يمكن وصف قصة السعودية التنموية خلال الأعوام الخمسة الماضية، بأنها واحدة من أعظم قصص التنمية على مستوى تاريخ الدول. فهي أحرقت المراحل ليس على مستوى الخطط والإستراتيجيات فحسب، بل على مستوى خلق ثقة غير مسبوقة في قدرة السعوديين على إنجاز مشروعهم التنموي وفق رؤيتهم وظروفهم وحاجاتهم.
ومع هذا الحراك، تطور أداء مؤسسات الدولة على نحو ملفت وخلّاق، ويمكن ضرب الكثير من الأمثلة على هذا الصعيد، غير أن هذا المقال ليس بصددها، وإنما حول العنصر المفقود في كل هذه العملية التنموية الهائلة.
إنها قصة السعودية الجديدة التي يستحق أن يسمعها العالم أجمع. وعندما نقول العالم، فإن الهدف ليس البحث عن رضا الآخرين عنّا أو إعجابهم بنا، بل لأننا دولة قررت أن تخوض مشروعها التنموي عبر دعوة العالم لزياراتها والاستثمار فيها بكافة المجالات. فمثلاً وبكل صدق، من كان يعرف العلا أو جماليات البحر الأحمر قبل إعلان الرؤية؟
التحدي الدائم برأيي أمام رواية قصة السعودية الجديدة -وهنا لست ألوم أي جهة- هو أننا لم نتحرر على مستوى اتصال المنظمات من رواية الخبر، والانتقال على رواية القصة (News to Views). من الطبيعي أن تحظى الأحداث أو الإعلانات الكبرى بتغطيات واهتمام عالمي، وحتى أحياناً دون جهد أو عناء من الجهة المعنية بالمشروع، غير أن التحدي يقع في أمرين: رواية القصة وما وراء الخبر، والأمر الثاني هو الاستدامة، وكلاهما أمران يرتبط بعضهما ببعض، ويسيران على خطٍّ متوازٍ، وبهما يتم تحقيق أهدافك الإستراتيجية النهائية سواء على صعيد بناء الصورة الذهنية أو جذب استثمارات وغيرها.
أما على صعيد القصة التي هي امتداد للخبر، فأثرها هو تعميق أثر الأخبار المتلاحقة عن الموضوع عبر اكتشاف زوايا جديدة لا يحتملها الخبر، وهذا يقودنا إلى موضوع «الاستدامة/ consistency»، وهذا منهج اتصالي صرف، حيث نخرج من فكرة العمل الصحفي المعني بالأخبار العاجلة والجديدة، إلى فكرة العمل الاتصالي التراكمي المعني ببناء الأفكار وصناعة الصور الذهنية.
ودعونا هنا نتذكر أن CNN ورويترز أو AP عندما تنشر خبراً عن إطلاق مشروع أو فعالية كبرى، لا يعدو كونه نشر خبر ملفت. ورغم أنه أمر جيد ومهم، إلا أنه لا يكفي، لأن هذه الوسائل تنشر أصلاً دون أن يُطلب منها ذلك. فهي على سبيل المثال تنشر عن إمكانات ملعب ويمبلي الشهير في لندن الذي يتسع لأكثر من ٩٥ ألفاً، أو عن مهرجان ركض الثيران في إسبانيا، وهذا يظل خبراً ومعلومة عابرة ما لم يتم دعمه بالقصة والاستدامة.
ولتوضيح الفكرة أكثر، الخبر والقصة والاستدامة يمكن وصفها بمحطات تقود إحداها إلى الأخرى، فالخبر هو الإبلاغ والتعريف، والقصة هي التكريس وصناعة الصورة أو الانطباع، غير أن هذا الانطباع أو الصورة لن تتحقق بلا استدامة، وظهور دائم عن الموضوع، لأن الذي يصنع الصورة الذهنية ويبنيها ليس المعلومة فقط، بل الحضور الدائم وأن تبقى في المشهد دائماً تكرر نفسك عن الموضوع نفسه؛ تطوراته، مستجداته، ونجاحاته.
وختاماً، في ظل هذه النجاحات التنموية والنوعية التي يراها ويلمسها الجميع، ينتابنا الفخر والاعتزاز، لكن يتبادر السؤال عن عدم حضورها على النحو الذي تستحقه دولياً، وعلى غرار بيت نزار قباني الشهير يكون السؤال: يا قصةً لستُ أدري كيف أرويها.
ومع هذا الحراك، تطور أداء مؤسسات الدولة على نحو ملفت وخلّاق، ويمكن ضرب الكثير من الأمثلة على هذا الصعيد، غير أن هذا المقال ليس بصددها، وإنما حول العنصر المفقود في كل هذه العملية التنموية الهائلة.
إنها قصة السعودية الجديدة التي يستحق أن يسمعها العالم أجمع. وعندما نقول العالم، فإن الهدف ليس البحث عن رضا الآخرين عنّا أو إعجابهم بنا، بل لأننا دولة قررت أن تخوض مشروعها التنموي عبر دعوة العالم لزياراتها والاستثمار فيها بكافة المجالات. فمثلاً وبكل صدق، من كان يعرف العلا أو جماليات البحر الأحمر قبل إعلان الرؤية؟
التحدي الدائم برأيي أمام رواية قصة السعودية الجديدة -وهنا لست ألوم أي جهة- هو أننا لم نتحرر على مستوى اتصال المنظمات من رواية الخبر، والانتقال على رواية القصة (News to Views). من الطبيعي أن تحظى الأحداث أو الإعلانات الكبرى بتغطيات واهتمام عالمي، وحتى أحياناً دون جهد أو عناء من الجهة المعنية بالمشروع، غير أن التحدي يقع في أمرين: رواية القصة وما وراء الخبر، والأمر الثاني هو الاستدامة، وكلاهما أمران يرتبط بعضهما ببعض، ويسيران على خطٍّ متوازٍ، وبهما يتم تحقيق أهدافك الإستراتيجية النهائية سواء على صعيد بناء الصورة الذهنية أو جذب استثمارات وغيرها.
أما على صعيد القصة التي هي امتداد للخبر، فأثرها هو تعميق أثر الأخبار المتلاحقة عن الموضوع عبر اكتشاف زوايا جديدة لا يحتملها الخبر، وهذا يقودنا إلى موضوع «الاستدامة/ consistency»، وهذا منهج اتصالي صرف، حيث نخرج من فكرة العمل الصحفي المعني بالأخبار العاجلة والجديدة، إلى فكرة العمل الاتصالي التراكمي المعني ببناء الأفكار وصناعة الصور الذهنية.
ودعونا هنا نتذكر أن CNN ورويترز أو AP عندما تنشر خبراً عن إطلاق مشروع أو فعالية كبرى، لا يعدو كونه نشر خبر ملفت. ورغم أنه أمر جيد ومهم، إلا أنه لا يكفي، لأن هذه الوسائل تنشر أصلاً دون أن يُطلب منها ذلك. فهي على سبيل المثال تنشر عن إمكانات ملعب ويمبلي الشهير في لندن الذي يتسع لأكثر من ٩٥ ألفاً، أو عن مهرجان ركض الثيران في إسبانيا، وهذا يظل خبراً ومعلومة عابرة ما لم يتم دعمه بالقصة والاستدامة.
ولتوضيح الفكرة أكثر، الخبر والقصة والاستدامة يمكن وصفها بمحطات تقود إحداها إلى الأخرى، فالخبر هو الإبلاغ والتعريف، والقصة هي التكريس وصناعة الصورة أو الانطباع، غير أن هذا الانطباع أو الصورة لن تتحقق بلا استدامة، وظهور دائم عن الموضوع، لأن الذي يصنع الصورة الذهنية ويبنيها ليس المعلومة فقط، بل الحضور الدائم وأن تبقى في المشهد دائماً تكرر نفسك عن الموضوع نفسه؛ تطوراته، مستجداته، ونجاحاته.
وختاماً، في ظل هذه النجاحات التنموية والنوعية التي يراها ويلمسها الجميع، ينتابنا الفخر والاعتزاز، لكن يتبادر السؤال عن عدم حضورها على النحو الذي تستحقه دولياً، وعلى غرار بيت نزار قباني الشهير يكون السؤال: يا قصةً لستُ أدري كيف أرويها.