-A +A
أريج الجهني
ما بين إرساليات فواكه أو حديد؛ حرب المخدرات لا تتوقف، بل تزداد التحايلات والمحاولات لاقتحام أمن هذا الوطن الآمن. ويظن الفرد أنه في مأمن وهو يقرأ الأخبار، والحقيقة أن استهداف العقول بهذه المخدرات إرهاب مباشر. نجحت وزارة الداخلية في قلب المعادلة وحققت تقدماً عالمياً في تسخيرها للتقنية والسواعد المخلصة، لكن يبقى الدور على الفرد في فهم معضلة هذه الحرب التي يبدو أنها لن تضع أوزارها إلا بقرار يمنع استيراد كافة أشكال المواد من الدول التي ثبت مرور المخدرات من خلالها.

الحرب على المخدرات حرب ثنائية الاتجاه؛ فهي بين المورد الخارجي والمستقبل الداخلي. خيانة الوطن لا تكون فقط بالتخابر مع الأعداء، بل بتدمير أبنائه وبناته عقلياً وصحياً. مثل هذه الحبوب التي قد تداول بمسميات (فكاهية) لتمريرها، وقد تكون القشة القاصمة للإنسان، بل الأخطر (سلطة) رفقاء السوء أو من يزين (الإدمان) بمختلف أشكاله لجرهم لنهايتهم أو السيطرة عليهم. دراسة الدوافع الإنسانية هي الأعقد على الإطلاق، ولا أجد حتى اللحظة أي دراسة تدرس دوافع المروجين أو المدمنين.


لذا اقترح أن يكون هناك مركز إحصاءات ورصد (نفسي/‏اجتماعي) تحت مظلة وزارة الداخلية يحلل وينشر دراسات سنوية (معلنة) عن المخدرات والسموم التي لا تستهدف تدمير الصحة، بل هي حرب مستعرة ضد المملكة وأفرادها كبارهم وصغارهم، قد تكون هناك جهات، لكن أظن أنها لا تصل رسالتها كما يجب. ولو كنت صاحب قرار لأمرت بتخصيص إدارة داخل كل جهة حكومية بمسمى «إدارة الصحة النفسية وجودة الحياة»، لأنك لو تأملت في قصص الإدمان ستجد أنه من الممكن إنقاذ الضحية قبل أن يستفحل الحال، بالتوعية والعناية. أيضا توجيه الجامعات والمدارس بشكل رسمي لتضمين التوعية بخطورة المخدرات وطرق الدعم للعلاج.

جهود وزارة الداخلية عظيمة، وأبهرت العالم، بل تقدمت على الجميع ولله الحمد، لكن يبقى دورنا نحن كمواطنين وأفراد نعيش في ظل أمن ورفاه، أن لا نغفل عن هذه الفئات التي لا تتردد في الإضرار بالأبرياء، كونوا قريبين من أبنائكم وأحبتكم، لا تجعلوهم ضحايا للوهم والخوف والشعور بالعار، العلاج هو الخطوة الأولى للحل. اعلم جيداً أن «المقاومة النفسية» للعلاج في مجتمعنا عالية جداً، وهذا مؤشر خطر يستدعي مبادرات أكثر عملية، فأجد أن الكثير يتحدثون عن قضايا هامشية جداً أو يهاجمون بعضهم البعض وينشغلون عن القضية الأهم «الأمن»، نعم، الأمن هو قضيتنا جميعاً، ولا يستقيم للإنسان عيش وهو يطأطئ رأسه كالمهزوم، ولا يدرك ما يحدث في محيطه.. كونوا بخير.