب التنبيه، والتحذير، والعلم بالشيء، ومعرفة ما يدبره العدو الأول للأمة. وهي أبعد ما تكون عن الدعاية لقدرات إسرائيل النووية، أو إظهار مقدرة إسرائيل على الثأر، والانتقام الكاسح.
ثانيا: هناك من يدعي أن إسرائيل: «دولة عاقلة، ومنضبطة»..! لذا، لا يتصور أن تلجأ لاستخدام سلاحها النووي، إلا في حالات الضرورة القصوى. وهذا محض افتراء. فلا إسرائيل دولة عاقلة، ولا قادتها منضبطون. حيث يبدو أن هؤلاء القادة (وغالبيتهم اشكناز) جاءوا إلى فلسطين وفي قلوبهم كل أحقاد الأرض والكراهية ضد العرب، بخاصة.
وهم مستعدون لاستخدام أفتك الأسلحة، ان تعرضوا لأي هجوم، حتى لو كان بالسلاح الأبيض. وما حروبهم البشعة ضد الفلسطينيين، وبخاصة في قطاع غزة المحاصر، إلا أكبر دليل على وحشيتهم، وبشاعة رد فعلهم، وحقدهم الأسود.
ثالثا: هناك من يعتقد بأن إسرائيل لا يمكنها استعمال سلاحها النووي دون أن تضرر هي، في معظم أوقات السنة. ذلك صحيحا في بعض الأوقات والحالات فقط. ولكن، يمكن لإسرائيل أن تضرب أهدافا، شرقها وغربها، ودون أن تضرر من تداعيات الإشعاع النووي، في أوقات محددة سلفا من قبل جيش الاحتلال والغزو الصهيوني. وفي حرب أكتوبر 1973م، فكر قادة إسرائيل، بالفعل، في استخدام هذا السلاح.
رابعا: إن الأمة العربية قادرة، إن هي أصلحت أوضاعها السياسية، وائتلفت، على مواجهة التحدي الصهيوني، وغيره، بما يضمن، بالفعل، تحقق الأمن القومي العربي.