يصف البعض الدِّينَ بالثورة، أو بأنه انقلاب على السائد، وهذا زعم مُغالط للحقائق والواقع، كونه يلزم منه أن يكون الرمز الناقل والمبلّغ عن الله ثائراً محتقناً، ومناضلاً أحمق مندفعاً، والمؤكد أن الثورية تتنافى مع مبدأ العصمة، والرسالية (إن هو إلا وحيٌ يُوحى). فالنبوة ليست حالة مزاجية، ولا قراراً ذاتياً، ولا تخطيطاً مسبقاً، بل تنفيذ لإرادة الله، بتصحيح معتقد أمة أو مجتمع، وتعديل مسارها نحو الاستقامة باللطف لا بالعُنف.
أتت الأديانُ لتؤسس، وتبني، وتُعلي، وتُصلح، وتُهذّب، وجاءت الثورات لتقوّض، وتدمر، وتعذّب، وتخرّب، بدافع عصبوي، أو أيديولوجي.
عالم النبوة قائمٌ على العلنية المسنودة بعالم غيب وفيّ للسابق واللاحق (عَالِمُ الغيب فلا يُظهر على غيبه أحداً إلا من ارتضى من رسول) وعالم الثورات انتسابه للتشكيل السري، والعمل الخفي، والخيانات الوطنية.
الأديان من عند الله، والله لا يثور على خلقه، والثورات إكراه وإجبار، واستئثار، والأديان إقناع واختيار، لا إثارة ولا إعسار. فلم يأت نبي بسيف، بل بالقول الليّن، ولم تُكره شعوب على الدخول في دِين بل كانت حرية الاختيار صريحة بنصوص صحيحة.
الأنبياءُ ليسوا ثوّاراً والدِّين ليس ثورة. وإطلاق مصطلح الثورة على المقدّس، من باب تسييس وتدنيس حُرمة الأديان، وتشبه بمقام النبوة القائم على هداية البشرية بأرقى وأنقى التعليمات وأسلم وأحكم التوجيهات الربانية.
الثورة عدائية فادحة، وتوجه ناقم وقادح، والأديانُ مسالمة ومنظمّة وشارحة ومنشرحة.
الدِّين بناء والثورة هدم، والدِّين نظام والثورة فوضى.
الثورات سيئة السمعة، والأديان حسنة السيرة والسلوك، ومبلغو الدِّين صفوة الخلق في أخلاقهم وتعاملهم وتسامحهم (الله يصطفي من الملائكة رسلاً ومن الناس) وقادة الثورات رعاع وحمقى وسيكوباتيون.
الأنبياء ليسوا طالبي مُلك ولا مغرمين بسلطة ولا باحثين عن مغانم، والثوار مهووسون بكم حكموا وكم نفّسوا من احتقانات، وكم جنوا من مكاسب.
الثورات تسلّط غير مشرعن، وتعسف ليس له مبرر، وترهيب لا إنسانية له ولا معه ولا فيه.
لم يترك الله بين الأنبياء وبين الناس مسافة شاغرة، ليملأها نواب عن ربنا باسم الثورات والانقلابات والخلافة والسلطنة.
جميع الثورات في العالم اعتورها الخلل، واعتراها الاضطراب، ولفقدها الأدب فقدت توازنها، وإن في مرحلة من مراحلها، بخلاف النبوّة التكاملية بدءاً من شخص النبي عليه الصلاة والسلام، وسلوكه وأخلاقه وحضاريته (أدّبني ربي فأحسن تأديبي).
الثورات أهواء مشتهاة، والنبوة هُدى من الله.
النبوة تُحيلُ على المعجزات، والثورات محتالة بالشعارات.
وفيما لو وقع في عصر نبوّة أي إخفاق فهو منسوب للأتباع، بخلاف الثورات التي يتسبب في إخفاقاتها ولعناتها زعاماتها، المسكونون بالهاجس التآمري، الممهد للتصفيات والاعتقالات حتى لرفاق التوجه والمرحلة، ما يشرع الأبواب لحلقات من الصراع الجهنمي وردات الفعل غير المتوقعة.
الأنبياء يَعِدوننا بالنعيم، والثوار يتوعدوننا بالجحيم.
أتت الأديانُ لتؤسس، وتبني، وتُعلي، وتُصلح، وتُهذّب، وجاءت الثورات لتقوّض، وتدمر، وتعذّب، وتخرّب، بدافع عصبوي، أو أيديولوجي.
عالم النبوة قائمٌ على العلنية المسنودة بعالم غيب وفيّ للسابق واللاحق (عَالِمُ الغيب فلا يُظهر على غيبه أحداً إلا من ارتضى من رسول) وعالم الثورات انتسابه للتشكيل السري، والعمل الخفي، والخيانات الوطنية.
الأديان من عند الله، والله لا يثور على خلقه، والثورات إكراه وإجبار، واستئثار، والأديان إقناع واختيار، لا إثارة ولا إعسار. فلم يأت نبي بسيف، بل بالقول الليّن، ولم تُكره شعوب على الدخول في دِين بل كانت حرية الاختيار صريحة بنصوص صحيحة.
الأنبياءُ ليسوا ثوّاراً والدِّين ليس ثورة. وإطلاق مصطلح الثورة على المقدّس، من باب تسييس وتدنيس حُرمة الأديان، وتشبه بمقام النبوة القائم على هداية البشرية بأرقى وأنقى التعليمات وأسلم وأحكم التوجيهات الربانية.
الثورة عدائية فادحة، وتوجه ناقم وقادح، والأديانُ مسالمة ومنظمّة وشارحة ومنشرحة.
الدِّين بناء والثورة هدم، والدِّين نظام والثورة فوضى.
الثورات سيئة السمعة، والأديان حسنة السيرة والسلوك، ومبلغو الدِّين صفوة الخلق في أخلاقهم وتعاملهم وتسامحهم (الله يصطفي من الملائكة رسلاً ومن الناس) وقادة الثورات رعاع وحمقى وسيكوباتيون.
الأنبياء ليسوا طالبي مُلك ولا مغرمين بسلطة ولا باحثين عن مغانم، والثوار مهووسون بكم حكموا وكم نفّسوا من احتقانات، وكم جنوا من مكاسب.
الثورات تسلّط غير مشرعن، وتعسف ليس له مبرر، وترهيب لا إنسانية له ولا معه ولا فيه.
لم يترك الله بين الأنبياء وبين الناس مسافة شاغرة، ليملأها نواب عن ربنا باسم الثورات والانقلابات والخلافة والسلطنة.
جميع الثورات في العالم اعتورها الخلل، واعتراها الاضطراب، ولفقدها الأدب فقدت توازنها، وإن في مرحلة من مراحلها، بخلاف النبوّة التكاملية بدءاً من شخص النبي عليه الصلاة والسلام، وسلوكه وأخلاقه وحضاريته (أدّبني ربي فأحسن تأديبي).
الثورات أهواء مشتهاة، والنبوة هُدى من الله.
النبوة تُحيلُ على المعجزات، والثورات محتالة بالشعارات.
وفيما لو وقع في عصر نبوّة أي إخفاق فهو منسوب للأتباع، بخلاف الثورات التي يتسبب في إخفاقاتها ولعناتها زعاماتها، المسكونون بالهاجس التآمري، الممهد للتصفيات والاعتقالات حتى لرفاق التوجه والمرحلة، ما يشرع الأبواب لحلقات من الصراع الجهنمي وردات الفعل غير المتوقعة.
الأنبياء يَعِدوننا بالنعيم، والثوار يتوعدوننا بالجحيم.