تضج المواقع الإلكترونية منذ الأسبوع الماضي بمقاطع الفيديوهات من الأحواز العربية جنوب غرب إيران، المحافظة ذات الأغلبية السكانية العربية الأصلية، بسبب شح المياه وانقطاعها من جهة وبأسباب تاريخية متراكمة أخرى، تتمثل بالتهميش والتفقير والعنصرية والتطهير العرقي وسياسات اقتلاع الهوية العربية الممنهجة.
مثل أغلب مآسي الوطن العربي التي استزرعها البريطانيون والفرنسيون في العالم العربي، فقد سلخت بريطانيا هذا الإقليم من جسم الوطن العربي لتسلمه لإيران مطلع القرن الماضي، واسمه الأحواز، وتسميه طهران خوزستان، بعد أن كانت تسميه عربستان بالفارسية، ثم قُلبت حاؤه هاء كما تقول بعض المصادر، يناضل أهله الأصليون للحفاظ على هويتهم العربية في هذا الإقليم ذي الأكثرية العربية والذود عن حقوقهم، لكن طهران، وعلى الخطى الإسرائيلية، تمعن بتفريس الإقليم، كما تمعن إسرائيل بتهويد القدس والضفة الغربية العربيتين الفلسطينيتين. فبدلا من أن تحفظ حقوق السكان الأصليين وتراعي اختلافهم الثقافي واللغوي، استخدمت عددا من الإجراءات القمعية للضغط عليهم وتهجيرهم من الأحواز كما تهجر إسرائيل السكان الأصليين الفلسطينيين من أرضهم.
ومن بين تلك الإجراءات، تجفيف الأنهار في الأحواز من خلال تحويلها إلى محافظات أخرى، وهذا على ما يبدو هو ما تسبب بنقص المياه الحاد في الإقليم وفجر المظاهرات الأخيرة التي تستمر في أقاليم شتى تجاوزت مطالب المتظاهرين موضوع المياه إلى المطالبة بتغيير النظام، ما جعل المرشد الأعلى يتوجه برسالة غزلية عابرة للمتظاهرين، بينما تستمر سياسة اقتلاع السكان الأصليين بتشجيع هجرة الفرس من أقاليم أخرى للاستيطان في هذا الأحواز ليشكلوا ضغطا على السكان الأصليين من ناحية ومن ناحية أخرى لتذويب الهوية العربية بتهجير سكانها من الإقليم، فهو الإقليم الغني بالبترول الذي يعد خزان إيران الرئيس من البترول.
إن ما يدفعني لطرح هذا الموضوع هو كون قضية الأحواز قضية إنسانية أولا وقضية عربية ثانيا ثم لأنها أحد الملفات الشائكة بين العرب والإيرانيين بل لعلها من أهم الملفات العربية الإيرانية.
هناك أكثر من طريقة لمناصرة وتبني قضية الأحوازيين إنسانيا وعربيا وسياسيا. لكن لا يجوز ترك هؤلاء السكان الأصليين يواجهون سياسات التفقير في إقليم هو الأغنى بتروليا في إيران، وسياسة التعطيش من خلال تحويل الأنهار في إقليمهم وتجفيفها، فضلا عن سياسة الاقتلاع الثقافي للسكان الأصليين من هويتهم العربية.
صحيح أن هناك العديد من الملفات العالقة بين العرب وطهران، لكن الصحيح أن موضوع الأحواز بالغ الأهمية كونه لا يخص دولة عربية بعينها مثلما هو التدخل الإيراني في العراق أو في سوريا مثلا.
كما أن هناك قضايا عالمية عديدة عالقة بين أكثر من دولة ونظام إيران، ليس من الآن بل منذ أكثر من أربعين سنة، وهو ما يدل على أن هذا النظام لديه مشكلة حقيقية في سلوكه وفي مبادئه وأخلاقه. ففي الوقت الذي يدعي مظلوميته ومناصرته للقضايا العادلة، عانت منه وبسببه شعوب ودول المنطقة قتلا واحتلالا وتدخلا وتدميرا وخرابا.
ومن هنا لا بد أن تتبنى جامعة الدول العربية قضية الأحوازيين والأحواز إعلاميا وسياسيا، وعلى الجامعة كذلك حمل هذه القضية على مسؤوليتها وحشد رأي عالمي وإقليمي بين المنظمات الدولية وفي مقدمتها منظمة الأمم المتحدة.
وتوظيف المنابر الدولية والإقليمية الحيوية لشرح قضية الأحوازيين ومحاولة نصرتهم وصولا لاستفتاء الأحوازيين على الاستقلال حتى لو مستقبلا. هذا العمل يجب أن يكون من صميم عمل جامعة الدول العربية، صحيح أن الجامعة تمثل الحكومات العربية، لكن الأمر عندما يتعلق بقضية تتعلق بشعب عربي خارج الوطن العربي والدول العربية، من المفترض أن تمثل الجامعة تلك الشعوب العربية وتتبنى مطالبهم وحقوقهم في الجامعة وفي المنظمات الدولية والإقليمية.
مثل أغلب مآسي الوطن العربي التي استزرعها البريطانيون والفرنسيون في العالم العربي، فقد سلخت بريطانيا هذا الإقليم من جسم الوطن العربي لتسلمه لإيران مطلع القرن الماضي، واسمه الأحواز، وتسميه طهران خوزستان، بعد أن كانت تسميه عربستان بالفارسية، ثم قُلبت حاؤه هاء كما تقول بعض المصادر، يناضل أهله الأصليون للحفاظ على هويتهم العربية في هذا الإقليم ذي الأكثرية العربية والذود عن حقوقهم، لكن طهران، وعلى الخطى الإسرائيلية، تمعن بتفريس الإقليم، كما تمعن إسرائيل بتهويد القدس والضفة الغربية العربيتين الفلسطينيتين. فبدلا من أن تحفظ حقوق السكان الأصليين وتراعي اختلافهم الثقافي واللغوي، استخدمت عددا من الإجراءات القمعية للضغط عليهم وتهجيرهم من الأحواز كما تهجر إسرائيل السكان الأصليين الفلسطينيين من أرضهم.
ومن بين تلك الإجراءات، تجفيف الأنهار في الأحواز من خلال تحويلها إلى محافظات أخرى، وهذا على ما يبدو هو ما تسبب بنقص المياه الحاد في الإقليم وفجر المظاهرات الأخيرة التي تستمر في أقاليم شتى تجاوزت مطالب المتظاهرين موضوع المياه إلى المطالبة بتغيير النظام، ما جعل المرشد الأعلى يتوجه برسالة غزلية عابرة للمتظاهرين، بينما تستمر سياسة اقتلاع السكان الأصليين بتشجيع هجرة الفرس من أقاليم أخرى للاستيطان في هذا الأحواز ليشكلوا ضغطا على السكان الأصليين من ناحية ومن ناحية أخرى لتذويب الهوية العربية بتهجير سكانها من الإقليم، فهو الإقليم الغني بالبترول الذي يعد خزان إيران الرئيس من البترول.
إن ما يدفعني لطرح هذا الموضوع هو كون قضية الأحواز قضية إنسانية أولا وقضية عربية ثانيا ثم لأنها أحد الملفات الشائكة بين العرب والإيرانيين بل لعلها من أهم الملفات العربية الإيرانية.
هناك أكثر من طريقة لمناصرة وتبني قضية الأحوازيين إنسانيا وعربيا وسياسيا. لكن لا يجوز ترك هؤلاء السكان الأصليين يواجهون سياسات التفقير في إقليم هو الأغنى بتروليا في إيران، وسياسة التعطيش من خلال تحويل الأنهار في إقليمهم وتجفيفها، فضلا عن سياسة الاقتلاع الثقافي للسكان الأصليين من هويتهم العربية.
صحيح أن هناك العديد من الملفات العالقة بين العرب وطهران، لكن الصحيح أن موضوع الأحواز بالغ الأهمية كونه لا يخص دولة عربية بعينها مثلما هو التدخل الإيراني في العراق أو في سوريا مثلا.
كما أن هناك قضايا عالمية عديدة عالقة بين أكثر من دولة ونظام إيران، ليس من الآن بل منذ أكثر من أربعين سنة، وهو ما يدل على أن هذا النظام لديه مشكلة حقيقية في سلوكه وفي مبادئه وأخلاقه. ففي الوقت الذي يدعي مظلوميته ومناصرته للقضايا العادلة، عانت منه وبسببه شعوب ودول المنطقة قتلا واحتلالا وتدخلا وتدميرا وخرابا.
ومن هنا لا بد أن تتبنى جامعة الدول العربية قضية الأحوازيين والأحواز إعلاميا وسياسيا، وعلى الجامعة كذلك حمل هذه القضية على مسؤوليتها وحشد رأي عالمي وإقليمي بين المنظمات الدولية وفي مقدمتها منظمة الأمم المتحدة.
وتوظيف المنابر الدولية والإقليمية الحيوية لشرح قضية الأحوازيين ومحاولة نصرتهم وصولا لاستفتاء الأحوازيين على الاستقلال حتى لو مستقبلا. هذا العمل يجب أن يكون من صميم عمل جامعة الدول العربية، صحيح أن الجامعة تمثل الحكومات العربية، لكن الأمر عندما يتعلق بقضية تتعلق بشعب عربي خارج الوطن العربي والدول العربية، من المفترض أن تمثل الجامعة تلك الشعوب العربية وتتبنى مطالبهم وحقوقهم في الجامعة وفي المنظمات الدولية والإقليمية.