أعتقد ـ والله أعلم ـ أن الورطة التي وقع فيها من يطلق عليه وصف الداعية «عمرو خالد» في برنامج «سؤال مباشر» الذي يقدمه المحاور المتمكن الذكي «خالد مدخلي» أنه اعتقدها فرصة للترويج عن نفسه بعد كساد بضاعته في برنامج مهم وقناة واسعة الانتشار، وأخال عمرو قد قال لنفسه «دي فرصة ذهبية مع محاور سعودي على قد حاله، ايش يفهمه في ألاعيب الحواة، أقدر أكروته وأمرر اللي أنا عايزه»، لكنه من سذاجته لم يبحث في أرشيف خالد مدخلي كي يعرف ثقافته ومهنيته وخبرته وقدرته على حوار أعتى ضيوفه وتسجيل أهداف ذهبية في مرماهم.
وأعتقد ـ والله أعلم أيضا ـ أن خالد مدخلي يعرف جيداً أن عمرو خالد أصبح مجرد خردة لمرحلة كئيبة مضت، وأن الحوار معه ليس لأهميته الشخصية، وإنما لتعرية تلك المرحلة ورموزها، وفضح جناياتهم على أجيال من البسطاء الذين خسرتهم مجتمعاتهم بسبب هرطقات دعاة يرفلون في نعيم المال والجاه، بينما المخدوعون بهم يذوقون ويلات الحيرة ومرارة الحياة.
عمرو خالد يمثل شريحة الـ«نيو لوك» في مشروع الدعاة السياسي، وهم هكذا يتلونون بحسب كل مرحلة، وقد اقتضت مرحلة ما تقديم نموذج «مودرن» كعمرو خالد، «كاجوال» حليق اللحية، يستطيع مجاراة الموضة في المظهر ليتغلغل في أوساط الشباب الجديد.
لكن مشكلة عمرو خالد أنه كائن هلامي لزج، فقير المعرفة الدينية والثقافة العامة، يشتغل على استدرار الدموع بشكل شديد السذاجة والفجاجة، لا يمكن أن يقنع أدنى البشر ثقافة بما يقوله، لكنه كان ضمن مشروع ضخم قدمه إلى الناس ويقف خلفه كي يدعم المهمة الموكلة له، ولهذا فوجئ بتضييق خالد مدخلي الخناق عليه عندما استدرجه إلى الموضوع الذي يخاف الحديث بشأنه، وهو الموضوع الرئيسي الذي انطلقت منه شهرته، مشروع الإسلام السياسي، الذي مثلما أطلق نسخة الشيخ كشك في مرحلة ما، أطلق نسخة عمرو خالد لتتواكب مع جيل عمرو دياب.
أراد عمرو خالد من خلال حواره مع خالد مدخلي أن يروج لمشروعه الجديد عن الروحانيات في الوقت الذي تمضي فيه مصر في مشروع إحياء ذاتها اقتصاديا وتعليميا وثقافيا وأمنيا واجتماعيا بعد التخلص من وباء تنظيم الإخوان، وأراد أن يلعب «الثلاث ورقات» ويمارس ألاعيب الحواة، لكنه وقع في ورطة «منيلة بستين نيلة» عندما فاجأه خالد بأنه لن يكون مروجاً لمشروعه الدعوي الاستثماري الجديد، وإنما فاضح لتلونه وحربائيته وضرره على عقول وأفهام الناس. وأجمل فصل في الحوار عندما ضغط عليه خالد كي يفسر له الروحانية في إعلان الدجاج الذي قدمه عمرو خالد وقال ما قال فيه من سرعة التقرب إلى الله عن طريق تناول وجبة دجاج من إنتاج شركة دواجن معينة.
إن من أهم وأوجب الواجبات على المجتمعات العربية والإسلامية التي تريد الخير لأجيالها الحاضرة والقادمة أن تعتبر عمرو خالد وأشباهه مرحلة تسببت في كثير من التخلف والضرر، ولا يجب أن تتكرر.
وختاماً: برافو خالد مدخلي. كنت «ألعوبان» أكثر من عمرو خالد، انسحب عندما ضيقت الخناق عليه، وعندما عاد إلى الحوار فضحته أكثر.
وأعتقد ـ والله أعلم أيضا ـ أن خالد مدخلي يعرف جيداً أن عمرو خالد أصبح مجرد خردة لمرحلة كئيبة مضت، وأن الحوار معه ليس لأهميته الشخصية، وإنما لتعرية تلك المرحلة ورموزها، وفضح جناياتهم على أجيال من البسطاء الذين خسرتهم مجتمعاتهم بسبب هرطقات دعاة يرفلون في نعيم المال والجاه، بينما المخدوعون بهم يذوقون ويلات الحيرة ومرارة الحياة.
عمرو خالد يمثل شريحة الـ«نيو لوك» في مشروع الدعاة السياسي، وهم هكذا يتلونون بحسب كل مرحلة، وقد اقتضت مرحلة ما تقديم نموذج «مودرن» كعمرو خالد، «كاجوال» حليق اللحية، يستطيع مجاراة الموضة في المظهر ليتغلغل في أوساط الشباب الجديد.
لكن مشكلة عمرو خالد أنه كائن هلامي لزج، فقير المعرفة الدينية والثقافة العامة، يشتغل على استدرار الدموع بشكل شديد السذاجة والفجاجة، لا يمكن أن يقنع أدنى البشر ثقافة بما يقوله، لكنه كان ضمن مشروع ضخم قدمه إلى الناس ويقف خلفه كي يدعم المهمة الموكلة له، ولهذا فوجئ بتضييق خالد مدخلي الخناق عليه عندما استدرجه إلى الموضوع الذي يخاف الحديث بشأنه، وهو الموضوع الرئيسي الذي انطلقت منه شهرته، مشروع الإسلام السياسي، الذي مثلما أطلق نسخة الشيخ كشك في مرحلة ما، أطلق نسخة عمرو خالد لتتواكب مع جيل عمرو دياب.
أراد عمرو خالد من خلال حواره مع خالد مدخلي أن يروج لمشروعه الجديد عن الروحانيات في الوقت الذي تمضي فيه مصر في مشروع إحياء ذاتها اقتصاديا وتعليميا وثقافيا وأمنيا واجتماعيا بعد التخلص من وباء تنظيم الإخوان، وأراد أن يلعب «الثلاث ورقات» ويمارس ألاعيب الحواة، لكنه وقع في ورطة «منيلة بستين نيلة» عندما فاجأه خالد بأنه لن يكون مروجاً لمشروعه الدعوي الاستثماري الجديد، وإنما فاضح لتلونه وحربائيته وضرره على عقول وأفهام الناس. وأجمل فصل في الحوار عندما ضغط عليه خالد كي يفسر له الروحانية في إعلان الدجاج الذي قدمه عمرو خالد وقال ما قال فيه من سرعة التقرب إلى الله عن طريق تناول وجبة دجاج من إنتاج شركة دواجن معينة.
إن من أهم وأوجب الواجبات على المجتمعات العربية والإسلامية التي تريد الخير لأجيالها الحاضرة والقادمة أن تعتبر عمرو خالد وأشباهه مرحلة تسببت في كثير من التخلف والضرر، ولا يجب أن تتكرر.
وختاماً: برافو خالد مدخلي. كنت «ألعوبان» أكثر من عمرو خالد، انسحب عندما ضيقت الخناق عليه، وعندما عاد إلى الحوار فضحته أكثر.